طرابلس: تظاهر بضع عشرات من الليبيين في طرابلس الجمعة، يرتدي العديد منهم سترات صفراء، تنديدًا بالهجوم العسكري الذي تشنه قوات المشير خليفة حفتر وفرنسا التي يتهمونها بدعمه.

إيلاف: في ساحة الجزائر في وسط طرابلس، رفع المتظاهرون أعلامًا ليبية. وكما فعلوا الثلاثاء، تجمع أنصار حكومة الوفاق الوطني، التي يقودها فايز السراج، والمعترف بها دوليًا، ليعبّروا عن معارضتهم للمشير حفتر الرجل القوي في الشرق الليبي.

في العلن عكس الخفاء
وكان حفتر أطلق في الرابع من إبريل هجومًا على طرابلس. ويشهد جنوب العاصمة الليبية اشتباكات عنيفة منذ ذلك الحين بين قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًا و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر.

شارك عدد كبير من المتظاهرين في التجمع. وقد ارتدى مئات منهم سترات صفراء تشكل رمزًا لحركة الاحتجاج التي تشهدها فرنسا منذ منتصف نوفمبر ضد حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها بالفرنسية "على فرنسا وقف دعم المتمرد حفتر في ليبيا"، أو "فرنسا توفّر السلاح للمتمردين من أجل النفط"، و"فاجأنا موقف فرنسا من هجوم طرابلس"، و"نحتاج أبناءنا لبناء البلاد".

قال شاب من المتظاهرين يُدعى حيفا فرجاني (23 عامًا): "يجب أن توقف الدول الأخرى تدخلها في الشؤون الليبية، مثل فرنسا، التي تقول في العلن إنها بلد صديق، لكنها تدعم في الخفاء الذين يهاجمون مدينتنا". وكانت تظاهرة منددة بهجوم حفتر أطلقت الجمعة الماضي شعارات ضد الحكومة الفرنسية.

حسابات وتصفيات حسابات
دانت حكومة الوفاق الوطني التأييد الضمني من قبل فرنسا للمشير حفتر. واتهم وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني فتحي باشاغا الخميس باريس علنًا بدعم "المجرم حفتر".

وردت السلطات الفرنسية على الفور قائلة إنها اتهامات "لا أساس لها"، ومؤكدة أنها تدعم "حكومة رئيس الوزراء فايز السراج الشرعية ووساطة الأمم المتحدة لحل سياسي شامل في ليبيا".

في الثامن من إبريل، أشار مصدر دبلوماسي فرنسي إلى أنّه ليست لباريس أي "خطة خفية" في خدمة حفتر، وهي "لن تعترف بأي شرعية" له إذا سيطر على طرابلس بالسلاح. من جانبهم، يتهم الموالون لحكومة الوفاق باريس بمنع صدور قرارات تدين الهجوم في مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي.

شطب صور ودهسها
وفي تغريدة باللغة العربية الجمعة، ذكرت سفارة فرنسا في ليبيا بأن باريس "أعلنت معارضتها للهجوم الحالي، وتدعو مجددًا إلى الوقف السريع لإطلاق النار"، وإلى "العودة من دون تأخير إلى طاولة الحوار بهدف إطلاق عملية سياسية ذات مصداقية تتم تحت إشراف الأمم المتحدة". لكن المتظاهرين لم يقتنعوا بذلك.

رفع بعضهم صورًا، قد شطبت بصليب أحمر، للرئيس ماكرون والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اللذين يدعمان حفتر علنًا.
وداس المتظاهرون على بعض هذه الملصقات التي كانت على الأرض.

قال بلعيد فرجاني والد حيفا إن "ليبيا أصبحت رهينة الحسابات وتصفيات الحسابات بين دول أخرى، ونحن ندفع ثمن خلافاتهم".

من جهته، قال متظاهر آخر جلال علي بريبش "نرفض أن يتم استهداف المدنيين بالقنابل والصواريخ العشوائية"، مؤكدًا في تكرار لخطاب حكومة الوفاق الوطني، أن المشير حفتر "مجرم حرب".

ودعا المتظاهرون إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدول التي "تدعم هجوم" حفتر، مشيرين إلى أن دعم الدول لحفتر "يمكن أن يُعدّ إعلان حرب" ضد ليبيا.