تونس: يواجه صهر الرئيس التونسي السابق ورجل الأعمال بلحسن الطرابلسي الذي أعلنت تونس الأحد انها تسعى لتسلّمه من فرنسا اثر توقيفه بتهمة "غسل الأموال في عصابة منظمة"، تبعات قضائية في بلاده تتعلق بتكوين ثروته بتقربه من نظام بن علي.

وبلحسن الطرابلسي الخمسيني، هو الشقيق الأكبر للزوجة الثانية للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي ويتهمه التونسيون بأنه كوّن ثروته ووضع يده على أهم ركائز الاقتصاد التونسي بالتقرب من دوائر السلطة حتى انهيار النظام عام 2011 اثر انتفاضة شعبية.

وأسس الطرابلسي في 2001 مجموع "كرتاغو" التي ضمت شركة طيران ومساهمات في بنوك وفنادق سياحية وعرف بكونه رجل الأعمال المهم والأقوى في البلاد.

وأفادت برقية دبلوماسية اميركية مسرّبة في يونيو 2008 ان بلحسن الطرابلسي كان "صاحب السمعة الاكثر سوءا بين أفراد عائلة بن علي وتدور شائعات حول تورطه في مخططات فساد واسعة".

وحكم القضاء التونسي على بلحسن الطرابلسي غيابيا في قضايا تتعلق بالتجارة بالعملة الصعبة والمعادن الثمينة وامتلاك قطع أثرية.

ويلاحق الطرابلسي، الذي كان من ابرز رجال الاعمال ابان نظام بن علي، من قبل المحاكم التونسية في العديد من قضايا الفساد. وصدرت بحقه "17 مذكرة بحث وتحر في تونس و43 مذكرة جلب دولي"، كما اعلنت الأحد وزارة العدل التونسية.

"يفرضون أنفسهم"

وأكد الطرابلسي في حوار أجرته معه قناة التاسعة الخاصة عبر سكايب دون ان يظهر وجهه، في 2017 انه كوّن ثروته طيلة ثلاثين عاما من "العمل" في مجال السياحة والفنادق وبيع وشراء الأراضي وانشاء معمل لصناعات السكر ومعمل اسمنت بالاضافة الى انشاء شركة انتاج سمعي بصري &بالشراكة مع رجال أعمال.

وقال الطرابلسي في أوّل تصريحات صحافية له منذ 2011 رافضا الافصاح عن مكان تواجده "لم أشتر أي قطعة أرض في إطار الخوصصة التي انتهجتها الدولة".

وكشفت الكاتبة الفرنسية بياتريس هيبو في كتابها "قوة الاخضاع، الاقتصاد السياسي للاستعباد في تونس" والذي نشر في 2006 آليات "الاقتناص" لدى جماعة الطرابلسي.

وشرحت في كتابها ان أفراد عائلة الطرابلسي "يشترون بسعر رمزي في إطار خصخصة الشركات الحكومية ويبيعون لصناعيين ورجال أعمال بعد ذلك. ويفرضون أنفسهم في رأس المال في الشركات الناجحة".

وأكدت بياتريس انهم "يطلبون عمولات ونصيبهم في الاستثمارات الأجنبية ويلعبون دور الوسطاء في الصفقات العمومية. شبكة الطرابلسية سيطرت على الجمارك والتجارة الموازية".

"مسارات لا تصدق"

عرفت حياة بلحسن الطرابلسي منذ هروبه من تونس عام 2011 مسارات لا تصدق. واختفى الطرابلسي عام 2016 بعد فراره من كندا حيث كان لجأ قبل ساعات قليلة من سقوط بن علي في 14 يناير 2011 بعد مغادرته تونس مع عائلته على متن يخته.

وفي مايو 2012، فقد وضعه كمقيم دائم في كندا لكنه تقدم بطلب للجوء السياسي، قائلاً إنه يخشى على حياته في تونس الامر الذي منع أي إمكانية لتسليمه.

وقد رفض طلب اللجوء هذا مرتين عامي 2015 و 2016 وكان على وشك الترحيل عندما فقدت أوتاوا اثره. وقال مصدر قضائي "لم يتم العثور عليه".

وظل الطرابلسي مختفيا عن الأنظار تحى القبض عليه من قبل السلطات الفرنسية بتهمة "غسل الأموال في عصابة منظمة" منتصف مارس الحالي