قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز&إن زيارته ومباحثاته التي عقدها في مدينة شرم الشيخ على هامش القمة العربية الأوروبية أكدت مدى عمق العلاقة بين السعودية ومصر .

إيلاف من القاهرة: بعث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز برقية شكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، أعرب فيها عن بالغ شكره وامتنانه لما لمسه ووفده المرافق أثناء إقامتهم، من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.

وقال خادم الحرمين الشريفين في برقية الشكر إن هذه الزيارة والمباحثات التي عقداها أكدت مدى عمق العلاقة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، ورغبتهما المشتركة في تعزيزها في كافة المجالات، كما أتاحت لهما تجديد أواصر الأخوة والمحبة بين الشعبين الشقيقين.

كما أشاد خادم الحرمين الشريفين بالنتائج الإيجابية للقمة العربية الأوروبية، والتي كان للرئيس عبد الفتاح السيسي الدور البارز في إنجاحها.

وفي ختام البرقية، دعا خادم الحرمين الشريفين الله العلي القدير أن يديم على الرئيس عبد الفتاح السيسي الصحة والسعادة، وعلى الشعب المصري الشقيق المزيد من الأمن والاستقرار والازدهار.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، شارك في أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى في مدينة شرم الشيخ، وألقى كلمة أمام الجلسة الافتتاحية، أمس الأحد.

وقال العاهل السعودي إن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للدول العربية، مشيراً إلى أن المملكة أعادت التأكيد على موقفنها الثابت تجاه استعادة كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في القمة الأخيرة لقادة الدول العربية التي استضافتها المملكة والتي سميت "قمة القدس".

وأضاف أن المملكة تؤكد على أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية، ونتائج الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن 2216، وعلى أهمية تكاتف الجهود الدولية من أجل دعم الشرعية اليمنية وحمل الميليشيات الحوثية الإرهابية الانقلابية المدعومة من إيران على الانصياع لإرادة المجتمع الدولي.

وأشار إلى أن المملكة بذلت في سبيل إنجاح مشاورات السويد جهوداً كبيرة، وتدعو إلى متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في تلك المشاورات بكل دقة وتحميل الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران المسؤولية عن الوضع القائم في اليمن.

كما نوه خادم الحرمين الشريفين بأن ما يقوم به النظام الإيراني من دعم لهذه الميليشيات وغيرها في المنطقة، وممارساته العدوانية وتدخلاته السافرة في شؤون الدول الأخرى، يتطلب موقفاً دولياً موحداً لحمله على الالتزام بقواعد حسن الجوار والقانون الدولي ووضع حد لبرنامجه النووي والباليستي.

&كما جدد خادم الحرمين الشريفين دعوة المملكة العربية السعودية للحل السياسي للأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية وفقاً للمرجعيات الدولية في هذا الشأن، مؤكداً أن المملكة تثمن الجهود الأوروبية الداعمة لذلك.

وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية عانت، شأنها شأن الكثير من الدول الأخرى من الإرهاب، وقادت العديد من الجهود الدولية الرائدة لمحاربته على كافة الأصعدة، بما في ذلك تجفيف منابعه الفكرية والتمويلية، مؤكداً على أهمية مواصلة العمل المشترك في محاربة الإرهاب وغسل الأموال بلا هوادة ولا تساهل.

وقال إن المملكة تؤمن بأن قضايا اللاجئين والمهاجرين والنازحين من بلدانهم بسبب مآسي الحروب والنزاعات هي على رأس القضايا الإنسانية الملحة، آملاً أن تنجح هذه &القمة في المساعدة على إيجاد حلول لها.

وأضاف أنه من منطلق المبادئ والثوابت الإسلامية والعربية، فإن المملكة العربية السعودية لا تتهاون ولا تتأخر في تأدية واجباتها الإنسانية تجاه الأزمات التي يعاني منها العديد من دول وشعوب المنطقة والعالم دون تمييز ديني أو عرقي، مشيراً إلى تقديم المملكة مساعدات تتجاوز (35) مليار دولار لأكثر من (80) دولة في المجالات الإنسانية والخيرية والتنموية.

وفي ختام كلمته، قال خادم الحرمين الشريفين "من مسؤوليتنا جميعاً ـ تجاه شعوبنا وأجيالنا القادمة - أن نعمل على بناء شراكة حقيقية بين الدول العربية والدول الأوروبية تستلهم من تجارب الماضي خططاً للحاضر، ومن تحديات الحاضر فرصاً للمستقبل."