نصر المجالي: تنشغل المملكة المتحدة في هذه الأيام بطفل "العروس الجهادية" شاميما بيجوم ومصير رعايته كبريطاني، توازيا مع انشغالها بأزمة (بريكست)، واليوم الأحد، اُعلن أن شاميما أنجبت طفلا خلال وجودها في سوريا.

ومع هذا الإعلان، ستجد السلطات البريطانية نفسها في موقف لا تحسد عليه، أمام حالة إنسانية لطفل بريطاني رضيع ولد في الخارج وعليها مسؤولية رعايته رغم كل ظروف والدته وانخراطها في صفوف تنظيم (داعش) الإرهابي.

وكانت عائلة شاميما ومحاميتها طالبا الحكومة البريطانية السماح لها برعاية طفلها إذا تم السماح لها بالعودة إلى البلاد وحكم عليها بالسجن حسب القوانين الخاصة بالذين غادروا الى سوريا بدون سبب مبرر أو عذر مشروع للإقامة هناك.

وقد أعلنت عن ميلاد طفل "العروس الجهادية" تسنيم أكونجي، وهي محامية تمثل عائلات تلميذات "بيثنال غرين" اللواتي غادرن إلى سوريا العام 2015 للانضمام لتنظيم (داعش)، وقالت: ما علمناه هو أن الطفل ووالدته بصحة جيدة.

وأضافت المحامية: "حتى الآن لم يكن لدينا اتصال مباشر مع شاميما، ونأمل في إقامة اتصالات معها قريبا حتى نتمكن من التحقق مما ورد أعلاه".

وكانت شاميما "طالبة المدرسة" في سن 15 عاما (الآن أصبحت 19 عاما)، بعد وصولها إلى سوريا بثلاثة أسابيع، من "الجهادي" ياجو رايدجك، البالغة من العمر 26 عاما ، وهو هولندي اعتنق الإسلام ، ولديها طفلان توفيا في قت سابق.

وتتوقع مصادر بريطانية أن تُقدم شاميما في حال عودتها، إلى المحاكمة، حيث حدثت واقعة مماثلة في وقت سابق، حيث كانت العروس "الجهادية" تارينا شاكيل من بورتون آبون ترينت، العائدة من سوريا أجرمت لعضويتها في جماعة إرهابية، وهذه هي نوعية المحاكمة التي قد تواجهها شاميما في حالة عودتها.

وستخضع شاميما لتحقيقات دقيقة كما ستخضع لبرنامج إعادة تأهيل لتخليصها من الافكار المتطرفة من خلال مجموعة من الخبراء المدربين وهذا عمل صعب ولا ينجح عادة.

جدل واسع&

يذكر أن عودة "الجهاديين" وأسلوب التعامل معهم يثيران جدالا واسعا في الأوساط البريطانية، وكان رئيس الاستخبارات البريطانية، قال إن بلاده لا يمكنها منع مواطنيها المنتمين إلى تنظيم "داعش" من العودة إلى بلادهم.

وأضاف أليكس يونغر لـ"سكاي نيوز البريطانية"، أن "مثل هؤلاء لا يمكن منعهم إذا ما قرروا العودة للمملكة المتحدة"، وإن "مثلوا خطرا بالغا". وتابع قائلا إنه "ربما تكون حاجة لقدر كبير من المعلومات للتأكد من كونهم لا يمثلون تهديدا".

وجاءت تصريحات يونغر في معرض تعليقه على قضية شاميما التي طالبت في حوار مع صحيفة "تايمز" البريطانية، بالعودة لبريطانيا "كي يلقى طفلها الرعاية"، مؤكدة في الوقت ذاته أنها "غير نادمة على فرارها إلى سوريا".
وكانت شاميما واثنتان من صديقاتها وهما أميرة عباسي وخديجة سلطانة غادرن لندن من مطار غاتويك إلى تركيا بعد الكذب على أولياء أمورهن بشأن خططهن، بينما سعين للانضمام لصديقة رابعة وهي شارمينا بيغوم التي غادرت عام 2014.

زواج مقاتلين

وقد قام المهربون الذين يعملون لحساب التنظيم بنقلهن عبر الحدود إلى المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو التنظيم في سوريا، وهناك تزوجن بالمقاتلين الأجانب الذين تدفقوا على التنظيم من كل أنحاء العالم.

وكان هدف التنظيم تربية جيل جديد من الأطفال الموالين لدولة الخلافة المزعومة وإغراء الشابات كان المفتاح الرئيسي في هذه الخطة.

ومثل غيرها من الشابات البريطانيات عاشت شاميما في البداية في بيت مع أخريات حيث خضعن للمزيد من الدروس الأيديولوجية لحين العثور على العريس المناسب. وقد قتلت خديجة سلطانة بعد ذلك بعامين في غارة جوية على الرقة، بحسب تقارير إعلامية.

مخيم لاجئين

ومع تصاعد الغارات الجوية على الرقة وانكماش المساحة التي يسيطر عليها التنظيم هرب الزوجان إلى آخر معاقل التنظيم قبل أن تنتقل شاميما إلى مخيم للاجئين وهي حامل بطفلها الثالث.

وتساءل تقرير لـ(بي بي سي) عن مدى تطرف شاميما وصديقتيها&الهاربات إلى سوريا، حيث كان الأهل وأجهزة الأمن البريطانية يأملون في أن تعود الفتيات إلى رشدهن ويحاولن العودة.

كما كانت أجهزة الأمن في لندن تخشى من تحول الفتيات إلى أدوات دعائية في يد تنظيم الدولة. ويقول التقرير: يبدو من لهجة شاميما مع صحيفة التايمز أنها غير نادمة فعندما وصفت رؤيتها لرأس مقاتل معادٍ&للتنظيم مقطوعة لم تبدُ منزعجة ووصفته بأنه "عدو الإسلام".