نصر المجالي: مع تصاعد التقارير عن صفقة محتملة خلال قمة هلسنكي الأميركية - الروسية حول سوريا أبرز نقاطها خروج القوات الإيرانية من سوريا، وغداة لقاء بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، التقى بوتين، اليوم الخميس، مع علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي للشؤون الدولية. 

وتأتي زيارة ولايتي وهو من أهم مستشاري خامنئي، بعد يوم من من لقاء الرئيس الروسي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي صرح بأنه بحث مع الرئيس الروسي الشأنين السوري والإيراني على ضوء القمة الروسية الأميركية المرتقبة الاثنين المقبل، منوها بأن المحادثات في الكرملين أمس تمحورت حول الوجود الإيراني في سوريا، الذي تعتبره تل أبيب غير مقبول.

وحضر لقاء بوتين - ولايتي، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ومن الجانب الإيراني، رئيس مكتب مستشاري المرشد الأعلى الإيراني علي أصغر فتحي، والسفير الإيراني في روسيا مهدي سنائي.

رسالتان 

وكان ولايتي مستشارخامنئي والمبعوث الخاص لرئیس الجمهوریة حسن روحاني وصل، یوم أمس الأربعاء، إلى موسكو لتسلیم رسالتين منهما لبوتين، والبحث مع كبار المسؤولین الروس حول العلاقات الثنائیة وأهم القضایا الإقلیمیة والدولیة، حسب وكالة (إرنا) الإريرانية.

ونفى ولايتي أن يكون لزيارته لموسكو أية علاقة بزيارة نتانياهو، وقال: إن "وجود نتانياهو من عدمه في روسيا لن يؤثر علي مهمتي الاستراتيجية"، معتبرا أن "التعاون القائم بين قوى جبهة المقاومة بزعامة إيران وروسيا في مواجهة الإرهاب ومؤسسيه في سوريا وغيرها من الدول الإقليمية، شكّل نموذجا يحتذى به للتعاون بين إيران وروسيا".

صفقة 

وتأتي لقاءات موسكو، بعد يومين من نشر مجلة "نيويوركر" الأميركية، تفاصيل مثيرة وجديدة عن الصفقة المرتقبة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، حول سوريا.

وقالت المجلة في تقريرٍ لها وصفت معلوماته بـ"السرية" ‘ن جهات فاعلة في الشرق الأوسط وحليفة لواشنطن دفعت إدارة ترمب لعقد صفقة كبرى مع بوتين، عنوانها (أوكرانيا مقابل سوريا)".

وأشارت (نيويوركر) في تقريرها إلى أن "الفكرة طرحها أولًا ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، الذي أخبر الأميركيين بأنّ الرئيس بوتين قد يكون مهتمًا بحل الأزمة في سوريا، مقابل رفع العقوبات المفروضة ردًّا على تصرفات روسيا في أوكرانيا".

ونقلت المجلة عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين قولهم: إن "محمد بن زايد لم يكن الزعيم الوحيد في المنطقة الذي فضل التقارب بين خصوم الحرب الباردة السابقين".

وأضافت: أن "ثلاث جهات تتمتع بنفوذ لا نظير له مع الإدارة الأميركية وهي: "إسرائيل والسعودية والإمارات، سعت إلى ذلك الهدف (الصفقة) بشكلٍ سريّ".

وأكدت المجلة أن "مسؤولين من هذه الدول الثلاث شجعوا مرارًا نظراءهم الأميركيين على التفكير في إنهاء العقوبات المتعلقة بأوكرانيا، مقابل مساعدة "بوتين" في إبعاد القوات الإيرانية من سوريا.

كانت تقارير عدة تحدثت عن إمكانية اتفاق أميركي روسي على انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، وتثبيت حكم بشار الأسد، مقابل إخراج إيران والميليشيات الإيرانية الموالية لها من الأراضي السورية.

تهديدات نتانياهو

ومثل هذه التطورات المتسارعة، تزامنت أيضا بتهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي، من موسكو بالتصدي لأي عملية عسكرية تستهدف حدود بلاده مع سوريا، وطالب بخروج القوات الإيرانية من سوريا.

وقال نتانياهو خلال زيارة للعاصمة الروسية، يوم الأربعاء إن بلاده على استعداد لاستهداف أي محاولة لخرق الحدود مع سوريا، ونطالب سوريا بالالتزام باتفاقية فك الاشتباك الموقعة في العام 1974.

وأفاد الموقع الإلكتروني العبري "كان" بأن نتانياهو أبلغ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اعتراضه على محاولات سوريا عدم الحفاظ على مبادئ فك الاشتباك الموقعة بين الطرفين، وبأن الجيش الإسرائيلي سيعمل، بكل قوة، على استهداف أي محاولة لخرق هذه الاتفاقية أو خرق الحدود المشتركة.

وقال الموقع إن روسيا تحاول التوافق مع إسرائيل حول خروج القوات الإيرانية القريبة من الحدود الإسرائيلية إلى خارج الأراضي السورية، وبأن روسيا ليست معنية بتدهور الوضع بالقرب من تلك الحدود، لكنها مهتمة بتقوية النظام السوري.

اعتراف بوتين

ونقل الموقع العبري الخاص بقناة "كان" الإسرائيلية على لسان بوتين إنه يعترف بالموقف الإسرائيلي تجاه سوريا، وبأن العلاقات الاقتصادية والأمنية بين الطرفين، في تطور وفي أفضل حالاتها.

وأشار نتنياهو إلى أنه: يسمح لإسرائيل بحرية العمل بما يحفظ أمنها القومي، وبأن هناك تنسيقا أمنيا مع الروس حول الأحداث في سوريا. نحن نرى إيرانيين ونعمل ضدهم، ونرى قوات لحزب الله ونعمل ضدهم، أيضا.

خروج إيران

ومن جانبها، قالت صحيفة "اسرائيل اليوم" إن نتانياهو الذي شاهد لقاء إنكلترا وكرواتيا في مباراة قبل نهائي كأس العالم لكرة القدم، طلب من بوتين إخراج القوات الإيرانية من سوريا.

وأفادت الصحيفة العبرية بأن نتنياهو طلب التنسيق مع بوتين في سوريا حتى لا تتدهور الأوضاع فيها، وفي حال مشاهدة الجيش الإسرائيلي لقوات إيرانية فإنه مسموح لهم بمهاجمتهم وكذلك قوات حزب الله اللبناني في سوريا.
ومن جانبه، كتب الموقع الإلكتروني "واللا" أن روسيا تعمل، في الوقت الراهن، لإبعاد القوات الإيرانية من الحدود السورية الإسرائيلية، وبأن هناك قواسم مشتركة بين الطرفين في سوريا.

ويشار في الختام، إلى أن نتانياهو نشر على صفحته الرسمية على "تويتر": أبارك روسيا على تنظيمها الناجح لكأس العالم لكرة القدم، فالعالم كله يشهد بهذا التنظيم الكبير، وفي كل زيارة لكم في موسكو أشدد على خروج إيران من سوريا، ربما هذا ليس بجديد عليكم.