في إطار التعاون المستمر بين الدول العربية، وتفعيلًا للاتفاق على إنشاء كيان للدول المطلة على البحر الأحمر، انطلق في مدينة جدة السعودية التدريب العسكري "الموج الأحمر 1"، وتشارك فيه القوات الخاصة والمشاة التابعة للقوات البحرية لست دول عربية، هي: السعودية والأردن ومصر والسودان وجيبوتي واليمن، إضافة إلى مراقبين من الصومال.&

إيلاف من القاهرة: اعتبر خبراء عسكريون أن التدريبات العسكرية التي تنفذها الدول العربية معًا، ولاسيما "درع العرب 1" و"الموج الأحمر 1" تشكل نواة لإنشاء القوة العربية المشتركة التي دعا إليها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في العام 2015.

توحيد المفاهيم العسكرية
بعدما وقعت الدول العربية المطلة على البحر الأحمر اتفاقًا لإنشاء كيان يضمها معًا، بهدف تأمين مصالحها الاقتصادية، وحماية أمنها القومي، انطلق في مدينة جدة في السعودية التدريب العسكري الأول "الموج الأحمر 1"، بمشاركة قوات من ست دول عربية، هي: السعودية والأردن ومصر والسودان وجيبوتي واليمن، إضافة إلى مراقبين من الصومال.

وقال اللواء صقر الحربي، قائد الأسطول الغربي السعودي وقائد التمرين الذي سيستمر حتى الخميس المقبل، إن "هدف التمرين هو تعزيز الأمن البحري للدول المطلة على البحر الأحمر وحماية المياه الإقليمية وتعزيز التعاون العسكري وتبادل الخبرات القتالية بين البلدان المشاركة".

أضاف لوكالة الأنباء السعودية إن "التدريب يسهم في توحيد المفاهيم العسكرية ورفع الجاهزية القتالية لدى القوات المشاركة"، مشيرًا إلى أهمية البحر الأحمر البالغة لدى دول العالم كممر اقتصادي مهم.

قادة تدريب الموج الأحمر 1

من جانبه، أوضح قائد القوات البحرية السعودية، الفريق الركن فهد بن عبدالله الغفيلي أن هذه التدريبات تشمل "عددًا من الفرضيات التي خطط لها سلفًا بشكل دقيق يتوافق مع ما تمتلكه القوات البحرية الملكية السعودية من قدرات قتالية ومنظومات بحرية متطورة تعزز من الجاهزية القتالية للقوات البحرية" للدول المشاركة في التمرين.

تثمين جهود الملك سلمان
كما أكد مدير التمرين العميد البحري الركن علي محمد الغانمي أنه ستطبق خلاله "جميع التدريبات العملية والنظرية التي تشكل جانبًا تدريبيًا مهمًا لجميع القوات المشاركة".

وثمّن الدكتور مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربي عاليًا مبادرة المملكة العربية السعودية بإنشاء كيان للدول العربية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، وانطلاق التمرين البحري "الموج الأحمر 1"، الذي تُشارك فيه سبع دول عربية، وهي المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية السودان وجمهورية اليمن وجمهورية جيبوتي ومراقبين من جمهورية الصومال الفيدرالية.

وأشاد رئيس البرلمان العربي في تصريح أرسله إلى "إيلاف" بالجهود المقدرة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان في الدعوة لعقد واستضافة الاجتماع الذي أفضى إلى التوصل إلى إنشاء هذا الكيان المهم، والدور المحوري الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في ظل الظروف الدقيقة التي يشهدها العالم العربي لتعزيز التعاون والتنسيق بين الدول العربية وحفظ الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم.

درء المخاطر
وأكد رئيس البرلمان العربي أن أهمية هذا الكيان تنبع من كونه ركيزة أساسية في حفظ الأمن القومي العربي، وأداة للتعاون البناء بين الدول العربية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، ويُعد خطوةً استراتيجيةً مهمةً لحماية المياه الإقليمية للدول العربية، وتأمين الملاحة في البحر الأحمر الذي يمثل أهمية كبيرة لاقتصاد الدول العربية والتجارة الدولية، حيث يمر من خلاله 13% من إجمالي التجارة العالمية.

وقال رئيس البرلمان العربي إن إنشاء هذا الكيان سيسهم في التنمية والاستثمار والتجارة بين الدول العربية المطلة على البحر الأحمر، وسيعزز التنسيق بين الدول العربية في كل المجالات لمواجهة التحديات التي يواجهها العالم العربي، وسيفتح آفاقًا جديدة للتضامن العربي، سيكون لها مردود إيجابي في تحقيق طموحات الشعب العربي في الأمن والسلام والتنمية والازدهار.

وحسب اللواء محمد الشهاوي، الخبير العسكري، فإن الدول العربية أدركت خطورة التحديات التي تواجهها، وبدأت في التحرك الفعلي للتصدي لها بحزم، مشيرًا إلى أن الزعماء والشعوب العربية تأكدت أنها لن يحمي الأمن القومي العربي إلا الجيوش العربية.

تبادل خبرات
وأضاف لـ"إيلاف" أن تمرين "الموج الأحمر 1"، وتدريب "درع العرب 1"، الذي سبقه وكان أضخم مناورة على أرض مصرية، سيكونان باكورة لإنشاء القوة العربية المشتركة، التي دعا إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسندًا وحماية للأمن القومي العربي.

وذكر أن اشتراك ست دول عربية في التدريبين، يعطي فرصة كبرى لتبادل الخبراء العسكرية، وصقل المهارات والإطلاع على أحدث الأسلحة وتنسيق الجهود في مواجهة الأخطار الخارجية أو التهديدات الإرهابية أو حروب الجيل الرابع أو حروب الأشباح.

وأفاد أن هذه المناورة بما تضمه من قوات عسكرية متنوعة تهدف إلى الحفاظ على كفاءة وجاهزية الجيوش العربية في مواجهة الأخطار التي تحيط بالأمن القومي العربي ككل، والأمن الوطني لكل دولة.

رسائل إلى المهددين
وقال إن هذه التدريبات تؤكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي جاد في تصريحاته التي قال فيها إن أي مساس بالأمن القومي لدول الخليج يعتبر مساسًا بأمن مصر، وإن ذلك سوف يتم الرد عليه بالتدخل العسكري المباشر.

ولفت إلى أن هذه التدريبات تهدف إلى أن تبعث رسائل إلى الدول التي تمثل تهديدًا بالنسية إلى دول الخليج، وخاصة إلى السعودية، والتهديدات الإيرانية التي تصر على أن تتدخل في الشؤون الخاصة لدول، مثل العراق وسوريا واليمن ولبنان، معتبرًا أن التدريبات عملية عسكرية مسبقة لردع من تسوّل له نفسه المساس بأمن الدول العربية، ولاسيما دول الخليج والأردن المشاركة في التدريب.

وتوقع أن هذه التدريبات ستكون باكورة الجيش العربي الموحد أو القوة العربية المشتركة، التي تم إعداد جميع الدراسات الخاصة بها، وعقد رؤساء حرب القوات المسلحة العربية اجتماعات مشتركة من أجلها، ووقعوا بروتوكولًا لتحديد عدد القوات وتمويلها وأماكن تواجدها.