أسامة مهدي: أغلقت صناديق الاقتراع للتصويت الخاص في عموم العراق على الثالثة بعد ظهر اليوم بتوقيت غرينتش بمشاركة تراوحت بين 47 و97 بالمائة من افراد القوات المسلحة والسجناء فيما تفاوتت نسب تصويت عراقيي الخارج بين 20 و60 بالمائة في حين تم تسجيل خروقات انتخابية عدة لكن اليوم الاول من هذا الاقتراع مر أمنا من دون اي حوادث.

وعلمت "إيلاف" ان نسب مشاركة افراد القوات الامنية في محافظات البلاد تراوحت بين 47 و97 بالمائة من عدد الذين يحق لهم التصويت البالغ مليون و200 الف عسكري اضافة الى السجناء البالغ عددهم 26 الفا، فيما تراوحت نسبة المشاركة في الاقتراع الخارجي بين 20 و60 بالمائة في 21 دولة عربية واحنبية.

جرى الاقتراع اليوم في اجواء آمنة حيث لم تسجل اي خروقات او حوادث أمنية برغم من تهديدات كان قد اطلقها تنظيم داعش الاسبوع الماضي بأستهداف الناخبين والمرشحين.

واكد رئيس الدائرة الانتخابية رياض البدران ان عملية الاقتراع اليوم كانت ناجحة وتمت بأنسيابية عالية.

واوضح انه لن يتم الاعلان عن نتائج الاقتراع الخاص وانما ستعلن مع نتائج الانتخابات العامة التي ستجري السبت المقبل متوقعا ان يكون ذلك يوم الثلاثاء المقبل.

خروقات

وبانتهاء اليوم الاول من التصويت الخاص الذي يستمر يومان فقد اعلنت منظمة تموز للتنمية الاجتماعية المختصة بمراقبة الانتخابات عن تسجيلها لعدة خروقات.

واشارت في تقرير لها حصلت "إيلاف" على نصه الى ان المفوضية العليا للانتخابات افتتحت (494) مركزا انتخابيا للتصويت الخاص بالقوات الامنية، بعدد محطات بلغت(2239) محطة اقتراع، وبلغ عدد الذين يحق لهم التصويت الخاص من الأجهزة الأمنية 943639 الف ناخب تقريبا، كما افتتحت مراكز للتصويت المشروط، وهي مراكز للنازحين (75 مركز) بعدد محطات بلغ (510 محطة)، كما افتتحت مراكز لتصويت السجناء بعدد (25 مركز)، حيث بلغ عدد المشمولين بالتصويت ( 26770).

واوضحت المنظمة انها راقبت عملية التصويت الخاص في جميع المحافظات العراقية، حيث انتشر مراقبوها على أغلب المراكز الانتخابية في جميع المحافظات بضمنها محافظات اقليم كردستان الثلاث وقد سجلوا عددا من الملاحظات على عملية الاقتراع وهي:

