مونغونو: قال الرئيس النيجيري محمد بخاري الجمعة إن اقصى شمال شرق نيجيريا دخل "مرحلة استقرار ما بعد النزاع"، على الرغم من استمرار هجمات جماعة بوكو حرام.

وادى التمرد الاسلامي المستمر منذ 2009 الى تدمير منطقة شمال شرق البلاد، كما اسفر عن مقتل 20 الف شخص على الاقل وتهجير اكثر من 2,6 ملايين وتسبب بازمة انسانية كبرى.

ومنذ سنوات يؤكد بخاري وقيادات الجيش النيجيري والحكومة ان الجهاديين على شفير الهزيمة، على الرغم من ان الدلائل تشير الى عكس ذلك. لكن تصريح بخاري الاخير يذهب ابعد منذ ذلك ليشير الى توقف القتال بشكل تام.

وامام جنود من بلدة مونغونو الشديدة التحصين، والواقعة على بعد نحو 140 كلم من مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو، قال بخاري إن مقاتلي بوكو حرام يستسلمون "طوعا". وتابع الرئيس النيجيري "هذا دليل على اننا في مرحلة استقرار ما بعد النزاع، أمكن تحقيقها بالعمل الجيد الذي قامت به قواتنا المسلحة".

يتولى بخاري، الحاكم العسكري السابق، السلطة منذ ثلاث سنوات، وقد انتخب على خلفية تعهده الحاق الهزيمة بجماعة بوكو حرام، التي بايعت تنظيم داعش، وتهدد امن منطقة بحيرة التشاد.

وعلى الرغم من المكاسب العسكرية التي تحققت منذ اطلاق عملية مكافحة التمرد في اوائل 2015، الا ان التفجيرات الانتحارية والهجمات لا تزال تطرح تهديدا مستمرا، وخاصة للمدنيين.

وفي الشهر الماضي قتل 43 شخصا في سلسلة هجمات انتحارية شهدتها بلدة دامبوا الواقعة على بعد 90 كلم جنوب غرب مايدوغوري. كذلك قتل جنود ومدنيون في النيجر والتشاد.

وفي تقرير حول تقدم عملياتها في نيجيريا حتى 31 مايو قالت الامم المتحدة إن "عمليات نزوح واسعة النطاق" لا تزال تسجل اسبوعيا.

تابع تقرير الامم المتحدة "في الاشهر السبعة الاخيرة، وبعد اشتداد المعارك في شمال شرق نيجيريا، نزح اكثر من 130 الف شخص، بعضهم للمرة الثانية او الثالثة".

وحذرت الامم المتحدة من ان عمليات النزوح تلك ستستمر حتى الشهر المقبل على اقرب تقدير، في حين اعرب عمال الاغاثة عن قلقهم ازاء تشجيع الحكومة للنازحين على العودة الى مناطقهم.

وتفتقد البلدات والقرى التي دمرتها المعارك على امد تسع سنوات الى الملاجئ، ومياه الشرب، والصرف الصحي، والمنشآت الطبية والتربوية، كما ان الاوضاع الامنية فيها لا تزال غير مستقرة.

ويسعى بخاري البالغ من العمر 75 عامًا للفوز بولاية رئاسية جديدة في فبراير 2019، ورجح عمال الاغاثة ان يكون قد اطلق تصريحه الاخير حول انتهاء الاعمال العدائية لغايات سياسية.

ويتعرّض بخاري لضغوط جراء تزايد الخروقات الامنية في مناطق اخرى من البلاد، ولا سيما تجدد عمليات القتل بين المزارعين ومربي الماشية في اطار نزاع ادى الى مقتل نحو الف شخص منذ يناير 2018. وقال عامل اغاثة لوكالة فرانس برس "كل الدلائل تشير الى انه لا تزال هناك مشاكل كبيرة".