الرباط: بمشاركة 50 مادحا و منشدا، تم تكريم الحاج محمد باجدوب، عميد المنشدين بالمغرب، خلال الأمسية الكبرى السلاوية للمديح والسماع، التي نظمتها جمعية نخبة شباب سلا لموسيقى السماع والآلة، مساء السبت.
وقال باجدوب لـ"إيلاف المغرب" إنه جد سعيد بهذا الاحتفاء الذي شكل مفاجأة غير متوقعة بالنسبة له، خاصة أن حضوره كان بهدف إحياء ذكرى شيخ المادحين السلاويين المرحوم سيدي سعيد القادري، وعد تكريمه بادرة طيبة، ليست بغريبة على شيم ساكنة مدينة سلا الذين يتميزون بالحفاوة والكرم.
وبشأن تقييمه لحصيلة مسيرته في مجال الطرب الأندلسي والتي امتدت لأزيد من 50 سنة من الإبداع والتألق، أفاد باجدوب أنه مسرور بها، لأنه أدى المسؤولية التي كانت ملقاة على عاتقه، و على الأجيال القادمة بذل المزيد من العطاء في درب الموسيقى الأندلسية.
واعتبر باجدوب أن وضعية موسيقى الآلة والطرب الأندلسي بالمغرب تحتاج لتقويم حاليا، في ظل وجود أشخاص يسهرون عليه، منهم من قام بتأسيس جمعيات هواة الطرب الأندلسي، بهدف الحفاظ على هذا التراث، لكن نطاق عملها ظل محليا.
وأكد باجدوب أن السبيل الوحيد للحفاظ على هذا الفن الأصيل و حمايته للأجيال القادمة، يتمثل أساسا في البعد عن الجانب المادي، سيرا على نهج فطالحة الطرب الأندلسي منذ سنوات.
وتفاعل الجمهور الحاضر بالتصفيق والزغاريد مع"بردة البوصيري" التي افتتحت بها الأمسية الاحتفالية، مخللة بأهم البراويل والمستعملات المحلية مع الإنشادات في طبوع مختلفة، بتوظيف آلات إيقاعية لإذكاء الحماس.
ولد باجدوب بآسفي (جنوب)سنة 1945، و في سن مبكرة، أبدى اهتماما واضحا بالموسيقى التراثية، الأندلسية منها على الخصوص، تلقى أسس الإنشاد الديني في مطلع الستينات على يد مشايخ أمثال المرحوم سيدي سعيد القادري بسلا و محمد التبايك بمراكش. نهل أصوله من جلسات فن المديح والسماع في بعض الزوايا والأضرحة الشهيرة، على رأسها الزاوية الدرقاوية على يد الشيخ الفداوش. تتلمذ في فاس (وسط)على يد عدد من أقطاب الموسيقى الأندلسية على رأسهم الحاج عبد الكريم الرايس، وعاد لمدينته ليؤسس عدة أجواق لموسيقى الآلة.
التعليقات