شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في برقية وجّهها إلى القمة الثلاثين لجامعة الدول العربية الملتئمة في تونس، أمس، على ضرورة إطلاق العملية السياسية في سوريا، والمباشرة بحل المشاكل الإنسانية الملحّّة فيها.

إيلاف: تعليقًا على الرسالة اعتبر فاتح حسون القيادي في الجيش السوري الحر في حديث مع "إيلاف" أن روسيا بصفتها وريثة الاتحاد السوفياتي السابق، القوة العظمى التي كانت تواجه الولايات المتحدة، تحاول أن تظهر نفسها "أنها ما زالت دولة عظمى تستطيع أن تكون في الاتجاه الآخر في مواجهة الولايات المتحدة وتحالفاتها وشراكاتها بين الدول"، وهي تستغل الإجماع العربي الرافض لسياسات واشنطن في المنطقة بما يتعلق بالجولان والقدس المحتلين لتسويق نفسها عوضًا من أميركا، حتى إنها تدّعي، في مضمون رسالتها، أنها ممكن أن تتدخل عسكريًا في كثير من الدول العربية التي تشهد نزاعات مسلحة أو يمكن أن تشهدها لاحقًا بسبب المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، وضربت مثالًا سيئًا ينسف ما تدّعيه من جذوره، وهو تدخلها في الملف السوري".

تدخل روسيا&
قال حسون "حقيقة لم يكن تدخل روسيا في سوريا إلا تكريسًا لإجرام نظام بشار الأسد وأعوانه، واستخدام القوة المفرطة الناتجة منها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، على عكس ما تدّعيه، فهي لم تساعد على القضاء على الاٍرهاب، كما تقول، بل أجّجته في سوريا ودعمته ووقفت إلى جانبه.&

في المحصلة تحاول روسيا أن تكون جسرًا بين نظام بشار المجرم والجامعة العربية، بعدما نسفت قناعات الدول العربية بعدم إمكانية إصلاح هذا النظام كل محاولات إعادته إلى الجامعة العربية، وهذا لن يتحقق لها.

كما أضاف إنها "تريد أن تكون وسيطًا دوليًا محايدًا لحل القضية الفلسطينية بدلًا من أميركا، التي انحازت إلى إسرائيل، وكذلك لن يتحقق لها هذا، فروسيا ذات اقتصاد متواضع مثقل بالعقوبات الأميركية، وذات نهج سيئ في الملف السوري، مهما حاولت أن تظهر قدراتها بالأقوال، فإن هشاشة هذه القدرات تظهر بوضوح في الأفعال".

رسالة بوتين&
هذا وأعرب بوتين في برقيته للقمة العربية، وفق وسائل الإعلام الروسية، عن استعداد روسيا لتعزيز الشراكات مع بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لافتًا إلى أن العديد من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يشهد&نزاعات مسلحة وتفاقمًا للتهديد الإرهابي وللمشاكل الاجتماعية والاقتصادية".

أضاف بوتين: "روسيا تنطلق من ضرورة تسوية الأزمات في المنطقة بالطرق السياسية الدبلوماسية، واستنادًا إلى القانون الدولي ومبادئ احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها"، ورأى أن "هذا ينسحب بالكامل على سوريا، حيث تتعرّض قوى الإرهاب لضربات ساحقة، ولحدّ كبير بفضل الجهود الروسية"، على حد تعبيره.

ولفت بوتين إلى أن من أهم الشروط اللازمة لاستتباب الوضع بشكل مستدام في المنطقة، تسوية الصراع العربي الإسرائيلي، بما يكفل حلًا عادلًا للقضية الفلسطينية.

جدد الرئيس الروسي التأكيد على تمسك بلاده بـ"المبادرات التي طرحتها للشرق الأوسط، والتي تهدف إلى تشكيل تحالف واسع لمكافحة الإرهاب برعاية أممية، وصياغة تدابير جماعية للأمن في الخليج"، معربًا، بهذه المناسبة، عن استعداد روسيا لتعزيز الشراكات مع دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في جميع المجالات".
&