صبري عبد الحفيظ من القاهرة: يحتفل الأقباط في مصر الليلة بعيد ميلاد السيد المسيح. وشهدت الكنائس تواجدًا أمنيًا مكثفًا، لاسيما بعد أن أحبطت مساء أمس محاولة تفجير كنيسة بحي مدينة نصر بالقاهرة، وأسفر الحادث عن مصرع ضابط شرطة وإصابة 3 آخرين، أثناء إبطال العبوات الناسفة.

وتزامنًا مع احتفال الأقباط بأعياد الميلاد الليلة، يفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكبر مسجد في إفريقيا "الفتاح العليم"، وأكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط "ميلاد السيد المسيح"، في العاصمة الإدارية الجديدة، بحضور عدد من الرؤساء وكبار الشخصيات. ومن المتوقع أن يشهد السيسي قداس عيد الميلاد في الكاتدرائية الجديدة.

وفي السياق ذاته، انتشرت قوات الجيش والشرطة في محيط الكنائس على مستوى البلاد، وقامت بعمليات تأمين مشددة، لاسيما أن الأقباط يحتفلون بعيد الميلاد الليلة، في أعقاب إحباط محاولة تفجير كنيسة في حي مدينة نصر بالقاهرة ليلة أمس، ما أسفر عن مقتل ضابط شرطة وإصابة 3 شرطيين، أثناء إبطال مفعول 3 عبوات ناسفة عثر عليها فوق مسجد مواجه للكنيسة.

ووضعت قوات الأمن حواجز حديدية أمام الكنائس، وأجهزة للكشف عن المفرقعات، ويخضع جميع من يدخلون الكنائس للتفتيش من قبل عناصر الأمن وفرق الكشافة التابعة للكنيسة، كما تمت الاستعانة بالكلاب المدربة على الكشف عن المتفجرات في عمليات التأمين.

ومنعت قوات الأمن السيارات من الوقوف أمام أو بالقرب من الكنائس، كما انتشرت دوريات أمنية راكبة في محيط الكنائس أيضًا.

وقالت وزارة الداخلية المصرية، إنها بذلت جهودًا مكثفة لتأمين احتفالات الأقباط بعيد الميلاد المجيد، معلنة حالة الاستنفار الأمني بجميع مديريات الأمن، ورفع درجة الاستعدادات القصوى، لتأمين جميع المنشآت الحيوية والحكومية والكنائس ودور العبادة خلال الاحتفال بقداس عيد الميلاد.

وأضافت في بيان رسمي، لها، إن الأجهزة الأمنية بمختلف مديريات الأمن وضعت خططا أمنية واسعة للحفاظ على الأمن والنظام ومكافحة الجريمة بكل أشكالها وصورها وتحقيق الانضباط وتوفير جميع وسائل الراحة للمواطنين في أثناء الاحتفالات، تنفيذًا لتوجيهات اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية.

أوضح أن الإجراءات الأمنية تستهدف تعزيز التواجد الأمني والخدمات الشرطية عند مداخل الكنائس ومخارجها والطرق المؤدية إليها، مع الحفاظ على حرم آمن بجميع الكنائس ومنع انتظار السيارات بها، وكذا استحداث ممرات لمرور الزائرين والمصلين لإحكام السيطرة الأمنية حتى وصولهم لمدخل الكنيسة المزود ببوابة إلكترونية.

وأشار إلى انه تم&الدفع بقوات بحثية وخدمات سرية، فضلاً عن خدمات الشرطة النسائية المشاركة في عمليات الفحص والتأمين، كما تمت الاستعانة بعناصر من إدارة كلاب الأمن والحراسة لتفتيش محيط المنشآت وتمشيطها، والتواجد الميداني لجميع المستويات الإشرافية والقيادية لمتابعة فعاليات الأداء الأمني.

ولفتت إلى أن وحدات من القوات المسلحة تدعم الأجهزة الأمنية، من أجل تشديد إجراءاتها في محيط مختلف الكنائس، لتأمين احتفالات المسيحيين قداس "عيد الميلاد"، في جميع محافظات الجمهورية، واتخاذ جميع التدابير والإجراءات الأمنية لضمان سلامة المواطنين، والحفاظ على المنشآت الهامة والحيوية طول فترة الاحتفالات، كما شدد على رفع حالة الاستعداد إلى الدرجة القصوى لتأمين الكنائس والأديرة والمزارات السياحية.

