أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الخميس أنّ الولايات المتّحدة تسعى لضمان "ألاّ يقتل الأتراك الأكراد" في سوريا بعد انسحاب القوات الأميركية من شمال البلد الغارق في الحرب.

وقال بومبيو لموقع "نيوزماكس" الإخباري الأميركي المعروف بقربه من المحافظين، إنّ "الأهمية هي لضمان ألّا يقتل الأتراك الأكراد، ولحماية الأقليّات الدينية في سوريا. كلّ هذه الأمور لا تزال جزءاً من المهمّة الأميركية".

ورفض الوزير الأميركي كذلك الإعلان عن الجدول الزمني المقرّر لسحب الجنود الأميركيين من شمال سوريا، وذلك كي "لا يعرف خصوم" الولايات المتحدة "متى بالتحديد" سينسحب الجنود الأميركيون من الأراضي السورية.

وأتى تصريح بومبيو غداة تجديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب التأكيد على عزمه سحب قواته من سوريا التي وصفها بأنها عبارة عن "رمل وموت".

وكان ترمب فاجأ الحلفاء قبل الخصوم حين أعلن في 19 من ديسمبر أنه قرّر سحب الجنود الأميركيين البالغ عددهم حوالى ألفي جندي من سوريا.

واتّخذ ترمب قراره على الرغم من التحذيرات المتكرّرة للمسؤولين العسكريّين الأميركيّين من مخاطر انسحاب متسرّع من سوريا من شأنه أن يُطلق يد حليفتي الرئيس السوري بشار الأسد، روسيا وإيران، في البلد الغارق في الحرب منذ ثماني سنوات.

واحتجاجاً على قرار الانسحاب هذا، قدّم وزير الدفاع جيم ماتيس استقالته.

ويتمركز نحو ألفي جندي أميركي في شمال سوريا غالبيتهم من القوات الخاصة التي تدرّب قوات محليّة من الأكراد بشكل خاص على قتال تنظيم الدولة الإسلامية.

وتسيطر قوات سوريا الديموقراطية، وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب الكردية، على نحو ثلاثين في المئة من مساحة سوريا، في منطقة تمتدّ بين شمال وشمال شرق البلاد.

وتُقاتل وحدات حماية الشعب الكرديّة، التي تهدّد أنقرة بشن هجوم ضدّها، الجهاديين في شمال سوريا بدعم من واشنطن.

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية تنظيماً إرهابياً على غرار حزب العمال الكردستاني الذي تقول أنقرة إنّ الوحدات فصيل تابع له.