يزور الرئيس الإيراني حسن روحاني بعد غد الاثنين بغداد مع وفد كبير لإبرام اتفاقيات اقتصادية وتعزيز التقارب السياسي بين البلدين.

إيلاف من أمستردام: أعلن ذلك، اليوم، مكتب الرئيس الإيراني الذي أوضح أن روحاني سيتوجه بعد غد الاثنين، إلى العاصمة بغداد في زيارة رسمية، تلبية لدعوة رسمية من رئيس الجمهورية برهم صالح.

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أعلن اليوم أنه سيزور العاصمة بغداد مساء اليوم السبت تمهيدًا لزيارة روحاني.
من جانبه قال المساعد الإعلامي لمدير مكتب الرئيس الإيراني، برويز إسماعيلي إن روحاني "سيصل يوم الاثنين، إلى بغداد، وسيجري محادثات ثنائية مع الرئيس العراقي ورئيس الوزراء بشأن العلاقات الثنائية والتعاون الإقليمي بين إيران والعراق".

وبيّن أن مسؤولي البلدين، وخلال الاجتماعات المشتركة، وكذلك الاجتماعات الثنائية المنفصلة مع نظرائهم، سيبحثان آخر الأوضاع بشأن الاتفاقات والتعاون، فضلًا عن الفرص الجديدة لتنمية العلاقات وترسيخها بين البلدين الصديقين الجارين.

وأضاف أن "نتائج هذه اللقاءات والمباحثات، سيشرحها رئيسا البلدين إلى وسائل الإعلام في مؤتمر صحافي مشترك.

لقاء السيستاني
وكشف اسماعيلي عن البرامج الاخرى لزيارة الرئيس الايراني الى العراق التي ستتضمن اللقاء مع رئيس وأعضاء مجلس النواب، والمشاركة في الملتقى التجاري بمشاركة القطاعات الحكومية والخاصة الايرانية والعراقية، واللقاء مع سائر كبار المسؤولين العراقيين وعدد من النخب السياسية والاجتماعية بالعراق، فضلا عن اللقاء مع المرجع الديني الاعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني وزيارة العتبات المقدسة في هذا العراق".

وكان الرئيس الايراني وصف الرئيس الايراني العلاقات بین ایران والعراق بانها مثال یحتذی به فی المنطقة بأسرها.

وأضاف روحاني الیوم السبت خلال تسلمه اوراق اعتماد السفیر العراقي الجدید لدی طهران سعد جواد قندیل ان هناك امكانیات كبیرة تتمتع بها طهران وبغداد یمكن استخدامها لتوطید التعاون بینهما أكثر فأكثر، معتبرًا العلاقات بین الشعبین العراقي والايراني رصیدًا یمكن توظیفه لتعمیق العلاقات الثنائیة في شتی المجالات.

وقال إن ایران حكومة وشعبًا تتطلع إلی تكریس الأمن والاستقرار فی العراق وتحقیق التنمیة فیه باعتباره دولة جارة وشقیقة، مؤكدا ان الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة طالما وقفت وستقف الی جانب العراق حكومة وشعبًا فی مختلف الظروف كدولة شقیقة له.

وفیما اشار الی زیارته المرتقبة الی العراق اعرب روحاني عن امله بان تتمخض زیارته عن التوصل الی اتفاقیات قیمة ومهمة في اطار تمتین العلاقات بین البلدین.

وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، أعلن في وقت سابق، تعليقا على زيارة روحاني المرتقبة إلى بغداد، "إننا عازمون خلالها على حسم ملفات استراتيجية مع الرئيس الإيراني".

البصرة
السفير الايراني في بغداد إيرج مسجدي أبلغ وكالة "إيسنا" الايراني اليوم السبت أن الرئيس روحاني سيلتقي خلال الزيارة مع الرئاسات الثلاث، ثم يذهب إلى مدينة النجف لزيارة العتبات المقدسة واللقاء مع المرجع الديني العراقي علي سيستاني.

وبحسب السفير الإيراني فإن روحاني سيبحث خلال لقاءاته مع المسؤولين العراقيين تطوير العلاقات بين البلدين "اقتصاديا، وسياسيا واجتماعيا وثقافيا"، لافتا إلى أن أهم الموضوعات المطروحة للنقاش هي "مشروع سكة حديد خرمشهر ـ بصرة، وتطوير المدن الصناعية، وتأشيرة الدخول بين البلدين، واتفاقية الجزائر لعام 1975، والمسائل الجمركية".

وأكد مسجدي أن "الاتفاقية ليست بحاجة إلى إجراءات جديدة، وفي الوقت الراهن، ينبغي البدء بتنظيف أروند رود (شط العرب) وإخراج السفن الغارقة فيه وإحياء موانئ خرمشهر وآبادان وبصرة".

وألغى الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، اتفاقية الجزائر المبرمة مع الشاه الإيراني، قبل بدء الحرب الإيرانية العراقية بثلاثة أيام، في 17 سبتمبر 1980، وذلك إثر تأزم العلاقات الثنائية بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران في 1979.

وكشف السفير الإيراني عن أن بلاده تطالب بإلغاء التأشيرة بين البلدين، لكن الجانب العراقي لا يرى ذلك ممكنا في الوقت الراهن لأسباب فنية وأمنية، مضيفا أن العمل جار لإعطاء تسهيلات للتجار ورجال الأعمال ونشطاء القطاع الاقتصادي، وليس واردا حصول اتفاق على إلغاء التأشيرة بين البلدين خلال هذه الزيارة.

وتأمل طهران بإنجاز مشروع سكة حديد خرمشهر ـ بصرة الذي من المقرر أن يناقش روحاني استكماله مع الجانب العراقي خلال الزيارة، تعتبره المصادر الإيرانية مشروعا استراتيجيا يربط إيران بمدينة اللاذقية السورية على البحر الأبيض المتوسط عبر العراق.

ونقلت وكالة "فارس" للأنباء الإيرانية، في وقت سابق عن مساعد مدير شركة سكك الحديد الإيرانية مازيار يزداني، قوله إنه "بقي إنجاز 32 كيلومترا من مشروع الخط الحديدي الذي يربط إيران بالعراق عبر إنشاء جسر متحرك بطول 800 متر فوق نهر أروند رود (شط العرب)"، موضحا أن بلاده ستواصل استكمال المشروع داخل الأراضي العراقية حتى ربطه بالخط الحديدي لمدينة البصرة.

يذكر أن إيران تعوّل على هذه الزيارة بسبب معاناتها من العقوبات الاميركية التي فرضها عليها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على مرحلتين في أغسطس ونوفمبر &من عام 2018، بعدما الرئيس الأميركي من الاتفاق النووي في مايو من العام نفسه.

وكانت واشنطن منحت بغداد الإعفاء من &العقوبات المفروضة على طهران بمدة 90 يوماً جرى تجديدها أخيرًا لمواصلة دفع فواتير الكهرباء المستوردة من إيران إضافة التبادلات التجارية الواسعة بين البلدين والبالغة 12 مليار دولار من المتوقع أن ترتفع الى 20 مليار بعد زيارة روحاني.

ويرتبط العراق مع إيران بحدود برية تمتد الى 1458 كلم من الجنوب العراقي حيث الممر المائي (شط العرب) الاستراتيجي للعراق الى المثلث الحدودي شمالاً في كوردستان العراق الذي يربط بين تركيا وإيران والعراق.