إيلاف من لندن: في 11 مارس 1744 أنزل صاموئيل بيكر مطرقته في أول مزاد أقامه في لندن بعد عشر سنوات أمضاها يبيع الكتب من طاولة منحتها له حانة في احد أركانها. &

وحقق مزاد الكتب النادرة والثمينة الذي أُقيم في منطقة ستراند وسط لندن 826 جنيهاً استرلينياً كانت وقتذاك مبلغاً كبيراً.

بعد 275 عاماً بالتمام، تحتفل اليوم دار سوذبي، التي انبثقت من مشروع بيكر المتواضع لتصبح واحدة من اقدم الشركات البريطانية، بعيد ميلادها في مبنى بورصة نيويورك التي يزيد عمر الدار نحو 50 سنة على عمرها، كما افادت صحيفة الغارديان في تقرير بالمناسبة.

وفي لندن حيث بدأت قصة سوذبي افتُتح معرض يضم صوراً أرشيفية ومخطوطات وفهارس تاريخية تستعرض مسيرة الدار من دكان متواضع لبيع الكتب الى شركة بحوزتها كنوز فنية وثقافية، من الكتب التي أخذها نابليون معه الى منفاه في جزيرة سان هيلين الى لوحة "فتاة وبالون" التي تتمزق ذاتياً لفنان الجداريات البريطاني بانسكي مروراً بعمل الفنان ديمين هيرست الذي باعته الدار بسعر قياسي بلغ 111 مليون جنيه استرليني يوم انهار مصرف ليمان برذرز في الولايات المتحدة.

ونقلت صحيفة الغارديان عن تاد سمث رئيس سوذبي التنفيذي قوله ان الدار "ازدهرت على امتداد 275 عاماً لأنها تجرأت على إعادة إختراع نفسها المرة تلو الأخرى، وهي بعملها هذا كانت تعيد باستمرار تعريف تجارة الفن على اساس عالمي".

لدى سوذبي اليوم 80 مكتباً في 40 بلداً، وخلال ما يقرب من ثلاثة قرون حققت صفقات بيع اسطورية بينها المخطوطة الموقعة الأصلية لرواية لويس كارول "مغامرات أليس تحت الأرض" بسعر 15400 جنيه استرليني في عام 1928 ونسخة عمرها 710 أعوام من الماغنا كارتا بسعر 21.3 مليون جنيه استرليني في عام 2007 ومخطوطة موقعة لسيمفونية بيتهوفن التاسعة بسعر 2.1 مليون جنيه استرليني في عام 2003 ولوحة ادفارد مونك "الصرخة" التي بيعت بسعر 120 مليون دولار في عام 2012. &

وقال الكاتب سيريل كونيلي ذات مرة ان دار سوذبي كانت مدرسة تربوية في سنوات القصف والحرائق التي عاشتها لندن خلال الحرب.

كانت دار سوذبي في الـ 140 سنة الأولى من عمرها لا تبيع إلا الكتب فيما كان مقتنو الأعمال الفنية يمرون ببابها في طريقهم الى دار كريستي للمزاد التي كان مبناها في الشارع نفسه.

وبدأ توجه الدار الى بيع الأعمال الفنية مع انتقالها عام 1917 من شارع ويلنغتون ، قلب عالم الكتب، الى شارع نيو بوند مركز عالم الفن.
&
ولكن سنوات الدار لم تمر من دون مطبات. وفي عام 2002 فرضت المفوضية الاوروبية عليها غرامة قدرها 13 مليون جنيه استرليني بتهمة التواطؤ مع دار &كريستي على التلاعب بالاسعار طيلة الشطر الأكبر من عقد التسعينات.

وكان من أشهر مبيعات دار سوذبي المزاد الذي اقامته عام 1937 في قاعة الرقص بمنزل عائلة روتشيلد بحضور زوار من سائر انحاء العالم.

وكان أول مزاد من نوعه تبثه اذاعة بي بي سي وحقق مبيعات ضخمة وقتذاك بلغت 125 الف جنيه استرليني.

وفي عام 1958 دشن أول مزاد مسائي اقامته الدار منذ القرن الثامن عشر حقبة جديدة لسوق الفن.

وبعد 21 دقيقة فقط على بدء المزاد بيعت سبع لوحات بينها اعمال لكل من مانيه وسيزان وفان كوخ مع تحطيم السعر القياسي للوحة فنية ثلاث مرات خلال المزاد.

بعد ثلاث سنوات على ذلك المزاد فتحت سوذبي فرعها في نيويورك.

وكان من بين زبائنها مشاهير هوليود الى جانب المقتنين التقليديين. وكانت الملكة ماري جدة الملكة الحالية اليزابيث تشارك في المزايدة سراً باسم مستعار.

قال جان بارسنز مدير قسم اوروبا والشرق الأوسط في سوذبي ان الدار تستوحي ماضيها ليس من تواريخ زمنية فحسب وانما من قصص شخصية ولحظات غريبة ليست معروفة.

واضاف ان المعرض الذي يُقام بمناسبة مرور 275 عاماً على تأسيس الدار يبين أهمية التفكير الخلاق والانفتاح على التجديد في هذا القطاع.

يستمر معرض 275 سنة من عمر سوذبي في مقهى سوذبي في لندن من 11 مارس الى سبتمبر.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط:

https://www.theguardian.com/culture/2019/mar/11/sothebys-celebrates-275-years-of-history-with-london-exhibition