لندن: أثار إعلان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، إيقاف طلبات الإقامة المتعلق بمفوضية شؤون اللاجئين، موجة انتقادات واسعة لدى حقوقيون وباحثون في الشأن السوري، الذين وصفوا تصريحات باسيل "بالعنصرية" ضد السوريين، معتبرين أنها تحمل أهداف سياسية قبيل تشكيل الحكومة الجديد في لبنان، كما رأوا أن الأولوية في إخراج قوات حزب الله من الأراضي السورية، قبل إعادة اللاجئين إلى بلادهم.


انتقد الدكتور عبد العزيز طارقجي الباحث في الانتهاكات الدولية لحقوق الإنسان، حزب الله والتصريحات الأخيرة لوزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل، واعتبر أن ما يفعله حزب الله في سوريا هو خرق واضح للقانون الدولي وأن الدعوات بإعادة اللاجئين السوريين هي دعوات ذات خلفية سياسية "عنصرية"، مؤكدا على وجوب عدم التدخل في شؤون هيئات الأمم المتحدة .

"إيلاف" سألت طارقجي عن خلفية تصريحات الوزير باسيل وأهدافها الحقيقية لناحية المضمون والتوقيت، كما تطرقت معه إلى تواجد حزب الله اللبناني في سوريا، فكان الحوار الآـتي: 

حزب الله قوة احتلال

- ما رايك بتدخل حزب الله في سوريا المستمر حتى الآن، ألم يكن الأجدر من المطالبة بإعادة اللاجئين السوريين، اعادة حزب الله إلى لبنان ليتمكن اللاجئون من العودة بعد استقرار بلادهم؟

 ان التدخل العسكري لكافة المجموعات المسلحة في الأراضي السورية وعلى رأسهم تنظيم حزب الله الذي تورط بجرائم حرب في سوريا هو خرق فادح للقانون الدولي قبل ان يكون خرقاً للقانون السوري المحلي.

ويمكن تصنيف حزب الله وكافة الأطراف المتقاتلة على الأراضي السورية والمتورطة بالدم السوري، كقوة احتلال يمارس الاعمال العسكرية غير المشروعة على الأراضي السورية.

تصريحات باسيل

وأما عن دعوة باسيل وزير الخارجية اللبنانية، جبران لإعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم ولو بالطرق القسرية، فإنها دعوات صادرة عن خلفيات سياسة عنصرية ضد السوريين لا سيما بأنها نابعه من قلب باسيل المعروف بمواقفه وتصريحاته العنصرية ضد كل من يخالف رأيه السياسي بالإضافة إلى أن تياره من الحلفاء الأساسيين لدويلة حزب الله السياسي في لبنان.

- هل تعتقد ان السيد باسيل يمكن أن يتخذ اجراء بحق مفوضية اللاجئين كما هدد؟

أهداف سياسية.. وابتزاز

لا اعتقد ذلك، فالمعروف عن جبران باسيل بأنه يرفع سقف خطاباته التحريضية دائما، بغية الحصول على مكاسب سياسية لا سيما بأن لبنان مقبل على تشكيل حكومة جديدة.

كما أن باسيل يحاول ابتزاز المفوضية السامية للاجئين بالتحريض ضدها، بهدف التدخل في شؤون عملها وهذا مخالف للقانون الدولي ولالتزامات لبنان باتفاقية اللاجئين، واحترام حرية عمل المؤسسات الدولية المفوضة من المجتمع الدولي.

ولكن يجب على مفوضية اللاجئين أن ترد على هذه الخطابات التحريضية عبر تقديم شكوى أمام هيئة الأمم المتحدة التي تضمن حماية عمل المفوضية، فمن غير المقبول التدخل السافر بعمل مفوضية دولية تسعى لحماية ودعم اللاجئين في العالم.

حزب الله في 7 أيار

وبينما نحن نتحدث عن حزب الله السؤال الذي يخطر ببال الجميع هل مازال حزب الله يمثل حركات التحرر والمقاومة؟

في الواقع لقد سقط المعيار الذي يصنف تنظيم حزب الله كحركة مقاومة وتحرير، وتحديداً في أحداث السابع من أيار 2008 حيث عمد الحزب إلى توجيه سلاحه نحو الداخل اللبناني، ومارس انتهاكات جسيمة تخالف كل القوانين في لبنان، وبعدها ذهب بآلته العسكرية للقتال على الأراضي السورية، والعراق واليمن، كما تدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية مثل الكويت والبحرين وأصبح لديه جماعات تقوم بأعمال غير شرعية في بعض دول شرق أوروبا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية .

إرهاب دولي

وبالعودة إلى لبنان فإن الحزب قد تسلط على رقاب المواطنين، وعمل على إنشاء منظومة امنية ترهيبية بدأ بها في السجون ومراكز التحقيق السرية التابعة لجهازه الأمني، حيث سجلت أفظع الانتهاكات لحقوق الإنسان في اقبية التعذيب التابعة له.

وانتهك حقوق مواطنين لبنانيين وعرب مقيمين في لبنان، بالتعاون مع بعض الأجهزة الأمنية اللبنانية الموالية لسياسة الحزب في لبنان، وعبر تلك الأعمال، التي لم أذكر سوى القليل منها، تخطى حزب الله الحدود اللبنانية ليصبح ارهاباً إقليمياً منظماً بل وعابرا للقارات.

ونحن كمدافعين عن حقوق الإنسان كنا ومازلنا ندعم حق الشعوب في تقرير المصير، وهو ما كفله القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، لكن لا يمكننا الاختباء وراء أصبعنا لنبرر أعمال حزب الله بوصفها عمل مقاومة.

تحرير فلسطين

وبكل سخرية يعلنها حزب الله بأنه مصر على تحرير فلسطين والقدس من الاحتلال ولكن انطلاقاً من الأراضي السورية واليمنية والعراقية والعربية بل ومن القارات حيث يمارس نشاطاته التمويلية وهذا بات معلن عنه عبر وسائل الاعلام، كما تذكره عدة تقارير محايدة.

فإن كان الحزب متمسك بمبدأ مقاومة الاحتلال، فإذن من حق الشعب السوري واليمني والعراقي مقاومة حزب الله لأنه قوة عسكرية محتلة وإرهابه لا يختلف عن الإرهاب الذي مارسته التنظيمات الأصولية المتشددة مثل داعش والنصرة والقاعدة لكن بوجه وشكل آخرين وهو ادعاء الانفتاح ورفع شعارات مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.