أي ثمن ستطلبه إيران مقابل استعدادها تسليح الجيش اللبناني، كما أعلنها صراحة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي يزور لبنان ليومين؟.

إيلاف من بيروت: أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف فور وصوله إلى بيروت أمس في زيارة رسمية تستمر يومين، جهوزية بلاده لتسليح الجيش اللبناني، لافتًا إلى أنه "تم الإعلان عن ذلك في أكثر من مناسبة، لكننا بانتظار أن تكون هذه الرغبة متوافرة لدى الجانب اللبناني"، كما تحدث عن "استعداد شامل وكامل لتتعاون بلاده مع الحكومة اللبنانية في المجالات كافة".&

وفي كلمة للوزير الإيراني من المطار، قال ظريف: "إنه حقيقة لمن دواعي سروري واعتزازي بأن زيارتي الحالية إلى لبنان تتزامن مع مناسبة سعيدة تمثلت في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، وفي هذه المناسبة أتقدم من لبنان حكومة وشعبًا بالتهنئة والتبريك. ومرة أخرى أعبّر عن الموقف الدائم للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الوقوف إلى جانب لبنان في الظروف كافة".

أضاف: "ونحن نعتبر أن التجربة اللبنانية الفريدة تعتبر نموذجًا يحتذى على مستوى المنطقة، إذ إن لبنان استطاع أن يكون عنوانًا للحرية والديمقراطية من جهة، وعنوانًا للصمود من جهة أخرى، وبالتالي فهو يفتخر بأنه نموذجًا أسطع لهاتين القيمتين الإنسانيتين".

وقال: "إنني إذ أتقدم سلفًا بالشكر والتقدير من الحكومة اللبنانية ومن وزارة الخارجية على حسن الإستقبال وحفاوته، آمل أن أتمكن خلال هذين اليومين أن ألتقي المسؤولين اللبنانيين كي أتشارك وأتبادل العديد من وجهات النظر معهم حول العديد من الملفات".

وردًا على سؤال، قال ظريف: "هذه الزيارة لها هدفان أساسيان، الأول يتمثل في إعلان التضامن والوقوف إلى جانب لبنان الشقيق، والثاني إعلان الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن لديها الإستعداد الشامل والكامل بأن تتعاون مع الحكومة اللبنانية الشقيقة في المجالات كافة، وعلى كل الصعد".

وفي رد على سؤال حول مساعدة إيران عسكريًا للجيش اللبناني، قال ظريف: "نحن لدينا دائمًا مثل هذا الإستعداد، وكنا قد أعلنا في غير مناسبة عن هذا التوجّه في إيران، ولكن بانتظار أن تكون هذه الرغبة متوافرة لدى الجانب اللبناني".

مصدر السلاح
في هذا الصدد، يتحدث الخبير الاستراتيجي إلياس حنا لـ"إيلاف" فيقول: "دائمًا من أين يأتي السلاح إلى لبنان، فلا مشكلة لدينا"، ويضيف "دائمًا من يهب السلاح لديه تأثير على البلد الذي يهبه السلاح، وعندما تمنح دبابة، فلبنان بحاجة إلى تدريب وذخيرة وتأهيل، وكل هذا يرتبط بلبنان في الأساس وبسياسته".

أي استراتيجية
يضيف: "قبل أن نتحدث عن احتياجات الجيش من عتاد، يجب أن نتكلم عن أي استراتيجية، وبدونها لا يمكن التحدّث عن سلاح، والاستراتيجية هي الفكرة التي تربط الأهداف بالوسائل، ولا استراتيجية حتى الآن في لبنان، وطلب السلاح يجب أن ندرس تاريخ الجيش وقدرته، وما لدى إسرائيل، وبعدها نقوم بالاستراتيجية، وطلب السلاح يلي مرحلة تحديد الاستراتيجية الكبرى للبنان، أو استراتيجية الأمن القومي.

تسليح حزب الله
وردًا على سؤال هل تسليح إيران للجيش اللبناني سيكون على حساب تسليحها المعروف لحزب الله؟، يجيب حنا: "الأولوية بالنسبة إلى إيران هي حزب الله، حزب الله تركيبته تختلف عن الجيش، وأهدافه السياسية المطلقة تختلف كذلك عن الجيش اللبناني، وإيران وسوريا تستطيعان تحريك حزب الله متى تشاءان، والأمر لا ينطبق على الجيش اللبناني، وهنا نوعية السلاح غير مهمة، لأن حزب الله يقاتل بصواريخ عمرها 50 عامًا، لكن تركيبته وأهدافه واندماجه تختلف عن الجيش اللبناني.
&