بعد تصريح النائب ستريدا جعجع عن الجولان، حيث استخدمت لغة غير مألوفة في أدبيات القوات اللبنانية، وكأنّ البيان صادر من أحد أطراف "محور الممانعة"، يطرح السؤال هل من تقارب مستجد بين القوات اللبنانية وحزب الله؟.

إيلاف من بيروت: صدر من النائب ستريدا جعجع قبل أيام موقف لافت، لكنه مرّ مرور الكرام تقريبًا، ولم يتوقف عنده كثيرون. إذ انتقدت جعجع، عبر بيان، قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب حيال الجولان، مستخدمة لغة غير مألوفة في أدبيات "القوات اللبنانية"، إلى حدّ أنك تكاد تظن للحظة أنّ هذا البيان صادر من أحد أطراف "محور الممانعة"، قبل أن تتثبت من أنّ "الملكية الفكرية" له تعود إلى زوجة رئيس حزب "القوات" سمير جعجع.

جعجع اعتبرت أنّ اعتراف ترمب بالسيادة الإسرائيلية على الجولان هو "قضاء على أي إمكانية لإحلال السلام في المنطقة"، لافتة إلى أنه "يتعارض بنحو صارخ مع القرارات الدولية"، ومؤكدة أنّ "أول خطوة على طريق إنهاء النزاع العربي - الإسرائيلي هي إعادة الأراضي العربية المحتلة، خصوصًا في فلسطين المحتلة".

مع حديث جعجع هل يمكن القول إن هناك تقاربًا مستجدًا بين القوات اللبنانية وحزب الله؟.

أمنيات
في هذا الصدد، يقول النائب السابق طوني أبو خاطر (القوات اللبنانيّة) لـ"إيلاف" إنها تبقى ضمن الأمنيات كل التقاربات المستجدة، ولم يحصل حتى الآن أي حوار في هذا الخصوص، ونتمنى التقارب مع كل اللبنانيين والفئات، في وقت يحتاج لبنان تضافرًا لكل القوى مع بعضها البعض، ولكن لم تحصل أي خطوة فعلية على الأرض تمكّن التقارب بين حزب الله والقوات اللبنانية، علمًا أن كل فريق في خندق مختلف، ولن يكون هذا التقارب بين ليلة وضحاها.

إشارات
حول هذا التقارب، يقول النائب قاسم هاشم لـ"إيلاف" إنه قد تكون هناك محاولات للتقارب بين القوات اللبنانية وحزب الله، وتبيّن ذلك من خلال الإشارات الكثيرة بين الطرفين، وتبقى إشارات باتجاه فتح باب للحوار، وهذه حدودها، ولا خطوات على هذا الصعيد من قبل الفريقين حتى اللحظة.

يرى أبو خاطر أننا "دائمًا في جو تفاؤلي، ونريد تجاوز كل مراحل الخلافات، لكن تبقى الهوة كبيرة بين الفريقين، إذ إن هناك فريقًا ينادي بالدولة، وفريقا آخر يطلب الدويلة، وإذا ما حصل التقارب بين الفريقين، فيحتاج الأمر جهدًا كبيرًا، ولن يتم هكذا من دون سابق تصوّر وتصميم.

فهناك فريق، يضيف أبو خاطر، منطلقاته داخليّة ووطنيّة، مقابل فريق آخر يدخل ضمن مشروع أممي يمتد إلى خارج لبنان، والأمر يحتاج وقتًا طويلًا للتقارب بين الفريقين.

حول هذا الموضوع، يقول هاشم: "حاول البعض أن يفتح الباب بين الفريقين، إنما تقليص المسافات أو اختصارها يحتاجان نقاشًا، ولكن قد تكون قد أعطيت الإشارة لفتح الباب وإعطاء المناخ الإيجابي للتوصل إلى الحوار بين الفريقين.

يضيف: "أعتقد إذا كان ضمن حوار مفتوح على مناقشة كل القضايا، فهذا أمر طبيعي من دون شروط، ولا يمكن لأي حوار أن يكون مشروطًا، قد نضع عنوانًا ومسارًا له، ولكن لا يمكن أن ينطلق من شروط محدّدة، بل ينطلق من النوايا ومن التوجهات العامة".

قبول الآخر
هل تقارب القوات وحزب الله مبنيّ على سياسة قبول الآخر وعدم إلغائه؟ يجيب أبو خاطر: "نأمل أن تكون الأمور بهذا الشكل، إذا كانت النيات طبعًا صافية".

حول هذا الموضوع، يقول هاشم : "عندما ننطلق من المصلحة الوطنية الحقيقية علينا ألا نقفل الأبواب أمام أي حوار مهما كانت التباينات والخلافات في وجهات النظر، وما يجمعنا أكبر مما يفرقنا، إذ يجمعنا الإطار الوطني العام، وهذا الأمر يستدعي إبقاء أبواب الحوار مفتوحة، وعندما تكون هناك حوارات، لا يعني أننا انغمسنا في بوتقة الرأي الواحد، لأن أهميّة لبنان اليوم هي في تنوّع الآراء والأفكار والانتماءات السياسيّة من ضمن الإطار الوطني العام.


&