الرباط: وجه عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة السابق، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية المغربي، مدفعيته الثقيلة صوب خصوم الحزب والجهات المناوئة له، داعيا الجهات التي لا ترغب في استمرار الحزب في الحكومة إلى تنظيم انتخابات سابقة لأوانها إن كانوا مستعدين.

وقال ابن كيران في كلمة بثها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مساء الإثنين، لدى استقباله شباب حزبه الذين جاؤوا لزيارته من مدينة الفقيه بنصالح (وسط البلاد)، "بالنسبة لخصومنا أريد أن أقول لهم ابحثوا عن شيء آخر ، وما قمتم به إلى اليوم ليس له أي معنى"، وأضاف "بما أنكم تقولون إننا لا نملك شعبية وهذه السنوات التي أمضيناها في الحكومة، نظموا الانتخابات وأريحونا، ماذا ستخسرون؟ ودعوا الشعب يقول فينا رأيه ويقول لنا (منحناكم سبع سنوات لم تفعلوا شيئا ونذهب إلى حال سبيلنا)".

وزاد ابن كيران قائلا بنبرة لا تخلو من التحدي "لكنهم يقومون بالحساب ويجدون أن الخيار لا يناسبهم"، موضحا أن هؤلاء "غير راضين&بنا، إما أنهم قدموا من وسط ميسور وعندهم حضوة كانت توهب لهم المناصب لأنه فلان ابن فلان... أو جاءت به الثروة ، وإما البعض الذين يعتبرون أن المغرب من حقهم لوحدهم لأنهم ناضلوا في وقت معين".

ومضى ابن كيران معاتبا خصوم حزب &"صحيح نحن لم ننكر هذا، ولم ننكر الزعماء والناس الذين ناضلوا رغم اختلاف المرجعيات .. فنحن نقدر الرجال ونحترمهم"، وأضاف "هل نحن لسنا مغاربة لأننا نقول ان مرجعيتنا إسلامية، والتي عليها سنموت ونحيا وهي أعز ما نملك في هذه الدنيا"، مطالبا أعضاء حزبه بضرورة التمسك بها.

وكشف رئيس الحكومة السابق في كلمته الطويلة أن أول طلب قدمه للملك محمد السادس "لما أخبرني أنه سيعين سعد الدين العثماني رئيسا للحكومة"، هو &أن يساعد العثماني"، وأضاف حتى "نكون يدا واحدة ونتعاون ، وعندما ينتهي وقتنا سنذهب لحال سبيلنا . وإذا كانوا يريدون منا أن نغادر بأي ثمن ، فيتفضلوا . نحن قمنا بذلك في 2003 "، في إشارة الى الضغوط التي يواجهها الحزب في الفترة الأخيرة.

&وزاد ابن كيران قائلا " ان الذين يتخوفون من 2021 اذا كانوا لا يريدون مشاركتنا في 2021 فليقولوها لنا . أين المشكلة؟ وليأتوا ليسيروا البلاد لوحدهم ونرى هذا الأمر أين سيصل"، قبل أن يستدرك "نحن في بلادنا ونمارس حقنا ومن أعجبناه مرحبا ومن لم نعجبه على راحته".

وقال &أمين عام حزب العدالة والتنمية السابق في رسالة إلى أعضاء حزبه "ينبغي علينا أن نظل متمسكين بطريق الله " . متسائلا "ماذا سيحصل لنا، يمكن أن نخسر الانتخابات أو تقع لنا أشياء سيئة لا قدر الله، مثل ما وقع في بعض الدول العربية وللناس الذين يشبهوننا بشكل أو بآخر". وأضاف موضحا "نحن لا نشبه أحدا، نحن مغاربة .. ولا نقول نحن أفضل من الناس أو أقل منهم ولكن هكذا خلقنا الله".

