صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية تلقي الضوء على الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر في الذكرى الخامسة لأحداث 30 يونيو/حزيران 2013 التي أطاحت بالرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين من الحكم إثر مظاهرات شعبية.

واحتفت الصحف المصرية على وجه الخصوص بـ"ثورة 30 يونيو" بينما ناقشت صحف أخرى مصير جماعة الإخوان المسلمين وانعكاستها على أوضاع المصريين.

"إنقاذ مصر؟"

نبدأ من صحيفة المصري اليوم حيث كتب حمدي رزق تحت عنوان "ثورة الناس الطيبين": "لم تكن ٣٠ يونيو حلماً حلم به رجل حالم في ليلة صيفية مقمرة.. وإذا فجأة تحقق الحلم فطفق يهذى فرحاً مسروراً... ٣٠ يونيو ثمرة عمل وطني شاق، وعرق رجال مالح، ودموع سالت من عيون لم تنم والوطن سليب، ولم يغمض لها جفن والإرادة مختطفة، وجفاها النوم وأرّقها سهاداً وهى تغالب قلقاً وخشية على وطن كان على شفا جرف هار".

وقالت صحيفة الأهرام المصرية في افتتاحيتها: "إنقاذ مصر بتاريخها الحضاري العريق ودورها المحوري في منطقة الشرق الأوسط ورسالتها الخالدة على مدى العصور والأزمان هو العنوان الأبرز لثورة 30 يونيو، ولا يمكن أن يتخيل عاقل الصورة فيما لو استمر حكم الجماعة الإرهابية بكل شروره ومكائده. والدرس الذى يتوقف أمامه التاريخ في كل ما حدث هو شجاعة القرار من القائد والاستجابة السريعة من الشعب المصري الذى فطن إلى طبيعة المأزق الذى تتعرض له البلاد تحت حكم البيعة والتبعية".

بالمثل، كتب عماد الدين حسين في صحيفة الشروق المصرية: "في تقديري أن أهم ما فعلته ثورة ٣٠ يونيه أنها أنقذت مصر من التحول لدولة ظلامية".

وحذر الكاتب من أن "ثورة 30 يونيو كان لها إيجابيات كثيرة، لكنها ساهمت أيضا في عودة العديد من المظاهر التي ثار عليها المصريون في ٢٥ يناير ٢٠١١... أهم درس من ٣٠ يونيو أن تعود الحكومة وأجهزتها للإحساس بنبض الناس وهموهم، وألا تتعامل معهم باستخفاف، أو بعنف لأن ذلك بالضبط، هو الذى دفع ملايين الناس للثورة على حسني مبارك".

من جانبه أشار هاني سالم مسهور في صحيفة العرب اللندنية إلى أن "30 يونيو من العام 2013 لم يكن يوماً مصرياً بل هو يوم عربي كبير، وكان موقف المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة مبنيا على ثوابت حماية البيت العربي، فكيف يكون البيت العربي من دون مصر. صحيح أن العالم العربي يعيش أزمات متوالية خلال العقود الماضية لكن هذا لا يمنع مواصلة حماية البيت العربي، فالشقيق المصري كان يستحق أن يجد من أشقائه العرب ذلك الموقف، وعلى المصريين دائما أن يتذكروا أن 30 يونيو ليس لهم وحدهم، فلكل العرب نصيب من ذلك اليوم العظيم".

"التخلص من الحلفاء والأعداء"

في المقابل، قالت صحيفة القدس العربي اللندنية إنه بعد خمس سنوات على 30 يونيو" الرئيس السيسي تَخلص من خصومه… وحلفائه!" وأشارت الصحيفة إلى أن "قيادات الحدث بين الإطاحة والسجن والتشويه الإعلامي" أما الأحزاب فأصبحت "تحت الحصار".

أما صحيفة الشرق الأوسط اللندنية فقالت إن "إخوان مصر بلا أنياب بعد 5 سنوات 'خلف القضبان'" بعد أن "توقف حراك الجماعة... وأذرعها المُسلحة تآكلت... ومصادر دعمها جُففت".

في سياق متصل، وصف وائل قنديل في صحيفة العربي الجديد اللندنية 30 يونيو بـ"جريمة العصر"، وأضاف: "في كل ذاكرة قادمة لها، لا تتنازل عن حقك في سرد الرواية كما حدثت، لا كما زيّفت، وابدأ حكايتك من سطرها الأول، وشخصها الأول، ولا تلتفت إلى ابتزاز دكاكين الاصطفاف التي لا تزال تمضغ العبارات والحواديت ذاتها التي لم تتوقف عن 'فرقعتها' في وجوه الجميع منذ مفتتح العام 2014".

و في صحيفة الجريدة الكويتية ، وتحت عنوان "مصر في '30 يونيو': استنفار أمني... وغلاء"، ألقى حسن حافظ الضوء على الوضع الأمني والاقتصادي: "وزارة الداخلية أعلنت الاستنفار للحالة القصوى، لتأمين المنشآت الحيوية والطرق الاستراتيجية خلال احتفالات المصريين بذكرى الثورة... وتتزامن ذكرى الثورة هذا العام مع ارتفاع قياسي في الأسعار، جراء قرارات الحكومة المصرية بزيادة أسعار المحروقات وفواتير الكهرباء والمياه".

----------------------

يمكنكم استلام إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.