إيلاف من نيويورك: لم يكن كارتر بايج، يعلم أن انضمامه لحملة دونالد ترمب الانتخابية ستضعه على رادار مكتب التحقيقات الفدرالي في الولايات المتحدة، ويُصبح تحت المراقبة على مدار الساعة.

رحلة بايج في عالم السياسة الأميركية إنتهت سريعا، وحلم الشهرة الذي عاشه انقلب كابوسا جرف معه كل شيء، فخسر اعماله، ومداخيله المادية، واكتملت مأساته مع تصميم صديقته على انهاء علاقة الحب التي جمعتهما.

الضحية الأولى

زيارات الرجل الذي انضم الى حملة ترمب في اذار 2016، المتكررة الى العاصمة الروسية، موسكو بغرض المشاركة في المحاضرات المتعلقة بعمله الإستشاري في الطاقة والبترول، فتحت أعين الأف بي آي على حركته، فكان أول إسم على لائحة ستيفان هالبر الذي إنتُدب للتقرب من مستشاري الرئيس الأميركي، والحصول على معلومات حول التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية.

دفع ثمنا غاليا

في حديث له مع صحيفة نيويورك بوست، تحدث بايج عن التداعيات الكارثية لقضية التحقيقات الروسية وانعكاساتها السلبية على حياته الشخصية، فدفع ثمنا غاليا في اعماله، وكانت الصدمة الأكبر في رغبة صديقته بانهاء العلاقة التي جمعتهما.

وكشف المستشار السابق، "انه واثناء قيامه بزيارة الى شقة صديقته وجدها غاضبة بسبب الاخبار التي كانت تتناوله، وبعد تناولهما العشاء طلبت منه المغادرة لأن علاقتهما انتهت، فإضطر الى حجز غرفة في فندق للمبيت".

اللقاء الأول مع الجاسوس

وقدم بايج في حديثه الى البوست، سردا تفصيليا لتواصله مع ستيفان هالبر جاسوس الاف بي آي الذي كلف بمتابعته، ويقول انه تعرف عليه في أوائل تموز 2016، ثم نمت العلاقة بينهما، وبدأ الأستاذ الجامعي الأميركي يعرض خدماته، ويقدم وجهات نظره في الأمور المتعلقة بالسياسة الخارجية الأميركية، ولم يبخل أيضا بابداء التعاطف مع كارتر عندما بدأ يتعرض لهجوم شرس من قبل الديمقراطيين.

دعاه الى مزرعته

هالبر وجه دعوات الى بايج لزيارته في مزرعته القريبة من مقر لوكالة الإستخبارات المركزية بمدينة غريت فولز بولاية فرجينيا، وفي أيلول/ سبتمبر من العام 2017 إنقطع التواصل بين الرجلين، بالتزامن مع توقف عملية مراقبة بايج.

أسوأ من ووترغيت

مستشار الطاقة في الحملة الانتخابية، إعتبر ان ما حدث (اعمال المراقبة والتجسس) يعد أسوأ بكثير من فضيحة ووترغيت التي خرجت الى العلن بعد اتهام الرئيس ريتشارد نيكسون بالتجسس على الحزب الديمقراطي.

أزمة على الأبواب

ويعد عامل التوقيت في قضية بايج وهالبر عنصرا مهما، وبحال ثبوت قيام الأخير بالتواصل مع مستشار الحملة في أوائل تموز أي قبل قيام مكتب التحقيقات الفدرالي بفتح تحقيق رسمي، فذلك سيثير احتمالات قد تشير الى ان عملية التجسس على حملة ترمب جاءت لاسباب سياسية لا قانونية.

تخلوا عنه

بايج من جهته لم يخسر فقط أعماله وصديقته، فحتى كبار المسؤولين في حملة الرئيس الأميركي، وابنه دونالد جونيور على وجه الخصوص، قللوا كثيرا من دوره، وصولا الى اعتباره انه كان واحدا من بين المتطوعين في الحملة وليس مستشارا، علما بأن الصفة التي اكتسبها جاءت بعد اعلان ترمب نفسه عن ضمه واخرين الى الحملة بصفة مستشارين في الثاني والعشرين من شهر مارس 2016.