إيلاف من دبي: غرد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على تويتر قائلا: "في اليوم الثاني للقمة العالمية للحكومات لقاءات وخبرات ومحاضرات ومبادرات مستقبلية، المستقبل جزء من القمة والقمة جسر للمستقبل.. فخور بحجم المشاركة والطاقة الكبيرة من الجميع للتغيير الحكومي نحو غد أفضل للمجتمعات الانسانية".

وظائف المستقبل

وشهد الشيخ محمد بن راشد بحضور الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي عددا من جلسات اليوم الثاني من القمة العالمية الحكومية ومنها جلسة "العمل من أجل مستقبل أفضل" التي تحدث فيها غاي رايدر، مدير عام منظمة العمل الدولية، وتمحورت حول مستقبل مختلف ومتغير في وظائف المستقبل يفرضه التحول الرقمي وانتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

حياة العمال

ودعا رايدر إلى "استثمار المزيد في أنظمة ضمان اجتماعي شاملة، لأننا نحتاج إلى شبكات أمان جماعية منذ الطفولة وحتى التقاعد، وإلى حماية الحق البشري بالعمل ووضع حد أدنى للأجور يضمن الحياة الكريمة وتحديد ساعات العمل، وتوفير شروط عمل آمنة تراعي معايير الصحة والسلامة وتحمي حياة العمال، لأن العالم يخسر سنويا حياة 2.7 مليون عامل بسبب الشروط الصعبة التي يعملون فيها".

وأوضح أن المستقبل هو للتعلم المستمر ومواصلة اكتساب المهارات والخبرات في تخصصات العمل، داعياً إلى تمكين موظفي المستقبل بالمهارات الجديدة وإعادة تأهيل مهاراتهم القديمة. لافتا الى أن مواجهة تحديات مستقبل العمل والشكوك التي تُثار حوله إنما تكون بتعزيز قدرات الأفراد التي تمكنهم وتؤهلهم لخوض تحديات الغد، بما يحقق مقومات تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030.

7 مليارات إنسان

وعن أهمية العمل كقيمة إنسانية عليا وحق أساسي في حياة 7 مليارات إنسان أكد أن العمل ليس سلعة نتداولها بل منظومة متكاملة، وعلى الجميع اليوم التعاون لبناء مؤسسات تكون على قدر المسؤولية وتواكب تحولات أسواق العمل في عالم دائم التغير. معتبرا أن التمويل اليوم ضرورة ملحة لتوفير مختلف الموارد التي تعزز القدرات الإنتاجية للأفراد والقطاعات الاقتصادية، حتى لا يصبح هدف الارتقاء بمستوى جودة الحياة للمجتمعات البشرية أمرا بعيد المنال.

وعن أهمية العمل المشترك لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتنمية المتوازنة والعادلة التي تسعى إليها البشرية، قال مدير عام منظمة العمل الدولية "إننا نحتاج إلى تعزيز التواصل بيننا كبشر وحكومات ودول وتأسيس منظومة عمل مشتركة تعزز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص من أجل مستقبل أفضل للبشرية".

الأتمتة والثورة الصناعية الرابعة

وحول مواكبة التغيرات الجذرية التي تواجهها قطاعات العمل اليوم في ظل صعود التحول الرقمي وحلول الذكاء الاصطناعي محل العديد من الأيدي العاملة وتمدد حلول الأتمتة في الكثير من قطاعات الخدمات، قال رايدر إن علينا التركيز مستقبلاً على القطاعات الاقتصادية المنتجة التي تحمل فرصاً مستقبلية واعدة ومسارات مهنية جديدة.

وأكد أن "الثورة الصناعية الرابعة بصيغتها الجديدة تحتاج إلى تحقيق هدف إنساني مركزي هو بناء مستقبل أفضل للإنسان، وعلينا تعزيز الخيارات المتوفرة أمام الأفراد، وتمكين خيارات العمل الجديدة الصاعدة، لما فيه دعم تطوير الاقتصاد العالمي وتعزيز الفرص التنموية وإتاحتها للجميع". داعيا إلى إعادة النظر في توجهاتنا المستقبلية والعمل سوياً على مواصلة تحقيق العدالة الاجتماعية على مستوى العالم، لأنها تشكل شبكة أمان لاستقرار المجتمعات وتحفيز التنمية وتعزيز الأمل بالمستقبل.

3.2 ملايين&طلب براءة اختراع في 2017

وشهد الشيخ محمد بن راشد جلسة أخرى بالقمة استضافت فرانسيس غاري مدير عام المنظمة العالمية للملكية الفكرية الـ"ويبو"، وحملت عنوان "مستقبل الملكية الفكرية في عصر الذكاء الاصطناعي".

