بعد قمة تونس يرى المعنيون أن لبنان مهدَّد بأن يدفع ثمن الصفقة توطينًا للفلسطينيين، إلى جانب جحافل النازحين السوريين، فهل بات التوطين أمرًا واقعًا في لبنان؟.

إيلاف من بيروت: بعد القمة العربية في تونس يعتبر المحللون أن الصفقة باتت جاهزة، وموعد إعلانها الرسمي ليس بتوقيت العرب، وإنما بتوقيت واشنطن وتل أبيب.

هذه الصفقة، بحسب المعنيين، لن يسلم أحد منها، وكل دول المنطقة ستدفع الثمن، من مصر إلى الأردن إلى سوريا وصولًا إلى لبنان المهدَّد بأن يدفع ثمن الصفقة توطينًا للفلسطينيين، إلى جانب جحافل النازحين السوريين، وهنا يكمن السم في الجسم اللبناني.

الإدارة الأميركية
الوزير السابق سجعان قزي يؤكد في حديثه لـ"إيلاف" أنه "من الخطأ تحميل الإدارة الأميركية، وتحديدًا إدارة دونالد ترمب، مسؤولية توطين الفلسطينيين، فكل الإدارات الأميركية منذ عام 1949 وحتى اليوم متواطئة مع إسرائيل في عدم تنفيذ قرار حق العودة لفلسطينيي الشتات، وإذا كان ترمب صرّح في السابق بأن عودة الفلسطينيين مستحيلة، وأنه يقترح إبقاءهم في دول اللجوء، فيستحق الشكر، لأنه للمرة الأولى يصرّح عن حقيقة الموقف الأميركي، في حين أن الإدارات السابقة تعلن رفضها للتوطين، وتعمل له، وليس المهم ما هو الموقف الأميركي أو سواه من قضية توطين اللاجئين، إنما المهم هو الموقف اللبناني، فالملاحظ إن لناحية قضية اللاجئين الفلسطينيين أو النازحين السوريين، بأن الدولة اللبنانية بالتكافل والتضامن بين كل مؤسساتها صارت تتذرع بمشروع التوطين الخارجي للفلسطينيين والسوريين لكي تبرر عجزها، عن معالجة هذين الملفين الاستراتيجيين".

يدعو قزي الدولة اللبنانية والجهات المختصة الرسمية إلى "تغيير نهجها في ما خص هذين الموضوعين "ليس علينا أن نسأل ماذا يريد الآخرون، فلتبادر وتطرح مشروعًا تنفيذيًا لا إعلاميًا، فيهرول حينئذ المجتمع الدولي لمعالجة موضوع اللاجئين".

ويعتبر قزي أن "الدولة اللبنانية على حق في رفضها مشاريع الخارج"، ويشدد على "أهمية قيامها بمبادرات تنفيذية، حيث لن يتحمل المجتمع الدولي موضوع معالجة اللجوء في لبنان".&

أضاف "هناك مشروع قديم بالنسبة إلى اللاجئين الفلسطينيين يقضي بإعادة انتشارهم على الدول العربية، وغيرها إن شاءت، فلا يتحمل لبنان، وهو البلد الأصغر، المسؤولية الأكبر عن هذا العدد الهائل من اللاجئين، وهو نصف مليون فلسطيني، وليس 180 ألف لاجئ.

النازحون السوريون
كما تطرق قزي إلى مسألة النازحين السوريين، يشدد على "وجوب مبادرة الدولة اللبنانية إلى تنظيم قوافل عودتهم بالآلاف، وليس بالعشرات، وأن تدفع بهم إلى الحدود السورية، ولا أعتقد أن النظام السوري، أكان ديموقراطيًا أو ديكتاتوريًا، أكان عادلًا أم ظالمًا، يستطيع اليوم أن يرفض عودة أبناء سوريا إلى بلادهم، وكفانا قولًا إن أميركا تريد التوطين، وإن الأمم المتحدة تريد دمج النازحين، بل يجب أن ننتقل من رد الفعل إلى الفعل التاريخي لإنقاذ لبنان".

لن يحصل
الوزير سليم جريصاتي يؤكد من جهته أن التوطين لن يحصل لأي نازح في لبنان، داعيًا الدول الأخرى المعنية بشأن النازحين إلى أن "تتخذ موقفًا يلائم سيادتها".