كشف بيدرو سانشيث، رئيس الحكومة الإسبانية، ليلة الاثنين، أنه أجرى اتصالًا هاتفيًا مع نظيره المغربي الدكتور سعد الدين العثماني، بمجرد دخوله إلى قصر "لا منكلوا" والشروع في ممارسة مهامه الرسمية رئيسًا لحكومة إسبانيا.

إيلاف من الرباط: أوضح سانشيث، في أول حديث يدلي به للتلفزيون العمومي، أن الحديث بين الرجلين كان عاديًا وصريحًا، واتفقا خلاله على مبدأ الزيارة الرسمية الأولى التي سيقوم بها سانشيث إلى الرباط ، تبعًا لتقليد قديم.

لم يحدد رئيس الحكومة الاشتراكي موعد زيارته للرباط، لكنها لن تكون وشيكة على أي حال، بالنظر إلى تزاحم أجندته لكونه سيجري سلسلة مشاورات مع نظرائه في بعض الدول الأوروبية بخصوص الاتفاق على قضايا سياسية مشتركة تهمّ الاتحاد الأوروبي.

تمنى سانشيث أن يتم اللقاء الأول مع العثماني في غضون الأشهر الستة المقبلة، من دون أن يؤكد إن كان وزير خارجيته، جوزيب بوريل، سيزور الرباط قبله.

في سياق آخر، أثنى سانشيث، على وزير الفلاحة الجديد لويس بلاناس، السفير السابق في الرباط، ووصفه بأنه كفؤ ومخلص للمصلحة العامة، فضلًا عن أنه مقبول كمحاور أوروبي، حيث كان مندوبًا لبلاده لدى الاتحاد الأوروبي في بروكسل.

وكان اسم بلاناس أثير من طرف الصحف على خلفية قضية قديمة تتعلق باستعمال غير قانوني لمياه الريّ في إقليم الأندلس. وأكد سانشيث أن الوزير بريء من الاتهام الموجّه بحقه، وما وقع له مجرد إشكال اداري، وأنه لم يستغل نفوذه، ولا خرق القانون، وملف القضية أغلق بأمر قضائي، لأنه لا توجد تهمة أصلًا، حسب سانشيث.

ووردت إشارة رئيس حكومة إسبانيا إلى المغرب في معرض حديثه عن الخطوط العامة لسياسة الجديدة للهجرة التي تعتزم الحكومة الاشتراكية تطبيقها بتنسيق وتشاور مع الشركاء الأوروبيين، مبرزًا بالمناسبة أن العناية يجب أن تعطى للدول المصدرة للمهاجرين وذلك بمساعدتها على مواجهة المصاعب.

على صعيد آخر، سئل رئيس الحكومة عن موقفه من الحديث الجاري في إسبانيا بخصوص إخراج رفات الجنرال فرانسيسكو فرانكو من قبره، وإعادة دفنه في مكان آخر تختاره عائلته.

ذكر سانشيث في هذا الخصوص أن البرلمان الإسباني وافق في العام الماضي على هذا الإجراء، مشيرًا إلى أن الحزب الشعبي المحافظ أدان بدوره نظام حكم فرانكو الديكتاتوري، ولذلك فهو يتمنى أن يظل الصرح المشيد في ضواحي العاصمة مدريد، والذي يرقد فيه جثمان فرانكو، مخصصًا لضحايا الحرب الأهلية.

عارض سانشيث المواقف التي تقول إن إخراج فرانكو من قبره سيعتبر إيقاظًا لجراح قديمة من الأفضل نسيانها، مؤكدًا أن الإبقاء على رموز تمجّد الاستبداد الدموي هو الذي يوقظ الجراح، ولذلك فإن طيّ صفحة الماضي لا يكون إلا بإزالة الرموز العلنية المسيئة إلى الشعب، أسوة بما فعلت غالبية الدول الأوروبية مع الذين استبدوا في حكمها. يذكر أن وسائل الإعلام الرسمية المغربية لم تخبر بالاتصال الذي جرى بين سانشيث والعثماني.