وقال فرانسيس غاري "إن المبتكرين سجلوا 3.2 ملايين&طلب براءة في عام 2017، ما يمثل ارتفاعا بنسبة 5.8% ضمن الزيادة السنوية المسجلة على مستوى العالم، وبلغ مجموع نشاط الإيداع العالمي في العلامات التجارية 12.39 مليون إيداع، والصين الأعلى في حجم تقديم طلبات التسجيل في فئات حقوق الملكية الفكرية تليها الولايات المتحدة الأميركية، وأن معظم مقدمي طلبات التسجيل هم المبتكرون والمبدعون، وشركات القطاع الخاص بهدف حماية أعمالهم".

وأكد أن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعا كبيرا في مستويات الاهتمام العام بقضية الملكية الفكرية وعزا ذلك إلى الثورة التكنولوجية الهائلة التي يشهدها العالم والاعتماد على أنظمة الذكاء الاصطناعي، وأن الطلب على حماية الملكية الفكرية يشهد ارتفاعا كبيرا مقارنة مع معدل نمو الاقتصاد العالمي، ما يؤكد أن الابتكار المدعوم بحماية الملكية الفكرية عنصر أساسي في استمرار ظهور المبدعين.

آسيا تحتل صدارة العلامات التجارية

وأشار مدير عام المنظمة العالمية للملكية الفكرية إلى أن آسيا تحتل الصدارة في إيداع طلبات العلامات التجارية بنسبة 67% من مجموع نشاط إيداع طلبات العلامات التجارية في عام 2017، وتطرق إلى نموذج الصين في حماية المبدعين والتي بنت نظاما لحماية الملكية الفكرية في سنوات قليلة، بهدف تشجيع الابتكار في المجتمع والالتحاق بركب الرواد في مجال الملكية الفكرية على الصعيد العالمي.

وشدد على ضرورة إعادة تعريف الملكية الفكرية المرتبطة ببيانات المستخدم خصوصا أن منصات التواصل الاجتماعي مثل "فايسبوك" و"يوتيوب"، تنتج أعدادا هائلة من البيانات القيمة المستمدة من المستخدم في الأساس، وهو ما يمنحها فرصة اقتصادية لا يستهان بها على حساب المستخدم. منوها بأن استخدام هذه المنصات للبيانات الشخصية طرح العديد من التساؤلات بشأن ملكية تلك البيانات وضرورة الانتباه إلى قضايا الخصوصية والأمن المتعلقة بمنصات التواصل الاجتماعي لمواكبة الثورة الرقمية وحماية بيانات المستخدم.

تقنية الواقع الافتراضي

واطلع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال تفقده الفعاليات المصاحبة للقمة العالمية للحكومات على تجربة تقنية الواقع الافتراضي تحت اسم "تري"، التي تستهدف التعريف بأهمية الحفاظ على البيئة ونشر الوعي بآثار التغير المناخي. وتضمنت تجربتين تفاعليتين بتقنية الواقع الافتراضي، تحكي عن دورة حياة الشجرة منذ غرسها بذرة، وتجربة أخرى تحكي عن معاناة اللاجئين.

وتتيح التجربة الأولى "تري" التي تستمر 5 دقائق، الاطلاع على الظروف البيئية المحيطة بالأشجار في الغابات المطيرة، وتمنح المشاهد فرصة المرور بنفس تجربة نمو الشجرة، وارتفاعها وسط الغابات والإحساس بحركة الرياح بين أغصانها، والظروف البيئية المحيطة بها.

وتقدم فرصة فريدة لمعرفة التأثيرات التي أحدثها الإنسان على البيئة وتداعياتها على المناخ، مع تعرض الغابة التي توجد فيها شجرة الواقع الافتراضي إلى الاحتراق، ويخلص المشاهد بعد مروره بالتجربة إلى أهمية الحفاظ على الكائنات الحية في البيئة.

الذكاء الاصطناعي... منع الأمراض قبل حدوثها

اتفق خبراء في مجال الرعاية الصحية، مشاركون في القمة العالمية للحكومات، أن الفترة المقبلة ستشهد ثورة في الطب وصناعة الأدوية تغيّر معالمهما وتفتح مجالات جديدة لعلاجات أكثر فعالية وأقل كلفة وتضمن حياة صحية للإنسان،&

وأكد مومو فيوسيك الرئيس التنفيذي للشؤون العلمية في "فيوم" في كلمته التي حملت عنوان "الذكاء الاصطناعي في خدمة الصحة والرفاه"، أنه في ظل التطور الذي تشهده الإنسانية اليوم في كافة المجالات، أصبح منافيا للمنطق الاستمرار في اتباع مفاهيم وأساليب الرعاية الصحية نفسها، باعتبار أن النموذج أصبح قديما وفاشلا في التعامل مع الأمراض التي يعاني منها الإنسان كونه يركز تحديدا على إدارة عوارض الأمراض وليس إدارة الصحة بشكل عام.

