لندن: وثق المرصد الاشوري لحقوق الانسان انتهاكات تعرض لها رجال دين مسيحيين من رعاة الكنائس واتباعهم خلال قيامهم بأعمال إنسانية في سوريا، في تقرير تحدث عن اغتيالات و اختطاف طالت هذه الشخصيات الدينية.

وأصدر المرصد تقريرا جديدا باللغة الانكليزية من ٣٢ صفحة تحت عنوان "أنا الراعي الصالح " ، ويتناول التقرير الانتهاكات التي تعرض لها رجال الدين المسيحي في مناطق مختلفة من سوريا منذ آذار ( مارس ) ٢٠١١ وحتى اليوم.

انتهاكات
وقال جميل دياربكرلي مدير المرصد لـ"ايلاف" إن: " التقرير يتحدث عن انتهاكات حدثت لرجال دين مسيحيين، والذين هم بالمفهوم المسيحي رعاة كنائسهم وأتباعهم، بالإضافة لكون غالبية من يستهدفهم التقرير من رجال الدين الذين تعرضوا لانتهاكات وهم على رأس عملهم ".

وطرح على سبيل المثال لا الحصر "المطران يوحنا ابراهيم الذي اختطف بينما كان في مهمة انسانية في أماكن لا يجرؤ أحد على الدخول إليها، والأب فرانس فندرلوخت اغتيل عندما كان صامداً في أحياء حمص القديمة مع القلة الباقية من المسيحيين هناك".

واضاف "والأب باسيلوس نصار الذي اغتيل عندما كان يحاول الوصول إلى أحد المتوفين من ابناء رعيته في منطقة محتدم فيها الصراع والنزاع المسلح، والاب باولو دالوليو الذي اختطف بينما كان ينشر ثقافة قبول الاخر، وحوار الثقافات، وتقريب وجهات النظر بين الاطراف المتنازعة في البلاد، والقائمة تطول" . 

عنوان التقرير
وحول اختيار عنوان التقرير قال "العنوان مستمد من آية في الكتاب المقدس تقول : أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ، وهكذا أغلب الشخصيات التي تعرضت للانتهاكات كانوا يبذلون انفسهم عن شعبهم ووطنهم، وكثير منهم كانوا ابطالاً لأنهم تجرأوا حيث لا يجرؤ الاخرون".

وردا على سؤال حول تعرض المسيحيين كما المسلمين لذات الانتهاكات في سوريا أجاب دياربكرلي: "حتما المسيحيون جزء لا يتجزأ من باقي السوريين، وهذا التقرير وغيره من التقارير التي يصدرها المرصد الآشوري لحقوق الانسان لتؤكد أن كل السوريين بدون استثناء تعرضوا للقمع والانتهاك".

مسيحيو سوريا
استطرد "من واجبنا كمركز يعنى بقضايا المسيحيين في الشرق الأوسط أن نسلط الضوء على انتهاكات طالت المسيحيين في سوريا لعدة أسباب: منها لنؤكد ان الحرب العبثية في سوريا لم توفر احداً من السوريين، وايضا لكون السوريين المسيحيين وقضاياهم لا تلاقي أي اهتمام محلي واقليمي، وكل ما يصدر من كلام اعلامي هو جعجعة بلا طحن".

وأوضح دياربكرلي " أن هناك خمسة من الشخصيات التي يستهدفها التقرير هم من المغيبين قسراً، فأردنا ايضا أن نسلط الضوء على قضيتهم، عل وعسى ان تتحرك ضمائر اصحاب القرار للبت في هذه القضايا والعمل على إطلاق سراح المختطفين منهم، او الكشف عن مصيرهم".

هدف التقرير
واعتبر أن السبب الأهم لإصدار التقرير بهذا الشكل هو اننا " لا نريد أن نظهر أن هذا المكون قاسى وعانى أكثر من ذاك، لان كل السوريين تجرعوا من نفس كأس المرارة، ولكن يوم من الأيام ستنتهي هذه الحرب في البلاد، وسيكون هناك لجان ومحاكم دولية، ومحاسبة لكل المرتكبين لذا من خلال هذا التقرير الموثق، وغيره من التقارير نحضر انفسنا لتلك المرحلة لكي لا تضيع حقوق ودماء احد ”.

ووجه دعوة من خلال ايلاف "لكل مواطن ليوثق ذاتيا اي انتهاك تعرض له، لان قد لا يستطيع تحصيل حقه اليوم ، ولكن سيأتي اليوم الذي سيرد لكل ذي حقّ حقه".