الرباط: أعلن في أبو ظبي ولندن عن نتائج "جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة"للعام 2019 في دورتها السابعة عشرة، وهي الجائزة التي يمنحها "المركز العربي للأدب الجغرافي- ارتياد الآفاق" ويرعاها الشاعر محمدأحمد السويدي، ويشرف عليها مدير عام المركز الشاعر نوري الجراح. &

وأوضح بيان تلقت "إيلاف المغرب" نسخة منه، أن عدد المخطوطات المشاركة بلغ 51 مخطوطاً جاءت من 12 بلدا عربياً، توزعت على الرحلة المعاصرة،والمخطوطات المحققة، واليوميات، والرحلة المترجمة. وقد نُزِعَتْ أسماءُ المشاركين من المخطوطات قبل تسليمها لأعضاء لجنة التحكيم لدواعيالسريّة وسلامة الأداء. &&

وجرت تصفية أولى تم بموجبها استبعاد الأعمال التي لم تستجب للشروطا لعلمية المنصوص عنها بالنسبة إلى التحقيق، والدراسة، أو ما غاب عنه المستوى بالنسبة إلى الجائزة التي تمنحها الدارة للأعمال المعاصرة. وفيالتصفية الثانية بلغ عدد المخطوطات 21 مخطوطة.

المؤلفات الفائزة بالجائزة&

في التصفية النهائية، جاءت النتائج على النحو التالي:&

الأعمال الفائزة عن النصوص الرحلية المحققة، هي: " نَشْوَة الشَّمول في السَّفر إلى إسلامبول ونشوة المدام في العودة إلى مدينة السّلام" لأبي الثناء محمود شهاب الدين الآلوسيّ ((1217 هـ/ 1802) - (1270 هـ/1854)،حققها وقدم لها &هيثم سرحان، وكتاب " أسفار فتح الله الحلبي 1830-1842"، حققها وقدم لها أسامة بن سليمان الفليّح.

وفازت بالجائزة عن فرع "الرحلة المعاصرة ــ سندباد الجديد" الكتب التالية: "أسفار استوائية: رحلات في قارة إفريقيا" لعثمان أحمد حسن (السودان)، و"مرح الآلهة: 40 يومًا في الهند" لمهدي مبارك (مصر)، و"في بلادالسامبا: يوميات عربي في البرازيل" لمختار سعد شحاته (مصر)، و"رحلة العودة إلى الجبل: يوميات في ظلال الحرب"، لخلود شرف (سوريا).&

أما الكتاب الفائز بالجائزة عن فرع "اليوميات"، فهو بعنوان "من دمشق إلىحيفا: 300 يوم في الأسر الإسرائيلي" لخيري الذهبي (سوريا).

وبالنسبة لجائزة "ابن بطوطة لأدب الرحلة" عن فرع الترجمة فقد كانت من نصيب كتاب: "وراء الشمس: يوميات كاتب أحوازي في زنازين إيران السرية" ليوسف عزيزي (إيران)، وترجمة: عائض محمد آل ربيع (السعودية)، وكتاب "فاس: الطواف سبعاً" لشتيفان فايدنر (ألمانيا)، وترجمة: كاميران حوج (سوريا).

إحياء الاهتمام العربي بالأدب الجغرافي

واستنادا إلى البيان ذاته، فإن لجنة تحكيم الجائزة تكونت من خلدون الشمعة، وعبد الرحمن بسيسو، ووليد علاء الدين، والطائع الحداوي، و شعيب حليفي.&

وذكر المصدر نفسه أن جائزة ابن بطوطة كانت قد أنجزت دورتها الأولى في مطلع عام 2003، وتمنح سنوياً لأفضل الأعمال المحققة والمكتوبة في أدب الرحلة، وجاءت انسجاماً مع طموحات الدار في إحياء الاهتمام العربي بالأدب الجغرافي.

تصدر الأعمال الفائزة عن "دار السويدي" في سلاسل "ارتياد الآفاق" للرحلة المحققة والرحلة المعاصرة "سندباد الجديد" والرحلة المترجمة واليوميات، وذلك بالتعاون مع "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت. أما الرحلة المترجمة والأعمال المنوه بها من قبل لجنة الجائزة م نيوميات ورحلات فتنشر بالتعاون مع "دار المتوسط" في ميلانو.
&
توزيع الجوائز في معرضي الكتاب بالدار البيضاء وأبو ظبي

توزع الجوائز في احتفالين متعاقبين، يقام الأول في الدار البيضاء وتستضيفه وزارة الثقافة المغربية في يوم 10 فبراير المقبل خلال معرض الكتاب، ويقام الثاني في أبو ظبي أواخر شهر ابريل المقبل خلال معرض الكتاب.&

&ومن المقرر، وفق البيان، أن ترافق الاحتفالين ندوتان حول أدب الرحلةوالأعمال الفائزة يشارك فيهما الفائزون وأعضاء لجنة التحكيم إلى جانب نخبة من الدارسين. ومن محاور الندوتين: "الرحلة بين المغرب والمشرق، الرحلة العربية إسطنبول ، الرحلة المعاصرة/ اللغة والرؤى والموضوعات".

