قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، إن الرئيس الأمريكي "أخطأ" في قرار الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وذلك في كلمة وجهها مباشرة لترامب.

وأضاف خامنئي في كلمته "قلت من اليوم الأول: لا تثقوا في أمريكا".

وحث الحكومة الإيرانية على الحصول على ضمانات من الدول الأوروبية الكبرى قبل الموافقة على الاستمرار في الاتفاق.

وكان الاتفاق، الذي يعرف بـ"خطة العمل المشتركة الشاملة"، قد حد من أنشطة إيران النووية مقابل رفع العقوبات التي فرضتها عليها الأمم المتحدة، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي.

وكان الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، قد وقع الاتفاق الذي ضم إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا، علاوة على ألمانيا.

لكن ترامب، الذي عارض الاتفاق بشدة، قال يوم الثلاثاء إنه "معيبا في جوهره"، وأن الولايات المتحدة سوف تنسحب منه وسوف تفرض عقوبات اقتصادية من جديد.

وقالت دول أخرى موقعة على الاتفاق إنها ستواصل الالتزام بالاتفاق النووي، وترغب في استمراره.

وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان-إيف لودريان، إن الاتفاق "لم يمت"، في حين قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن بلاده "لا تعتزم الخروج"، وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن بلادها "ستبذل كل طاقتها لتتمسك إيران بالتزاماتها في المستقبل".

صورة لرجال يعملون في منشأة نووية عام 2005
Getty Images
وافقت إيران بموجب الاتفاق على الحد من مخزون اليورانيوم المخصب، الذي تستخدمه في صناعة وقود المفاعلات

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي ينظر إليه كواحد من الإصلاحيين المعتدلين الذي وقع على الاتفاق عام 2015، إنه سيحاول إنقاذ الاتفاق.

وكان روحاني قد صرح بأن بلاده سوف تستأنف تخصيب اليورانيوم في حالة انهيار الاتفاق، لكنه قال أيضا "إذا حققنا أهداف الاتفاق بالتعاون مع الدول الموقعة عليه، فسوف يظل معمولا به".

وأعرب خامنئي عن شكوكه، قائلا في خطاب تلفزيوني إنه لا يثق ببريطانيا أو فرنسا أو ألمانيا، ويحتاج إلى "ضمانات" قبل استمرار الاتفاق النووي.

وأضاف موجها كلامه إلى الحكومة : "سمعنا أنكم ترغبون في الاستمرار في الاتفاق النووي مع الدول الأوروبية الثلاث. أنا لا أثق بهذه الدول الثلاث".

وأضاف : "إذا أردتم إبرام اتفاق، أحصلوا على ضمانات فعلية، وإلا سيفعلون نفس ما فعلته الولايات المتحدة".

وقال : "كلماتهم بلا قيمة. يقولون اليوم شيئا ثم يقولون غدا شيئا مختلفا. لا يخجلون".

كيف كان رد فعل العالم؟

قال لودريان في تصريح لإذاعة فرنسية "الاتفاق لم يمت. يوجد انسحاب أمريكي من الاتفاق، لكن الاتفاق مازال مستمرا".

وقال إن اجتماعا سيتم بين فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وإيران يوم الاثنين.

Theresa May, Emmanuel Macron and Angela Merkel
Getty Images

وقالت روسيا إن قرار ترامب أصابها بـ"إحباط شديد"، في حين أعربت الصين وألمانيا عن أسفهما.

لكن القرار الأمريكي لقي ترحيبا من السعودية وإسرائيل، خصمي إيران في المنطقة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أحد أبرز منتقدي الاتفاق، إنه "يدعم بالكامل" انسحاب ترامب من هذا الاتفاق "الفادح".

لماذا انسحبت الولايات المتحدة؟

وقال الرئيس الأمريكي في خطاب تلفزيوني الثلاثاء إن الولايات المتحدة ستنسحب من "خطة العمل المشتركة الشاملة". وقال إنها "بشعة، وأحادية الجانب، وما كان ينبغي أبدا التوصل إليها".

وأضاف أنه سيعمل على التوصل لاتفاق "حقيقي وشامل ودائم" لا يتصدى للبرنامج النووي الإيراني فحسب، بل لاختبارات الصواريخ الباليستية والأنشطة في شتى أرجاء الشرق الأوسط.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
Reuters
وصف ترامب خطة العمل المشتركة الشاملة بأنها "بشعة، وأحادية الجانب، وما كان ينبغي أبدا التوصل إليها"

وأشار إلى إنه سيعيد فرض عقوبات اقتصادية كانت الإدارة الأمريكية تتجنبها منذ توقيع الاتفاق في 2015.

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إن العقوبات تستهدف الصناعات المذكورة في الاتفاق، ومن بينها قطاع النفط الإيراني، وتصدير الطائرات إلى إيران، ومحاولات الحكومة الإيرانية شراء عملات ورقية من الدولارات.

وأفادت تقارير بأن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، قال إن على الشركات الأوروبية التي تعمل في إيران أن توقف أنشطتها خلال ستة أشهر، وإلا واجهت فرض عقوبات أمريكية عليها.

ما الذي وافقت عليه إيران؟

وافقت إيران بموجب التوقيع على الاتفاق على الحد من مخزون اليورانيوم المخصب، الذي تستخدمه في صناعة وقود المفاعلات، والأسلحة النووية، على مدار 15 عاما، وأيضا خفض عدد الطوارد المركزية التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم على مدار عشر سنوات.

الرئيس الإيراني حذّر من
AFP
الرئيس الإيراني حذّر من "عواقب وخيمة" إذا أعادت واشنطن فرض العقوبات

كما وافقت إيران على تعديل منشأة تعمل بالماء الثقيل بما لا يسمح بإنتاج بولوتونيوم يجعل من الممكن صنع قنبلة.

في حين ترفع الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العقوبات الاقتصادية التي شلت الاقتصاد الإيراني مقابل الحد من برنامج إيران النووي.

وتصر إيران على أن برنامجها النووي سلمي بالكامل، ويلتزم بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي قالت مرة أخرى يوم الأربعاء إن إيران تحترم التزاماتها.