في لقاء ثقافي وفني باذخ بأحد فنادق الرباط ، جرى مساء أمس السبت تكريم الشاعرة المغربية سميرة فرجي، من طرف النادي الجراري بالرباط، والمركز الأكاديمي للثقافة والدراسات المغاربية والشرق أوسطية والخليجية بفاس، تحت شعار الاحتفاء بالقصيدة المغربية المعاصرة.

الرباط:&كانت نغمات الموسيقى الأندلسية تصدح في القاعة، قبل أن ينطلق الحفل بإلقاء كلمات تحدث فيها أصحابها عما وصفوه بثراء التجربة الإبداعية لدى الشاعرة فرجي، القادمة من تخوم مدينة وجدة( شرق) .

وحسب شهادات المتدخلين، فإن &فرجي رغم امتهانها لمهنة أخرى هي مهنة المحاماة، بتعبيراتها ومصطلحاتها القانونية، ذات الوقع الجاف، فإن ذلك لم يمنعها من معانقة القصيدة العربية في مختلف تجلياتها، وارتباطاتها بقضايا الإنسان في كل مكان، والتعبير عن هواجسه وأحلامه ومعاناته وبحثه الدائم عن قيم الحب والحق والعدالة والجمال.

عبد الحق&المريني&مؤرخ المملكة أثناء إلقاء كلمته

وتجلى ذلك في إصدارها لمجموعة &من الدواوين، راكمت من خلالها رصيدا شعريا ملفتا لانتباه الباحثين والنقاد في مواكبتهم للحركة الشعرية في المغرب، وخاصة منها &الأصوات التي تجمع بين "الأصالة والحداثة" مثلما هو الشأن بالنسبة للشاعرة المحتفى بها.&

ومن بين دواوين الشاعرة التي توقف عندها المتدخلون في كلماتهم خلال اللقاء التكريمي، "رسائل النار والماء"، و"مواويل الشجن"، و"صرخة حارك"( المهاجر بطريقة غير قانونية)، و"رسالة إلى الأمم المتحدة"، وهذا الأخير ترجم إلى عدد &من اللغات العالمية، وينصب محتواه أساسا على قضية الوحدة التربية للمملكة المغربية.&

حضر &اللقاء التكريمي لفرجي عدد من أهل الثقافة والفن، وعلى رأسهم محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، وعبد الحق المريني، مؤرخ المملكة، والدكتور عباس الجراري، عميد الأدب المغربي، وعضو أكاديمية المملكة المغربية، وعبد الكريم بناني، رئيس جمعية "رباط الفتح للتنمية المستديمة"، إضافة إلى وجوه ثقافية وفنية من خارج المغرب ضمنها صلاح جرار، وزيرالثقافة الأردني السابق، والمطرب التونسي لطفي بوشناق.

&الإصدارات المعروضة في الحفل&التكريمي&للشاعرة سميرة فرجي

وقال عبد الحق المريني إن فرجي شاعرة موهوبة متألقة، عشقت منذ طفولتها القريض والقرطاس والقلم، واغترفت من معين الشعر الموزون المقفى العربي الأصيل، وسبحت في بحوره، وترنمت بالقوافي، فأجادت وأبدعت، " وأصبحت عندليبا يزغرد في رياض الغزل ببديع الشعر والصور الرائعة".

وبدوره، تحدث الدكتور عباس الجراري عن المكانة التي أضحت الشاعرة فرجي تحتلها في المشهد الشعري ، مشيرا إلى أنه قرأ دواوينها بشغف وإمعان، منوها بشاعريتها وقدرتها على الإبداع، بسلاسة في اللغة وروعة في الصور.&

خلال الحفل تم توزيع نسخ من كتاب جماعي &يحتفي ب"القصيدة المغربية المعاصرة" &من خلال تقييم وقراءة تجربة فرجي، &من تنسيق الباحثين &عبد الله بناصر العلوي ومحمد أحميدة، ونشر النادي الجراري ـ الرباط، والمركز الأكاديمي للثقافة والدراسات المغاربية والشرق أوسطية والخليجية ـ فاس.

وإضافة إلى اللائحة الطويلة للمتدخلين، الذين استغرقوا وقتا طويلا في قراءة شهاداتهم، لم يفت بعض الشعراء الحاضرين أن يحتفلوا بزميلتهم فرجي بطريقتهم الخاصة، وذلك من خلال إلقاء قصائد مدح في حقها، وضمنهم الشاعر المغربي أحمد مفدي، من فاس، والشاعر الموريتاني سيدي ولد الأمجاد، الذي ألقى قصيدة بعنوان "أميرة الحرف".

المطرب التونسي لطفي&بوشناق&يلقي شعرا، قبل أن يغني "لاموني اللي&غارو&مني"

أما المطرب التونسي لطفي بوشناق، فقد استأذنها في إمكانية ألقاء كلمات غزل في حقها، وراح يستحضر من الذاكرة مقاطع وأبياتا شعرية، مغرقة في الرقة، والاغتراف من ينابيع الوجدان، قبل أن يختم الحفل بتقديم بعض الأغاني، وضمنها أغنية "لاموني اللي غارو مني"، التي اندمج الحاضرون في ترديدها معه، حيث تحول الجميع إلى "كورال صوتي" واحد.&

الشاعرة المغربية سميرة فرجي