&

&الكشف عن الجديد في أدب اليوميات

حجبت هذا العام جائزة الدراسات لعدم كفاءة النصوص المشاركة، لكنالجائزة، يوضح البيان، عبرت هذا العام عن استمرارها في الكشف عنالجديد في أدب&اليوميات والرحلة المعاصرة، والكشف بالتالي عن يوميات لأقلام عربية مرموقة لم يسبق لها أن غامرت في كتابة أدب الرحلة وأخرىجديدة. لتضيف النصوص الفائزة إلى كوكبة الرحالة المعاصرين مغامرين جدداً، وإلى أدباء هذا اللون الأدبي الممتع أسماء جديدة.&

مع هذه الدورة رأى الشاعر محمد أحمد السويدي راعي المركز والجائزة أننتائج هذا العام لم تشذ في قيمتها ومستواها عن النتائج التي أسفرت عنها في الأعوام الماضية. والجديد الذي يمكن الإشارة إليه هو تلك الوفرة في نصوص الرحلة المكتوبة من قبل أدباء معاصرين سافروا وتجولوا في العالم،وآخرين كتبوا يوميات تجوالهم في بلادهم، أو في جوارها القريب، وهو ما يغني خزانة الرحلة المعاصرة، ويضيف إلى سلسلة "سندباد الجديد" التي تغذيها الجائزة بالجديد كل عام، وتمنح في الوقت نفسه فرصة لأقلام وأصوات جديدة لم يسبق لها أن نشرت نتاجها الأدبي المكتوب في الأسفار.&

وقال السويدي إن "هذا لعمري هو أحد أبرز أهداف مشروع "ارتياد الآفاق" و"جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة". فما نقصده ونسعى إلى تعميمه في النهاية، إلى جانب تشجيع الكتابة في جنس أدبي ممتع، هو الانفتاح بأوسع صورة ممكنة على الجغرافيات والثقافات المختلفة، وتطوير حوار مع الآخر منخلال السفر في عالمه، والتعامل مع صور الاختلاف التي يتكشف عنها هذاالعالم، وكذلك تقديم صورة لم تعد شائعة عن طبيعة الذات الحضارية العربية في تعددها وثرائها، وعن استعداد الثقافة العربية للتحاور مع الآخر المختلف عنها، بندية وحضارية”. &

&وتابع السويدي قائلا:"طالما أكدنا على أهمية حضورنا كعرب في شبكة التواصل الحضاري بين الثقافات، وأهمية مد جسور التفاهم، والمشاركة فيكسر جبال الجليد القائمة بين الثقافة العربية وثقافات العالم. في هذا العام، كما في سابقه مفاجآت جديدة، وأسفار أدبية مدهشة ومبهجة في أدب السفر العربي، ما كان لها أن تظهر إلى النور، بمثل هذا التركيز والاحتفاء، لولا اسم ابن بطوطة الذي مابرح بعد سبعة قرون مرت على عودته من سفردام لثلاثة عقود، يرمي بظله الكبير على أدب الرحلة العربي."

وفي ختام كلمته أبرز السويدي أن عام 2019 سيشهد انفتاحا أكبر على بعض بلدان آسيا، خصوصا الهند التي ارتبطت ثقافتها بالثقافة العربية، وذلك من خلال تخصيص برنامج كامل لهذا الغرض، مشددا على الحاجة "في هذه البرهة العصيبة التي يمر بها العالم العربي، إلى ثقافة الحواروالتواصل بين ثقافتنا العربية والثقافات الأخرى، بما يدفع عن العرب التهم الباطلة بالتقوقع والنكوص ومعاداة الآخر". &

تزايد الاهتمام بأدب الرحلة
&
أما الشاعر نوري الجراح، المشرف على أعمال "المركز العربي للأدبالجغرافي" وندوته العلمية وجائزته السنوية، فقد رأى أن المؤلفات الفائزة هذا العام تؤكد مجدداً على تزايد الاهتمام بأدب الرحلة من قبل الباحثين والأدباء العرب. وإلى جانب إقبال الكتاب الجدد على كتابة يومياتهم في السفر نشطت الأكاديميات العربية في تقديم دراسات جادة في هذا اللون الأدبي الممتع والخطير.

واعتبر الجراح أن هذا هو ما يكشف بصورة جلية أولاً عن الدور المتعاظم للجائزة ولمشروع "ارتياد الآفاق" في تشجيع الأدباء والدارسين العرب، وحضهم على تطوير البحث والكتابة في هذا المضمار، وثانيا عن تلك الاستجابة التي عبر عنها الباحثون في رفد مكتبة التحقيق والبحث في أدبالرحلة وتطوير صيغ تواصل عملية مع "مشروع ارتياد الآفاق" وجائزة ابنبطوطة.

وسجل الجراح أن النصوص الرحلية العربية تغتني هذا العام برحلتينتنتميان إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، الأولى انطلقت من بغداد إلى استانبول، ذهاباً وإياباً، والثانية من بادية الشام إلى حدود العراق منجهة، وإلى الدرعية في الجزيرة العربية من جهة ثانية. وفي نصوص اليومياتهناك يوميات ضابط سوري أسير لدى إسرائيل خلال حرب أكتوبر 1973،وهي بقلم كاتب سوري مرموق. وهناك يوميات رحلة داخل سوريا من دمشق إلى جبل الدروز وثلاث رحلات قطع أصحابها مسافات كبيرة جدا بعيداً عنمكان الإقامة، الأولى من القاهرة إلى الهند، والثانية من القاهرة إلى باهيا في البرازيل، والثالثة من الخرطوم إلى مدن عدة في شرق إفريقيا ووسطها.&

في الرحلة المترجمة هناك يوميات لكاتب ومترجم ألماني معروف، ومدونة لوقائعالتجوال في فاس، وهي عبارة عن جولة ثقافة وروحية في الجغرافيا المغربية وعوالمها الصوفية، ويوميات كاتب إيراني من أصل أحوازي عن تجربته فيمعتقلات آيات الله في إيران، وهي تكشف بجلاء عن الأحوال البائسة للعربفي إيران.


&