وأضاف أن مسببات الأمراض قد تبدأ قبل ثلاثين عاما لتصل في النهاية إلى الأزمة الصحية، والطب في حالته اليوم يعالج الأزمة ولا يعالج الأسباب بل يكلف نفقات هائلة خصوصا مع الأمراض المزمنة، وهذا النموذج غير مستدام ولا يمكن استمراره.

وقال إن "التطورات التكنولوجية التي لم تكن متاحة في السابق فتحت الباب لفرص لا حصر لها لتغيير مشهد الرعاية الصحية، فبعد أن كان الأطباء يجرون الكثير من الفحوصات لمعرفة مسببات المرض، هناك اليوم فحص واحد يستغرق حوالي 24 ساعة لمعرفة كافة مسببات الأمراض.. ومع تقدم التكنولوجيا الحديثة ما على الإنسان سوى اتباع خطوات ثلاثة بسيطة: استخدام تطبيق رقمي للإعلام بالعوارض إلى الجهة المختصة، ثم ستقوم الممرضة بأخذ العينات اللازمة من منزلك، ثم عليك إتباع الارشادات وتناول المضادات الحيوية التي تفيد حالتك، كل هذا وأنت جالس في منزلك من دون الذهاب إلى العيادة أو المستشفى وتعريض الآخرين لأخذ عدوى منك".

وتابع "الغذاء الذي نتناوله هو الذي يحدد صحة أجسادنا، لكن ينبغي اتباع حمية قائمة على حقائق علمية وأن لا نتبع أي نوع حمية من دون معرفة آثارها الجانبية، وهنا تكمن أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي في تحسين مستويات الصحة العامة مع تغذيته بالبيانات عالية الجودة، كي نتمكن من رسم خارطة لصحة الإنسان تحدد مسببات أمراض قد تحدث مستقبلا للشخص، والعمل على منعها".

نهاية حقبة الطب

وذكر هارالد شميدت طبيب وعالم في طب النظم في جامعة مايستريخت، في جلسة حملت عنوان "نهاية حقبة الطب الذي نعرفه" أن الثورة التكنولوجية جعلتنا ندرك أن العقاقير الموجودة حاليا ليست مفيدة بالشكل الكبير، ولا تعالج الأمراض بشكل دقيق، وقادتنا إلى استنتاجات جديدة حول فعالية الأدوية. لافتا الى ان هذا التطور قد يؤدي إلى نهاية صناعة الأدوية كما نعرفها في السنوات القليلة المقبلة، خصوصا مع التغير الذي طرأ على فهمنا للأمراض والذي سيغير من نظرتنا لاختصاصات الأطباء مثلما نفعل اليوم بحسب أعضاء جسم الإنسان.

وأوضح أن العديد من الأمراض التي تصيب أعضاء مختلفة، تشترك في آلياتها ومسبباتها ولذلك من الممكن وضعها في مجموعات وفئات مختلفة ومعالجة المسببات الرئيسية لكل المجموعة مما يجنب الأفراد مجموعة كبيرة من الأمراض قد تكون تستهدف أعضاء مختلفة.

وقام برسم ملامح مستقبل الرعاية الصحية، قائلا إن "تعريفات الأمراض واختصاصات الأطباء وطريقة اكتشاف وفحص الأمراض ستتغير، وأن هذا العقد سيشهد نهاية عصر دراسة الصيدلة كما نعرفها".

7 أسس للصحة

ومن أجل حياة صحية وحيوية حددت الدكتورة سارة غوتفريد، كاتبة وطبيبة، 7 أسس لصحة متكاملة منها الغذاء الذي لا يقتصر دوره كغذاء للخلايا فحسب بل هو غذاء للجينات وللمايكروبات التي نحملها في أجسادنا، ومن شأنه أن يؤثر على صحتنا على المدى الطويل، مشيرة إلى أن الخضروات على سبيل المثال تمثل إحدى أفضل مصادر الغذاء لنا.