·وجود دعاية انتخابية قرب المراكز الانتخابية في أغلب المحافظات.
·تأخر افتتاح عدد من المراكز ومحطات الاقتراع لفترة تتراوح بين 10 دقيقة الى 60 دقيقة.
·منع دخول مراقبي منظمة تموز لمركز بردة في قضاء الشرقاط بشمال البلاد.
·عدم تعليق أسماء الناخبين على جدران المركز والاعتماد على الكمبيوتر مما أدى الى حصول فوضى عارمة في بعض المراكز. 
·عطل جهاز قارئ البطاقة الالكترونية والبصمة في عدد من المراكز كما في مركز السدير 1107 في بغداد- مدينة الصدر وصلاح الدين ومركز النور/النجف ومركز القمة- ديالى ومركز النصر في الموصل.
·كثافة وفوضى داخل محطات الاقتراع بسبب عدم وجود مراقب طابور من جهة وتأخير في عمل جهاز قراءة البطاقة والبصمة بين 5 الى 10 دقائق من جهة أخرى.
·تشابك بالأيدي بين الموظفين والناخبين بسبب تأخر عمل الاجهزة وضعف في خبرات الموظفين كما حصل في مركز الزهراء رقم 164450 في محافظة النجف ومركز الصراط رقم 172104 في السماوة ومركز اعدادية عمار بن ياسر في الانبار.
·سحب بطاقة الناخب البايومترية من قبل المفوضية بعد الانتخاب في عدد من المراكز في بغداد والمحافظات ومراكز أخرى لم يجري سحبها.
·نسبة المشاركة جيدة في أغلب المراكز مع وجود كثافة في مراكز أخرى.
·وجود نقص في اعداد بعض الموظفين في المراكز ومحاولات لتعويضهم بآخرين من غير الموظفين . 
·وجود تدخلات في عدد محدود من المحطات بهدف التوجيه لانتخاب قوائم معينة.
·السماح بالتصويت لمن لا توجد اسمائهم في سجلات الناخبين بما لا يتجاوز الخمسين ناخب، كما في محطات مركز كولوجو في كلار- السليمانية.
·خرق لسرية الاقتراع من قبل مراقب صندوق الاقتراع حيث يقوم موظف المفوضية بإدخال ورقة الاقتراع في الصندوق وليس الناخب علما ان ورقة الاقتراع ظاهرة للعيان.

وفي وقت سابق اليوم، اشتكى قائد عمليات بغداد الفريق الركن جليل الربيعي من تعطل اجهزة الاقتراع الالكتروني في عدد من مراكز التصويت للعسكريين في العاصمة مشيرا في تصريحات تلفزيونية ان هناك اتصالات مع مسؤولي المفوضية العليا للانتخابات لانهاء هذه المشكلة.

ومن جهته أكد المنسق العام لشبكة "شمس" لمراقبة الانتخابات هوكر جتو أن الساعات الاولى للتصويت شهدت مجموعة خروقات رصدتها الشبكة في محافظات اقليم كردستان.

وقال جتو في تصريح صحافي ان من تلك الخروقات تأخير فتح المراكز في عدد من اقضية محافظة دهوك في سوران والعمادية بأقليم كردستان وايضا التفاوت في تطبيق الاجراءات.

واشار الى خروقات اخرى في محافظتي كركوك شمال شرق بغداد وصلاح الدين شمال غرب بغداد وقال أن "هنالك مراكز لم تسمح للمراقبين من المنظمات المختصة بالدخول في طوز خورماتو وداقوق واقضية اخرى.

الصدر يحذر من التزوير

ومن جهته، حذر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اليوم من التلاعب بنتائج الانتخابات عبر الأقمار الاصطناعية وهدد بما أسماها "هبة رجل واحد" اذا حدث التزوير.

جاء ذلك في رد للصدر على سؤال وجهه شخص باسم علي رزاق قال فيه "هناك أخبار تقول إن عملية عد وفرز الأصوات داخل البلد ستكون سليمة ولكن سيتم التلاعب بأصوات الناخبين عند نقلها الى القمر الصناعي، عن طريق كوريا، ومن ثم ارجاعها الى العراق. ماذا لو تم التلاعب بأصوات الناخبين وسلم إرادة الشعب في التغيير، في حال تم تزوير النتائج ؟".

وأجاب الصدر قائلا "استعدوا لهبة رجل واحد... فالتلاعب بأصوات الشعب جريمة لا تغتفر... وإن فعلوا ذلك وسكتم فستكون بداية النهاية".

إجراءات أمنية

وبدأت القوات الامنية اجراءات امنية استباقية لبدء الاقتراع ومنعت حركة الدرجات النارية وسيارات نقل البضائع في بغداد اعتبارا من الليلة الماضية الى نهاية الانتخابات مساء السبت المقبل واعلنت حظر التنقل بين محافظات البلاد الثمان عشرة في يوم الانتخابات العامة.