وأشار إلى أن الإدارة العامة للمرور تعزز من انتشار الخدمات على الطريق لتأمين الرحلات المواطنين خلال أعياد الميلاد، في إطار توجيهات وزير الداخلية بالتواجد المروري الفعّال والجدي على&الطرق السريعة لحين انتهاء الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد تحت إشراف اللواء علاء الدجوي مساعد الوزير للشرطة المتخصصة.

ودعت الكنيسة الأرثوذكسية الأقباط إلى ضرورة الالتزام بتعليمات الأمن، ومنع الوقوف أمام بوابات الكنائس مع إبراز بطاقة الرقم القومي لمسؤولي الأمن عند الدخول، ومنع انتظار السيارات نهائيًا في محيط الكنائس التي ستشهد صلوات عيد الميلاد المجيد.

وقال اللواء فؤاد حسين، مدير إدارة مكافحة الإرهاب الدولي بالمخابرات الحربية سابقًا، إن جهود القوات المسلحة والشرطة واضحة وصارت مثالًا يحتذى به&في مكافحة الإرهاب في العالم، مشيرًا إلى أن العمليات التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية ليست إلا ردود فعل هزيلة، تحاول اثبات الوجود بعد أن تم القضاء على غالبية الجماعات الكبرى وقياداتها.

وأوضح لـ"إيلاف" أن قوات الجيش والشرطة تعمل على تأمين المصريين جميعًا بمن فيهم الأقباط، وتشدد إجراءات التأمين حول الكنائس، لاسيما أنها مستهدفة من التنظيمات الإرهابية، بهدف بث روح الفتنة بين المصريين.

ولفت إلى أن أجهزة المعلومات سواء المخابرات الحربية أو الأمن الوطني لا تكل عن العمل المتواصل وعلى مدار الساعة، لجمع المعلومات عن العناصر والتنظيمات الإرهابية واقتفاء إثرهم، وتعقبهم وتوجيه ضربات استباقية لهم، لشل حركتهم والقضاء عليهم، مشيرًا إلى أن الأجهزة المعلوماتية انتصرت في حرب المعلومات بشكل واضح، كما حدث أمس من ابطال مفعول 3 عبوات ناسفة قبل تفجير في كنيسة أثناء احتفال الأقباط بعيد الميلاد الليلة.

وأضاف أن هذه الضربات الاستباقية هي ما أثمرت عن العديد من العمليات الناجحة في قتل والقاء القبض على العديد من العناصر الخطرة، مشيرًا إلى أن المواجهات حاليًا صارت دامية، لاسيما أن هذه العناصر تبادر بإطلاق النار بمجرد أن تشعر بوجود القوات أو محاصرتها لهم، مما يؤدي إلى رد القوات بالمثل ومقتل العناصر الإرهابية.

وقال إن العمليات الإرهابية في مصر انحسرت وتراجعت بشكل كبير بعد تنفيذ العملية "سيناء 2018"، التي تشارك فيها قوات الجيش والشرطة، واستطاعت القضاء على التنظيمات والعناصر، وأغلقت منافذ التمويل وتسلل العناصر الإرهابية من الخارج، مضيفًا أن الحدود الغربية تمثل أخطر منافذ الإرهابيين ومصادر التمويل في الوقت نفسه، مشيرًا إلى أن الحدود مع ليبيا تمر منها المخدرات والأسلحة والعناصر، وهي حدود طويلة جدًا ووعرة، ولكن القوات المسلحة استطاعت ضبطها بدرجة كبيرة مؤخرًا.

وأشار إلى أن هذا الحصار المفروض على تلك الجماعات أسهم في وقف التمويل المالي عن الإرهابيين القادم من دول غربية، وعربية، وقال "فيه فلوس يبقى في عمليات إرهابية، وأحيانًا يقوم "عيال صيع" بهجمات مقابل الفلوس"، على حد تعبيره.