بيروت: 36 ألف طالب جامعي يتخرّجون سنويًا ولا يحظون بفرص عمل، فيما "سوق العمل في لبنان لا يستوعب سنويًا أكثر من 4 آلاف فرصة".

وبحسب الخبير الإقتصادي وليد أبو فاضل، "تُمثل البطالة عدد الأشخاص العاطلين عن العمل من إجماليّ القوة العاملة والتي يبلغ سن مكوناتها 15 عامًا وأكثر.&

ويؤكد أبو فاضل لـ "إيلاف" أن قياس نسبة البطالة يُعتبر عملية معقّدة وغير دقيقة، ذلك لأن الحدود بين البطالة والعمل والخمول هي حدود مبهمة، ليست دائمًا واضحة، الأمر الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى رسم "هالة" حول البطالة، وتختلف البطالة مع إختلاف العمر، الجنس، الوسط الإجتماعي ونوع ومستوى التعليم.

أزمة مزمنة

عن أسباب البطالة في لبنان، يؤكد أبو فاضل "أن أزمة البطالة في لبنان هي أزمة مُزمنة ناتجة عن غياب سياسات حكومية واضحة لسوق العمل، وعن الفارق الشاسع بين متطلبات سوق العمل وبرامج إعداد الكادرات المهنية والتقنية في الجامعات، وبين الوضع الإقتصادي المُتدهور منذ سنوات عدة.

ويضيف "ما زاد الوضع حدّة وجود الأزمة المالية العالمية التي أدت الى صرف لبنانيين عاملين في دول خليجية، ودول أوروبية، ودول شمال أفريقيا نتيجة الوضع الإقتصادي، إلى جانب أزمة الديون السيادية والإضطرابات التي أصابت العالم العربي.

كذلك الوضع الاقتصادي المتردي في لبنان بعدما ضُرب قطاع الخدمات، وقد أدى رفع الحد الأدنى للأجور الى صرف قسم من الموظفين والعاملين.

البطالة بالأرقام

عن حجم البطالة في لبنان، يشير أبو فاضل إلى أنه "ليس هناك من أرقام موحّدة للبطالة، في ظل غياب إحصاءات رسمية علمية غير مسيّسة.&

وكل ما يُذكر من إحصاءات ونسب يبقى تكهنات ولا يجوز إعتبارها معلومات دقيقة تُعبّر عن الحقيقة.&فالإحصاءات الرسمية تُحدد نسبة البطالة في لبنان بـ11،9% في حين أن وزارة العمل تُعطي الرقم 16%.&

وتُشير مؤسّسة البحوث والاستشارات (CRI) إلى أن معدّل البطالة في لبنان يتراوح بين 10% و15.6%، أما الـESCWA فتحدد الرقم بـ 16%. وفي تقريرها أشارت منظمة العمل الدولية إلى أن نسبة البطالة في لبنان تُوازي الـ 25%.&

وخلال مؤتمر حول التوظيف في لبنان، أشار مركز خدمات التوظيف في جامعة البلمند بالتعاون مع جمعية "قدرات للحد من البطالة" إلى أن نسبة البطالة في لبنان تُقارب الثلاثين أو الأربعين بالمئة تبعًا للمناطق.

ويأتي هذا الفارق في الأرقام بسبب اختلاف منهجية القياس الناتجة عن عدم فاعلية المركز الوطني للتوظيف في وضع إحصاءات دقيقة عن البطالة وفق منهجية موحدة، فالمهم في قياس نسبة البطالة المنهجية هو تقويم السياسة الاقتصادية للحكومة، وما إذا كانت تُعطي ثمارًا أم لا.

وبحسب تقديراتنا، يضيف أبو فاضل، فإن نسبة البطالة في لبنان تتراوح بين الـ18 إلى 20 %. كما يتراوح عدد العاملين بين 1,000,000 و1,200,000 منهم 750,000 مسجلون في الضمان (250,000 عامل في الدولة) و350,000 غير مسجلين في الضمان.

ونُقدّر أن أكثر من نصف العاطلين عن العمل يبحثون عن العمل للمرة الأولى. وتختلف هذه النسب بين الرجال أي بنسبة 45% والنساء بنسبة 55%، والبطالة التي تتطال بشكل أساسي المتخرجين حديثًا من الجامعات، تدفعهم إلى الهجرة بنسبة كبيرة الى دول الخليج وبنسب أقل الى الدول الأخرى.

وبحسب تقديراتنا، يضيف أبو فاضل: "إن البطالة تطال المدينة أكثر من الريف، والسبب يأتي بالدرجة الأولى من انخفاض منسوب الأجر الذي لا يكفي ساكني المدينة.

كما أن البطالة ترتفع مع إرتفاع نسبة المستوى العلمي، إذ أن حامل الشهادة لا يرضى بوظيفة لا تليق بمستواه العلمي.

وتبقى نسبة العاطلين عن العمل في صفوف اللبنانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و60 عامًا، أقل من غيرها، إذ أنها تتراوح بين 8 و10%.&

أما& نسبة غير المتزوجين العاطلين&عن العمل، فتفوق الـ75%.

الحل الوحيد

ويلفت أبو فاضل إلى أن "أسباب ارتفاع البطالة حاليًا في لبنان تعود الى صرف عمّال من دول الخليج، والوضع الإقتصادي العالمي، وزيادة الأجور وزيادة نسبة المتخرجين من الجامعات، وغياب خطة رسمية لاستيعاب الوافدين من الخارج.