وأكد ابن كيران أن الحزب في حاجة إلى شبابه والبلد أيضا، حيث قال في محاولة لتحفيز الشباب من أعضاء الحزب "هل المباراة انتهت؟ &لا، (العدالة والتنمية) أمضى خمس سنوات أولى في الحكومة والخمس السنوات الثانية ،فماذا سيفعلون لنا هل سيذيبوننا"، وأردف قائلا &"إذا كنا نبتة صالحة لن يستطيعوا فعل شيء وإلى حد الآن ثبت أنه ليس بوسعهم فعل شيء ".

وعاد ابن كيران ليذكر بمسار حزبه الذي خرج من رحم الحركة الإسلامية، موضحا أنه "بدأ حياته خارج الإطار، وتطورنا وفهمنا بأن لا مستقبل ولا مصلحة لنظل في الإطار المغلق، فخرجنا وأسسنا الجمعية، ثم قلنا من واجبنا المشاركة في الحياة السياسية من أجل الإصلاح".

واعتبر ابن كيران أن المرجعية الإسلامية التي يتبناها الحزب هي "مرجعية بلدنا ومرجعية دولتنا ورئاستنا وملكنا هو أمير المؤمنين.. ونحن مضطرون كمغاربة لتطوير بلادنا وتطوير حكمنا حتى نكون منسجمين مع الديمقراطية وهذا ما يحاول جلالة الملك ....و ينبغي أن نكون عونا له فيه ولدينا رأي . ويمكن أن نختلف معه وهذا ليس مشكلا".

وعاد ابن كيران ليعبر عن موقفه الرافض للملكية البرلمانية الذي جر عليه الكثير من الانتقادات "مازلت أطالب بالإصلاح ، وليس ما يطالب به الآخرون، .. الملكية البرلمانية ، وملك يسود ولا يحكم. &أنا لا أطالب بالإصلاح في هذا الإطار، وإذا خرج حزبي من هذا الإطار سأغادره ، وإذا كان من الضروري سأواجهه إذا استطعت".

وأشاد رئيس الحكومة السابق بدور الأمن في حماية الوطن والاستقرار، حيث قال "عندنا أمور مؤلمة حصلت لكن كانت جد محدودة، وأهنئ سيدنا(الملك) أولا والشعب المغربي وقوات الأمن على المجهود الجبار والخارق الذي يبذلونه، ويرفع رأسنا عاليا في العالم، ويجب أن تعرفوا أن رئيس حكومة سابقا يتحدث معكم. تعاونوا &مع رجال الأمن ، وعندما تلاحظوا شيئا ما ليس على ما يرام لا تبقوا مكتوفي الأيدي لأنكم ستدفعون الثمن أولا ، ولذلك حافظوا على الاستقرار".&

وخص ابن كيران عزيز أخنوش وزير الفلاحة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار بجزء من انتقاداته، حيث جدد التذكير بنصيحته له بترك السياسة، وقال "أخنوش نصحته أن يذهب لمنزله ولم يسمعني، هو ابن الناس ومؤدب، لكن ما عندوش (لا يجيد) السياسة".

وأضاف مخاطبا شباب حزبه "لديكم رئيس حكومة اسمه سعد الدين العثماني، وانظروا الى من حوله . هل يصلحون لرئاسة الحكومة"، وزاد مبينا "أخنوش يسير الحزب مثل شركة والقليل من الإشهار، إنها فرصة لتزجية الوقت (البريكول باش يدوز الوقت)، لكن السياسة يجب أن تقف في وجه الناس والتيار، هذه هي &السياسة ... ولتكون رئيس حكومة عليك أن تكون سياسيا حقيقيا، وأخذت الضربات، وأنا أخذتها منذ سنة 1972".

وعاد ابن كيران لمهاجمة غريمه حزب الاصالة والمعاصرة، حين قال "حزب العدالة والتنمية يكفيه فخرا أنه أفهم المواطنين أن حزب الأصالة والمعاصرة على الأقل في صيغته القديمة غير صالح، وإذا أرادوا أن يصلحوه فليبحثوا له عن قطعة غيار للمستقبل رغم أنه كان لي رأي بأنه جاء بإعاقة من بطن أمه ومن الأحسن حله".