ومن جهتها حذرت قيادة الشرطة الاتحادية المواطنين من حمل اجهزة الهواتف النقالة لدى دخولهم الى مراكز الاقتراع والتجمع في الأماكن القريبة من هذه المراكز.

ودعت المواطنين الى التعاون مع منتسبيها لإنجاح العملية الانتخابية مشددة على ان "الإرهاب يستخدم أسلوب الاشاعة والحرب النفسية ما يقتضي عدم تصديق الشائعات المغرضة التي يراد بها تعكير صفو يوم الانتخابات.

كما حذرت الشرطة من الاجسام الغريبة في الشوارع وقرب مراكز الاقتراع ودعت الى عدم فتح الحقائب والاشياء التي يشتبه فيها وإبلاغ الأجهزة الأمنية عنها فورا اضافة الى رصد الأشخاص المريبين والغرباء ومراقبتهم، ووجهت بتفتيش جميع الذين يدخلون الى مراكز التصويت والالتزام بالتعليمات والإجراءات الأمنية.

عراقيو الخارج دشنوا التصويت

وبدأ عراقيو الخارج بالادلاء باصواتهم في استراليا ونيوزيلندا قبل غيرهم في البلدان الاهرى التي تجري فيها انتخابات الخارج والبالغ عددها 21 بلدا سيصوت فيها العراقيون الذين يحق لهم المشاركة في الاقتراع والبالغ عددهم 850 الف ناخب.

وحددت مفوضية الانتخابات العراقية مكاتب في 13 دولة ومراكز اقتراع في 8 دول عربية واجنبية هي : الاردن، تركيا، ايران، الامارات، لبنان، مصر، الدنمارك، هولندا، بريطانيا، المانيا، كندا، اميركا، السويد، استراليا، النرويج، النمسا، فنلندا، بلجيكا، نيوزلندا، سوريا، فرنسا.

وتم افتتاح 63 مركزا انتخابيا في هذه الدول تحوي 684 محطة اقتراع وشكلت الولايات المتحدة الاميركية الدولة الاكثر من بين هذه الدول في عدد مراكز الاقتراع نظراً لكثرة عدد ابناء الجالية العراقية فيها وتأتي تركيا بعدها في عدد تلك المراكز حيث سيتم نقل نتائج انتخابات العراقيين في الخارج عبر الاقمار الصناعية كما هي نتائج انتخابات الداخل. 

الاقتراع الخاص

ومن جهتهم باشر افراد القوات المسلحة والمرضى والسجناء صباح اليوم الادلاء باصواتهم في عموم العراق وذلك قبل 48 ساعة من الاقتراع العام المقرر السبت.

ويشمل التصويت الخاص مليون و200 الف ناخب من افراد القوات المسلحة والمرضى والسجناء حيث تم نشر الاجهزة الالكترونية للتصويت في محطات الاقتراع الخاص وعددها 2000 محطة كما تم تأمين المحطات امنيا فيما هناك 133 الف مراقب محلي و74 الف مراقب لشبكات المراقبة العراقية و2008 مراقبين دوليين. 

ويتنافس 6898 مرشحا علي 329 مقعدا برلمانيا في الانتخابات بينهم 4972 مرشحا من الذكور و 2014 من الاناث وقد تم تخصيص 8 آلاف مركز انتخابي في أرجاء البلاد لاستقبال الناخبين.

وتعد هذه الانتخابات الرابعة في تاريخ العراق في مرحلة ما بعد سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين عام 2003 وبحسب إلمفوضية العليا للانتخابات فإن أكثر من 24مليون و200 الف عراقي يحق لهم التصويت في الانتخابات من أصل إجمالي عدد سكان العراق البالغ 38 مليونا و 854 الف نسمة لانتخاب برلمان عراقي جديد يضم 328 عضوا.