الرباط: أثار موضوع الغلاء وارتفاع أسعار عدد من المواد الاستهلاكية في السوق المغربية جدلا داخل جلسة الأسئلة الأسبوعية بمجلس النواب، بين الحكومة والنواب بعدما انتقد برلمانيون تعامل الحكومة مع حملة المقاطعة التي تواجهها منتوجات ثلاث علامات تجارية.

وبدا عبد اللطيف وهبي، النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، غاضبا وهو يتحدث عن الموضوع، حيث اتهم وزراء حكومة سعد الدين العثماني ب"شتم" المواطنين.

وقال وهبي مخاطبا الوزير المنتدب المكلف الشؤون العامة والحكامة لحسن الداودي، إن "قوى من الشعب المغربي قررت مقاطعة عدد من المنتوجات والحكومة لا تتجاوب، ولا تبدي رأيها سلبا أو إيجابا".

وأضاف المتحدث ذاته "وزراء الحكومة يسبون الشعب المغربي، وينعتوهم بالمداويخ وهناك من وصفهم بالقطيع"، في إشارة إلى ما عبر عنه وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، وزاد متسائلا "هل هذه حكومة؟ الناس قاطعوا اسألوهم لماذا قاطعوا هل هذا الشعب ليس من حقه أن تحاوروه؟". 

النائب نور الدين مضيان

واسترسل الرئيس السابق لفريق حزب الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب قائلا: "نعيش واقعا مرا وحكومتكم لا تعرف التحاور مع المواطنين وفقط تشتمهم، كيف يمكن أن يصوت عليك المواطن وتأتي لتسبه؟"، وذلك في انتقاد واضح منه لموقف الحكومة من المقاطعة.

من جهته، اعتبر نور الدين مضيان رئيس الفريق النيابي لحزب الاستقلال المعارض، أن ما سماه "الهروب إلى الأمام لا يفيد في شيء"، مؤكدا أن غياب الوضوح في أجوبة الحكومة، و"خاصة على ما يحدث الآن في المواقع الاجتماعية".

وأشار مضيان إلى أن ما يحدث وما عبرت عنه الحكومة من صمت "دليل على أن هناك ارتفاع في الأسعار في كل المواد قبل رمضان وبعد رمضان"، مشددا على أن الحكومة "عليها أن تحمي القدرة الشرائية للمواطنين ونحن نعلم بأن جميع الطبقات مستهدفة، وليس فقط أن تطلق عنان المنافسة الحرة".

النائب عبد الله بوانو

وأفاد القيادي في حزب الاستقلال بأن ما يحدث من مقاطعة بعض المواد "هناك الملايين من المغاربة يقاطعون وغدا سيقاطعون مواد أخرى أمام صمت الحكومة"، مبرزا أن الحكومة "عليها أن تعترف بأن هناك ركود اقتصادي وعشوائية في معالجة شؤون الشعب المتعلقة بالأسعار".

بدوره، انتقد عبد الله بوانو، عضو الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية قائد تحالف الغالبية الحكومية، تعاطيها مع المقاطعة.

وقال بوانو في كلمة بالمناسبة إن الحكومة "عليها أن تنتبه أن الشعب عندما يقدم على مبادرة ما، لا ينبغي أن تواجهه بالسب والقذف"، وأضاف "ينبغي أن تتواصل معه بالتي هي أحسن".

ورد الوزير المنتدب المكلف الشؤون العامة والحكامةً المغربي ، على انتقادات الفرق البرلمانية، قائلا: "الحكومة بريئة، لأنه ليس هناك أي موقف رسمي ودعونا من المزايدات في هذا الموضوع"، وذلك في تبرؤ واضح من تصريحات زميله في الحكومة وزير الاقتصاد والمالية.

وأضاف الداودي مخاطبا البرلمانيين "أنتم برلمانيون وتعرفون الحكومة والوزير، وما يصدر عن الحكومة معروف والناطق الرسمي باسمها لم يصرح بشيء في الموضوع".

وأفاد الداودي بأن ارتفاع أسعار عدد من المواد الاستهلاكية يرجع بالأساس لكونها "مواد مستوردة وأسعارها مرتفعة في العالم"، وقال: "الحمص مستورد وثمنه مرتفع، هل ترغبون في الاستفادة من دعم الحكومة على حساب الفقراء والعودة إلى الوراء ودعم المواد الأساسية؟".

لحسن الداودي الوزير المنتدب المكلف الشؤون العامة والحكامة

وزاد الداودي مبينا "هل نحن في حكومة شيوعية؟ أنتم تقولون حزب ليبرالي أين هي مرجعية حزبكم التي تقول بالمنافسة؟"، وذلك في رد واضح على برلمانيي الأحزاب الليبرالية في المجلس، قبل أن يختم "ينبغي أن نسهر على المنافسة وكونوا منطقيين مع أنفسكم".

وأقر وزير الشؤون العامة والحكامة بوجود الغلاء في السوق المغربية، حيث قال: "الغلاء موجود نعم، وإذا كان الغلاء موجود عالميا ماذا سنفعل؟"، مشددا على أن الحكومة تقوم بدورها و"نسهر على المنافسة ولجنة اليقظة ستشتغل 24/24 ساعة في رمضان، ولا نحتاج إلى المزايدة، لأننا لا نزايد على المواطنين ونعالج المشاكل بالجدية اللازمة".

وأعرب المسؤول الحكومي عن تجند الحكومة وتعبئتها ل"محاربة الغش وجميع أشكال الاحتكار ولم يعد بالمجان موجودا"، وأكد الداودي على ان الحكومة تضع "مصلحة المواطن فوق كل اعتبار".