مع الذكرى السنوية الثامنة لبدء الثورة السورية، ودخول عام جديد، تكثر المبادرات، وتتعدد الآراء، وسط ضعف المعارضة، وتعنت النظام، فما المطلوب من المعارضة السورية اليوم؟ ولماذا وكيف؟."إيلاف" وجّهت هذه الأسئلة إلى معارضين سوريين.

إيلاف: اعتبر منذر أقبيق المتحدث الرسمي باسم تيار الغد السوري أن "المعارضة السورية تمر في مرحلة ضعف وتشتت كبيرين، لكن النظام ليس بأفضل حال بكثير، رغم مكابرته واستمراره في اجترار نظريات المؤامرة ومحاولاته المستميتة في التسويق لبضاعة راكدة، وهي المقاومة والممانعة، واستمراره في صب الزيت على نار انقسامات السوريين، التي لا بد أن تخمد في النهاية لدى إدراك الجميع أن مصيرهم النهائي هو التعايش المشترك تحت مظلة دستور جديد يحفظ حقوق الجميع".&

وقال إن سقوط النظام دفعة واحدة لم يعد ممكنًا، والمسار المطلوب هو "الاستمرار في الدفع، والنضال من أجله هو التغيير السياسي التدريجي والمنظم، الذي سوف يرضخ له النظام، آجلًا أم عاجلًا، بسبب الضغوط السياسية والاقتصادية التي يرزح تحتها. ما زال هناك وقت طويل، قبل إسدال الستارة على مسرح الأحداث السورية، على المعارضة أن تزداد وعيًا وإدراكًا بالأهداف التي يجب أن تتحقق على المديين المتوسط والطويل، الحرية والكرامة لجميع السوريين بمختلف اطيافهم الفكرية والطائفية والإثنية، لا للاستبداد ولا للتطرف والاٍرهاب".

نبذ الخلافات&
من جانبها، قالت مزن مرشد عضو المكتب السياسي لتيار الغد السوري إن المطلوب اليوم هو ما كان مطلوبًا من المعارضة دائمًا، وهو "نبذ&الخلافات ووحدة الصف".&

وأشارت إلى أن التغييرات الإقليمية والدولية تحتم على المعارضة السورية "رسم خريطة طريق جديدة تتوافق مع مستجدات الحالة السورية، فما كان مطلوبًا في الأمس قد لا يكون مقبولًا اليوم، وما كان مقبولًا في الأمس قد يكون مرفوضًا اليوم".

وأكدت "لم نعطِ الدول الضامنة، أصدقاء سوريا، المجتمع الدولي على مدى ثماني سنوات بديلًا حقيقيًا متكاملًا للنظام في سوريا، ولا أقصد بالبديل كشخص بعينه، لكنّ بديلًا متكاملًا يحل محل النظام الحالي، ويحفظ البلاد، ويؤسس لسوريا المقبلة، في حين قدمنا أنفسنا دائمًا شبه أعداء بين بعضنا البعض، وكلنا يضرب الآخر من دون أية مراعاة لمصلحة بلادنا ومستقبلها، فلم يرَ المجتمع الدولي منا سوى المهاترات والتخوين والضرب في ظهور بعضنا البعض إلا ما رحم ربي".

وأشارت إلى أن "المعارضة بحاجة إلى رؤية سياسية موحدة وخطة متكاملة لليوم التالي، فعلى مدى ثماني سنوات لا يوجد وضوح ولا توافق في الرؤى السياسية لدى المعارضات السورية إن صحّ التعبير".

ضبط البوصلة&
فيما أكد العقيد فاتح حسون القيادي في الجيش السوري الحر أنه لا بد مِن "تجديد البيعة لله، ثم للوطن، الذي ثرنا لنراه حرًا كريمًا تضج في جنباته روح الحرية والكرامة والعدالة، وتحديد الهدف بإسقاط نظام بشار الأسد المجرم وأركانه، فلا أهداف تطغى على حتمية تنفيذ هذا الهدف".&

وقال في هذا الصدد إنه لا بد من "توحيد الجهود الثورية المؤسساتية والفردية، ومنع تشتتها وتنازعها، والحرص على أن تسعى إلى تطبيق أهداف الثورة بالحرية والكرامة والعدالة وضبط البوصلة، بحيث تكون متجهة نحو إسقاط النظام، والحفاظ على وحدة سوريا، وتأمين العيش الكريم للشعب السوري جميعه، بلا ضغينة ولا أحقاد".&

كما تحدث عن ضرورة "مرونة التنفيذ، بالالتفاف حول الثوابت والمبادئ، والوصول إلى تحقيق الأهداف بشتى الآليات والطرق، من دون الالتزام بطريقة محددة، بل حسب الظروف والقدرات، والتمسك بالأصدقاء، وتدعيم أواصر العلاقة معهم، ومد جسور التعاون المشترك، مع مراعاة ظروفهم، والضغوط المشكلة عليهم، فبعد ثماني سنوات أصبح لزامًا علينا أن نميّز بين الصديق الوفي، وصديق المصلحة، والخصم، والعدو".

سقوط النظام حتمي&
فيما انتهى الدكتور يحيى العريضي المتحدث الرسمي باسم الهيئة السورية للتفاوض إلى القول: "لا يمكننا إلا أن نستمر في معارضة النظام، لأنه سيسقط حتمًا، ولا حياة له لأنه لا يملك مقومات النظام ولا مستقبل أمامه، وهو من غير الدعم الروسي والإيراني نظام هش، لا يملك بنية حقيقية أو أدوات تمكنه من البقاء".

أضاف "على المعارضة الابتعاد عن الأنانية والانتهازية، والتذكر أنها تحمل أمانة والعمل بإخلاص، ومحاولة فتح مسارات وطرق جديدة لحل عادل والتمسك بالقرارات الدولية". وشدد على أن "الثورة السورية منتصرة مهما طال الزمن".
&