استقبل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي صباح اليوم الأحد، رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، وذلك على هامش انعقاد أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى في شرم الشيخ.

إيلاف من القاهرة: قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير بسام راضي، إن الرئيس السيسي أكد المكانة المهمة التي يتمتع بها الاتحاد الأوروبي في إطار السياسة الخارجية لمصر، والتي ترتكز على&الاحترام والتقدير المتبادل لخصوصيات كل طرف، ليس فقط لكون الجانب الأوروبي الشريك التجاري الأول لمصر، وإنما في ضوء الروابط المتشعبة التي تجمع بين الجانبين والتحديات المشتركة التي تواجههما على ضفتي المتوسط.

واحة استقرار
كما أعرب السيسي عن تطلع مصر إلى تعزيز التعاون المشترك مع الاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف وفقًا لمقاربة شاملة تعالج الجذور الرئيسة للإرهاب والتطرف، مؤكدًا في هذا الإطار أهمية التصدي لمحاولة بعض الأطراف الدولية تقديم الدعم والتمويل للتنظيمات الإرهابية.

من جانبه؛ ثمن توسك العلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع الاتحاد الأوروبي بمصر، مؤكدًا سعادته بزيارة مدينة شرم الشيخ ولقاء الرئيس السيسي، والذي يأتي في ظل انعقاد القمة العربية الأوروبية الأولى من نوعها، حيث يعكس اختيار مصر لاحتضانها الثقل السياسي، الذي تتمتع به دوليًا وإقليميًا، فضلًا عن كونها همزة الوصل بين العالمين العربي والأوروبي، وكذلك واحة للأمن والاستقرار في المنطقة، التي تمر حاليًا بمرحلة حرجة من الاضطراب الشديد والتوتر السياسي والاجتماعي.

التسويات ضرورة
وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول استعراض مختلف جوانب العلاقة بين مصر والاتحاد الأوروبي، سواء في ما يتعلق بأبعادها السياسية أو الاقتصادية والتنموية، حيث تم الإعراب عن الارتياح إزاء مجمل التطورات التي يشهدها التعاون المؤسسي بين الجانبين، وتأكيد الحرص على أهمية استمرار التنسيق المشترك وتعزيز الحوار المتبادل في هذا الخصوص لتدعيم علاقات الصداقة بينهما في ضوء المصالح والتحديات المشتركة.

كما تطرق الاجتماع إلى ملف التنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبي حول العديد من القضايا الدولية والإقليمية المهمة في المحافل الدولية؛ كعملية السلام في الشرق الأوسط، والأوضاع في ليبيا وسوريا واليمن، حيث تم التوافق بشأن أهمية الحفاظ على قنوات التشاور بين الجانبين في ما يتعلق بتلك الملفات، كما تلاقت الرؤى ووجهات النظر حول ضرورة استمرار العمل على التوصل إلى تسويات سياسية لها، بما يحافظ على المؤسسات الوطنية بالدول التي تشهد تلك الأزمات، وصون سيادتها ووحدة أراضيها، حتى يمكن استعادة الاستقرار في المنطقة وتوفير مستقبل أفضل لشعوبها.

أضاف راضي أن توسك حرص على الإشادة بجهود مصر في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، مؤكدًا تقدير الاتحاد الأوروبي لهذه الجهود في التعامل مع ذلك الملف، الأمر الذي انعكس على وقف حالات الهجرة غير الشرعية من مصر منذ عام 2016، كما أكد رئيس المجلس الأوروبي أن مصر تعد نموذجًا ناجحًا في المنطقة في هذا الصدد تحت قيادة حاسمة وحكيمة.

تعاون ثلاثي
وتطرق توسك كذلك إلى آفاق التعاون الثلاثي مع مصر في مجالات التنمية وصون السلم والأمن في القارة الأفريقية، خاصةً في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، حيث عرض الرئيس الأولويات المصرية في هذا الصدد، منوهًا بفرص توثيق التعاون مع الاتحاد الأوروبي في أفريقيا، خاصةً في مجال إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومبديًا استعداد مصر بما تملكه من تجارب وخبرات للانخراط مع الاتحاد الأوروبي في تنفيذ مشروعات تنموية لتعزيز قدرات الدول الأفريقية، خاصة تلك المصدرة للهجرة غير الشرعية.

وكان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي أعلن خلال كلمته في مؤتمر ميونخ للأمن، عن عقد مصر للقمة العربية الأوروبية الأولى في شرم الشيخ، يومي 24 و25 فبراير الجاري، مشيرًا إلى أنها ستكون بمثابة خطوة أساسية في طريق تحقيق الأمن والاستقرار.

وأعلن الاتحاد الأوروبي أن القمة العربية - الأوروبية بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي ستجمع "للمرة الأولى" رؤساء دول وحكومات من كلا الجانبين.

وأكد الاتحاد الأوروبي أن القمة تهدف إلى تعزيز العلاقات العربية الأوروبية، حيث سيتم خلالها التركيز على عدد من القضايا والتحديات المشتركة، ومن أهمها التعددية، التجارة والاستثمار، الهجرة، والأمن، إضافة إلى الوضع في المنطقة.