في واحدة من أبشع الجرائم ضد الأطفال في مصر، قتلت سيدة طفلة حرقًا في "الفرن"، حتى تفحمت جثتها، بسبب خلافات أسرية مع والدتها. فيما تشير إحصائيات المركز القومي للطفولة والأمومة إلى أن 45.9% من الأطفال قبل 6 سنوات عرضة للعنف في مصر.

إيلاف من القاهرة: على طريقة أفران الهولوكست ضد اليهود في ألمانيا في عهد النازية، وفي جريمة هزت الرأي العام في مصر، أحرقت امرأة في محافظة أسيوط في الصعيد طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات في "الفرن البلدي" المخصص لإعداد الخبز، وعثرت السلطات الأمنية على جثمان الطفلة متفحمًا داخل الفرن، وذلك لسرقة قرطها الذهبي، وانتقامًا من والدتها، بسبب خلافات بينهما.

وحسب تحريات الشرطة، فإن أسرة الطفلة "شهد" البالغة من العمر خمس سنوات، أبلغت عن تغيبها عن المنزل لمدة يومين.

جاء في محضر الشرطة، أن اللواء جمال شكر مدير أمن أسيوط، تلقى إخطارًا من مأمور مركز شرطة أبنوب بورود بلاغ من الأهالي في قرية المعابدة بالعثور على جثة طفلة 5 سنوات، متفحمة داخل فرن بلدي في أحد المنازل المجاورة لمنزلها.

أضاف البلاغ، أن الطفلة كانت متغيبة عن المنزل، وفي أثناء بحثهم عنها وجدوها داخل الفرن، وانتقلت قوات المباحث برئاسة المقدم عبد المجيد مختار رئيس مباحث القسم لموقع البلاغ، وتبيّن أن الجثة لطفلة تدعى "شهد.ح.م" 5 سنوات متغيبة عن المنزل مقيمة في القرية نفسها.

وكشفت التحريات التي قام بها فريق المباحث، أن مرتكبة الواقعة جارتها "م" في العقد الرابع من عمرها، وصاحبة المنزل الذي عثر على جثة الطفلة فيه، وبمواجهتها بما أسفرت عنه التحريات، أقرت بارتكابها الواقعة لوجود مشكلات جيرة بينها وبين والدتها، مشيرة إلى أنها أحرقت الطفلة بعدما جرّدتها من قرطها الذهبي. ونقلت الجثة إلى مشرحة المستشفى المركزي، وجارٍ تحرير المحضر اللازم واستكمال الإجراءات القانونية اللازمة.

أثار الحادث الكثير من الغضب في مصر، لاسيما في ظل تصاعد العنف ضد الأطفال، وأعلن المجلس القومى للطفولة والأمومة أن خط نجدة الطفل استقبل 1959 بلاغًا، خلال العام الماضى 2017.

وقال المجلس في تقرير له، إن البلاغات التي تلقاها خط نجدة الطفل (16000)، تم تصنيفها إلى 3 فئات، الأولى بلغت 900 بلاغ بنسبة 45.9% للأطفال في الفئة العمرية من 1 إلى 6 سنوات، وتعد هي الفئة الأعلى، نظرًا إلى أن الأطفال في هذه المرحلة أكثر تعرّضًا للمشكلات نتيجة لصغر سنهم وسهولة استهدافهم، والفئة الثانية بلغت عدد البلاغات حولها 682 بنسبة 34.8%، وهي المرحلة العمرية من 7 إلى 12 سنة، وتعتبر هذه المرحلة هي بداية الالتحاق بمنظومة التعليم، حيث تأتي البلاغات عن حالات عنف أو اضطرابات سلوك، والتي تجعل الأسرة تلجأ إلى الخط لطلب الدعم.

أما الفئة الثالثة، وهي للمرحلة العمرية من 13 إلى 18 سنة، حيث بلغت عدد البلاغات حولها 377 بنسبة 19.2%، وتتضمن هذه الفئة الأطفال في مرحلة المراهقة، حيث يكون الطفل فيها أقل عرضة للعنف والمشكلات نظرًا إلى قدرتهم على صد العنف والتعامل مع المشكلات.

وحسب البلاغات الواردة للخط، فإنه تم تقسيم أشكال العنف إلى أربعة، تصدر العنف البدني المرتبة الأولى، حيث يتم استخدامه مع الأطفال داخل الأسرة أو من خلال المتعاملين معهم، كما إن كثيرًا من الأسر تعتبره أحد أساليب التربية والتهذيب.

في المرتبة الثانية جاء العنف الجنسي، والذي يتضمن وقائع التحرش والاغتصاب واستخدام الأطفال في الأمور الإباحية وكذلك الزواج غير الرسمي، حيث يأتي هذا الشكل من أشكال العنف في مرحلة متقدمة ليعد أمرًا غير مطمئن، حيث يشير إلى وجود اضطرابات سلوك لدى بعض البالغين من الجناة، كما إنه سيخلف وراءه مجموعة من الأطفال المجني عليهم المعرّضين للإصابة باضطرابات سلوكية.

وجاء في العنف اللفظي والعنف المعنوي في المرحلتين الثالثة والرابعة، على التوالي كونهما أقل نسبة في رصدهم لدى الأطفال، وقد يكونا أقل تأثير، ولهم أثر بالغ لدى البعض الآخر، كما إنهما قد يكونا بداية لأحد أشكال العنف الأخرى، وينتشرا داخل المدارس ليصبحا أحد الأسباب الرئيسة لتسرب الأطفال من التعليم، كما إنهما قد يكونا ضمن أسباب هروبهم من أسرهم وانضمامهم إلى فئة أطفال الشوارع، وكذلك هروبهم من مؤسسات الرعاية.