وتطرقت إلى بقية الركائز وهي الحركة والنشاط والنوم والتفكير من أجل صحة خلايا مخ الإنسان، إضافة إلى معرفة مسببات القلق والاكتئاب وتجنبها بشكل ذاتي، والتواصل الإنساني الذي يجدد حيوية الإنسان، والتخلص من العناصر السلبية من أجسادنا واتباع كل السبل العلمية لذلك بما يعزز الصحة المتكاملة.

الذكاء الاصطناعي والحوادث المرورية

تعود القمة العالمية للحكومات في دورتها السابعة عبر "ابتكارات الحكومات الخلاقة"، التي ينظمها مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي للعام الرابع على التوالي، لتسلط الضوء على أكثر الابتكارات الحكومية إبداعا وإلهاما في تحسين حياة الإنسان وتصميم حلول مستقبلية مبتكرة تشكل غدا أفضل للمجتمعات في مختلف أنحاء العالم.

وتستقبل "ابتكارات الحكومات الخلاقة" سنويا مئات المشاركات الحكومية النوعية من عشرات الدول الراغبة بعرض حلولها المبتكرة التي طورتها بمفردها أو بالتعاون مع مؤسسات أخرى من القطاعين الحكومي أو الخاص.

وفي تجربة تقدمها "ابتكارات الحكومات الخلاقة"، تمثل حلا مبتكرا لتعزيز سلامة مستخدمي الطريق والحفاظ على أرواحهم، طورته مؤسسة المواصلات العامة في سنغافورة بالتعاون مع مختبرات "NEC"، يتمثل في تعزيز أداء كوادر المواصلات العامة لحماية أرواح مستخدمي الطريق وتعزيز السلامة المرورية في المدينة المكتظة.

يقوم هذا الحل المبتكر على فكرة استخدام الذكاء الاصطناعي لدراسة ومتابعة عمل سائقي الحافلات العامة، وحصر العوامل التي قد تسبب الحوادث المرورية، وتطوير القدرة على توقع الحوادث المرورية التي قد تنجم عن أخطاء بشرية يمكن تفاديها.

وتضافرت الجهود الحكومية وأحد المختبرات الخاصة في سنغافورة حيث استطاع الباحثون والعلماء تحليل سلوك السائقين وأدائهم على الطرقات، ليصمموا خوارزمية خاصة تتوقع الحوادث المرورية وتنبه إليها قبل حدوثها، في استراتيجية وقائية شكلت منهجا ناجحا لتطوير برامج تدريبية جديدة تعيد تأهيل السائقين بمهارات أفضل وكفاءات أشمل تساعدهم على تجنب الحوادث، وتعزز سلامة مستخدمي الحافلات والطرق على حد سواء، في فكرة مبتكرة لخدمة الإنسان.

تلوث المحيطات

ومن إندونيسيا قدمت "ابتكارات الحكومات الخلاقة" للمشاركين في القمة العالمية للحكومات فكرة عبقرية في بساطتها وتأثيراتها الإيجابية على مستقبل الإنسان والمحيطات والبيئة.

تشكلت الفكرة استجابة لتحد بيئي يفرضه تلوث مياه المحيطات بنحو 10 ملايين طن من المخلفات البلاستيكية سنويا، إذ قام المسؤولون في مدينة سورابايا، ثاني كبرى مدن إندونيسيا من حيث عدد السكان بعد العاصمة جاكرتا، من ابتكار وسيلة مبتكرة لتوعية السكان عن مخاطر النفايات البلاستيكية، وتشجيعهم على مشاركة المدينة جهودها لجمع هذه المخلفات تمهيدا لإعادة تدويرها.

وشكل التحفيز الأداة الأهم في تشكيل صورة هذا الحل المبتكر الذي يقوم على منح رحلات مجانية بالحافلة مقابل عدد محدد من الزجاجات البلاستيكية الفارغة يقدمها مستخدم الحافلة بدلا من ثمن التذكرة.

في مدينة مثل سورابايا تشهد طلبا هائلا على وسائل النقل العام، وحركة تنقل نشطة للموظفين والطلاب ومختلف شرائح المجتمع، شكل هذا الحل المبتكر "إنجازا ثلاثيا" إذ أسهم في تعزيز وعي المجتمع بالتحدي البيئي، وفي رفع معدلات تدوير النفايات، إضافة إلى دعمه لصناعة مستقبل أفضل، وقد حققت التجربة نجاحا كبيرا إذ أظهرت البيانات أن تقديم الراكب خمس زجاجات بلاستيكية مقابل رحلة مدتها ساعتان، يساوي جمع 7.5 اطنان&من البلاستيك للحافلة الواحدة شهريا.