الرباط: قال الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب المغربي ( الغرفة الأولى في البرلمان)، إن غالبية بلدان العالم الإسلامي "تواجه معا آفة الإرهاب والتطرف الذي &تُعاني منه"، مؤكدا أن الظاهرة "تتغذى من النزاعات، ومن ثقافة التيئيس، ومن الشحن بالإديولوجيات والخطابات العدمية المناهضة للاختلاف، والمعادية للتقدم والتطور بل وللحياة وجَمَالِهَا".
وأضاف المالكي ، في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح أشغال الدورة 14 لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، مساء اليوم الأربعاء، في العاصمة الرباط، أن "أكبر عدوٍ للإسلام جاهلٌ يكفِّرُ الناس ،كما قال الفيلسوف ابن رشد".
وأفاد المالكي أمام أعضاء الوفود المشاركة في المؤتمر بأن "معركتنا ضد الإرهاب والتطرف واحدة. فهو يمثل تهديداً لأَمْنِنَا الجماعي ولاستقرارنا"، معتبرا أن بلاده تشكل "نموذجاً نَاجِحاً وفَعَّالاً في مكافحة الإرهاب من خلال ثلاثية الدعوة إلى الاعتدال بتكوين الأئمة والخطباء، والعمل الأمني الناجع في إطار احترام القانون، ومحاربة الهشاشة الاجتماعية حيث التربة الخصبة للجماعات الإرهابية".
وأشار المسؤول المغربي إلى ان العالم الإسلامي يشهد اليوم "أكبر عدد من النزاعات المدمرة، وأكثرِها امتدادا وأكبرها كلفة مع ما لذلك من تداعيات على العلاقات بين دول العالم الإسلامي وعلى التنمية وعلى الإنسان، وعلى المستقبل".
وأوضح المتحدث ذاته بأن هذه النزاعات ينجم عنها "أوضاع اجتماعية وإنسانية قاسية من أهم تمظهراتـها الهجرات، والنزوح الجماعي واللجوء وحرمان فئات عريضة من المواطنات والمواطنين من أَدْنى حقوقِ الحياة، ومنها بالخصوص تدميرُ مستقبلِ أجيالٍ بكاملها لا مسؤولية لها في الإحباط واليأسِ الذي يَجثم عليها ويحرمها من الحياة الكريمة".
كما اعتبر المالكي أن تضييع دول العالم الإسلامي للفرص التاريخية المتاحة أمامها "نكون بصدد هدر زمن سياسي ثمين في منعطفات تاريخية حاسمة وفاصلة؛ وينبغي لنا أن نتساءل عن كلفة هذا الهدر اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً واستراتيجياً، وعلينَا أن نستخلص الدروسَ من ذلك". &
وزاد مبينا أنه بصرف النظر عن الاختلاف في تقدير هذه الكلفة"فإننا مطالبون بالاحتكام، في تدبير الخلافات والنزاعات والأزمات، إلى الحكمة والعقل ومنطق المصالح المشتركة، مصالح شعوبنا أولا في الاستقرار والأمن والتنمية والازدهار".
وأضاف "تعبت شعوبنا من هذا التنازع الحاد، ومن هذا التنافر، ومن هدر الثروات في الحروب وفي النزاعات في الوقت الذي نتوفر فيه على جميع إمكانيات ومقومات نهضة جديدة"، حسب تعبيره.
ومضى موضحا أنه "إذا كان ديننا الإسلامي الحنيف يدعو إلى التسامح والتساكن والحوار في التعامل مع الآخر، فعلينا اليوم أن نُقَوِّيَ ونُفَعِّلَ هذا التوجه، بتعزيز هذا الحوار من أجل صيانة الاستقرار والسلام والأمن"، معبرا عن استعداد المغرب ل"الانخراط في كل المبادرات والبرامج التي سَيَعْتَمِدُها اتحادُنا على الصعيد البرلماني، من أجل المساهمة في تذويب كل النزاعات والتوترات خدمةً للسلام القائم على العدل والإنصاف".
كما اعتبر أن اللحظة التي يعيشها العالم الإسلامي "نحتاج فيها إلى الحوار أكثر من أي وقت مضى لأنه لا بديلَ عن البحثِ عن السلام والاستقرار والأمن ولا بديلَ عن التعاون والتضامن والتسامح والرقي والازدهار المشترك".
وتواصل في هذه الأثناء فعاليات المؤتمر من خلال تقديم كلمات رؤساء مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وسط غياب واضح لإيران، بسبب منع السلطات المغربية عناصر من الوفد الذي حل بمطار الدار البيضاء قبل أن يعود بشكل مباشر إلى طهران.