لندن: دافع رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر عن إرث كارل ماركس بوصفه فيلسوفاً وقال ان ماركس ليس "مسؤولا" عما ارتكب من أخطاء وانتهاكات باسمه.

وأعلن يونكر في كلمة القاها في مدينة ترير مسقط رأس الفيلسوف والاقتصادي الالماني بمناسبة ذكرى مرور 200 سنة على ميلاده في 5 مايو 1818 ان الذين ادعوا أنهم ورثة ماركس ارتكبوا خروقات لا يتحمل مسؤوليتها ويجب أن يحاسبوا هم عليها.

وكان للمنظر الالماني الذي تأثرت بأعماله تيارات سياسية من الاشتراكية الليبرالية الى أنظمة دكتاتورية ، حضور قوي على الساحة العالمية وفي الأوساط الأكاديمية منذ زهاء 150 سنة. وعاش سنواته الأخيرة منفياً في لندن حيث كتب مع فريدريك انغلز عمله الشهير "البيان الشيوعي" الذي نُشر في عام 1848.

وقال رئيس المفوضية الاوروبية في الاحتفال الذي أُقيم في كنيسة مدينة ترير ان كارل ماركس فيلسوف فكر في المستقبل وكانت لديه تطلعات خلاقة ولكن الكثير من أعماله أُعيدت كتابتها الى نقيضها.

واضاف يونكر "ان على المرء أن يفهم كارل ماركس في سياق زمنه وألا تكون لديه أحكام مسبقة تقوم على أساس المراجعة ، فهذه الأحكام يجب ألا تُوجد".

واشار يونكر الى ان ماركس ولد في مدينة ترير ونشأ فيها لكنه في الحقيقة عاش أقصر فترة من حياته فيها.

الرفاه الإجتماعي

واستوحى يونكر ارث الفيلسوف الاشتراكي قائلا ان عدم استقرار الاتحاد الاوروبي يمكن أن يُعالج من خلال زيادة التركيز على الرفاه الاجتماعي الذي لم يلق اهتماماً في مشروع الوحدة الاروبية حتى الآن.

وتابع يونكر "انها ستكون مهمة عصرنا أن نبني واقعاً حياً من الحقوق الاجتماعية التي وضعناها في اوروبا للذين يعيشون اليوم وكثيراً ما يكونون بؤساء أو تبتزهم الحياة ولن تكون لديهم حقوق اجتماعية كافية ، وللذين سيولدون غداً".

وقال يونكر ان الاتحاد الاوروبي ليس بناء معطوباً بل بناء غير مستقر "وهو غير مستقر لأن البعد الاجتماعي في اوروبا ما زال حتى الآن الجزء المهمل من التكامل الاوروبي وعلينا أن نغير ذلك".

صاغ ماركس الذي كان تلميذ الفيلسوف هيغل نظرية المادية التاريخية التي قال انها تفسر تطور المجتمع وطبقاته. وكان ماركس يرى ان الرأسمالية بايجادها جمهرة واسعة من العمال الذين لا ملكية لهم تخلق طبقة ستكون حفارة قبرها. ودعا الى الغاء الملكية الخاصة وبناء مجتمع يقوم على الملكية العامة لوسائل الانتاج. وماركس هو القائل ان الفلاسفة فسروا العالم بطرق مختلفة ولكن المهم تغييره.

وكانت عشرات الدول في انحاء العالم ادعت تبنيها اشكالا من الماركسية لتكون ايديولوجيا رسمية ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتفكك الكتلة الشرقية في تسعينات القرن الماضي لم تبق إلا اربع دول تدعي الماركسية هي الصين وكوبا ولاوس وفيتنام.

ويقول المدافعون عن ماركس ان عمله ما زالت له قيمة اليوم إزاء اللامساواة المتزايدة في النظام الرأسمالي. 

 

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الاندبندنت". الأصل منشور على الرابط التالي

https://www.independent.co.uk/news/uk/politics/karl-marx-jean-claude-juncker-defends-legacy-a8337176.html