كشف تقرير صحافي نشر في لندن، أن أجهزة الاستخبارات البريطانية تلقت معلومات بشأن مخططات لتنظيم "داعش"، بهدف تنفيذ هجمات في بريطانيا وأوروبا عبر ما يعرف باسم "خلايا التماسيح" على غرار خلايا "الذئاب المنفردة".
وقال التقرير الذي نشرته صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية، يوم الأحد، إن الاستخبارات البريطانية تدرس خطط هذه الخلايا التي تتكون من "عناصر نائمة" تتبع التنظيم الإرهابي، وتنفذ أوامره.
وكانت الصحيفة اللندنية تفردت بتقرير في مارس الماضي بنشر وثائق حصلت عليها أن التنظيم الإرهابي تبنى استراتيجية جديدة لاستهداف الغرب أطلق عليها اسم "خلايا التماسيح"، وذلك غداة إعلان قوات سوريا الديموقراطية عن نهاية دولة داعش المزعومة.
وتأتي التحقيقات البريطانية الجديدة، حسب (صنداي تايمز) عقب الكشف عن أن قائد الجماعة المتطرفة التي نفذت الهجوم الدامي في سريلانكا مؤخرا، قد عمل بناء على أوامر تلقاها من إرهابيين بريطانيين متواجدين في سوريا، بمن فيهم الداعشي المعروف باسم جون.
عبداللطيف جميل
ويعتقد مسؤولو الاستخبارات البريطانية أن الانتحاري عبد اللطيف جميل محمد قد تدرب في سوريا على أيدي إرهابيين بريطانيين، وأرسل إلى سريلانكا لتنفيذ مهمته التي كانت واحدة من هجمات طالت كنائس وفنادق، وأسفرت عن سقوط 360 قتيلا، بينهم 8 بريطانيين.
وتقول الصحيفة إن مسؤولي الشرطة البريطانية دعوا العاملين في المساجد والكنائس ببريطانيا للحصول على تدريبات تتعلق بمكافحة الأعمال الإرهابية، تحسبا لأي هجمات قد تقع.
ويخشى خبراء أمنيون من وقوع حوادث كالتي هزت سريلانكا، بعد أن غير "داعش" من استراتيجيته الإرهابية إثر هزيمته في كل من سوريا والعراق، وتحوله للاعتماد على المنتسبين المتواجدين في خلايا منتشرة في دول العالم.
تقرير مارس
وفي تقريرها الذي نشرته (صنداي تايمز) في مارس الماضي لمراسلتها في شمال سوريا لويز كالاهان قالت إن "داعش" يخطط لهجمات جديدة في أوروبا، ودعم عناصره الموجودين بالفعل هناك، مشيرة استنادا للوثائق التي حصلت عليها إلى أنه زرع خلايا نائمة أطلق عليها التنظيم اسم "خلايا التماسيح"، عبر أجزاء من سوريا وشكل فرق اغتيالات لاستهداف أعدائه.
قرص مدمج
وأشارت الصحيفة إلى أن الوثائق كانت محفوظة على قرص مدمج سقط خلال تبادل لإطلاق النار بين خلية نائمة لداعش والقوات المحلية قبل شهر في منطقة صحراوية محررة شمال شرق سوريا.
وأوضحت أن القرص الصلب يحتوي على مستندات تضم مئات من أسماء عناصر التنظيم وميزانياتهم ومراسلاتهم، مرجحة أن ما يدعم صحة الملفات هو تفاصيلها، وهي سمة مميزة للنظام البيروقراطي في قلب التنظيم الإرهابي.
وفي رسالة مكتوبة في يناير 2019، موجهة إلى زعيم محلي للتنظيم في سوريا، يحدد أحد القياديين البارزين الذي يطلق على نفسه اسم أبو طاهر الطاجيكي خطة لمساعدة أعضاء داعش في أوروبا على شن هجمات، وإحضار عناصر داعش من الخارج إلى سوريا.
عمليات خارجية
وتقول الرسالة المكتوبة بصيغة الغائب: "الأخ (الطاجيكي) لديه أفراد ويريدون العمل في مناطق خارج تكاليف الولايات البعيدة، فلا مانع لدينا من أن يتواصل معهم وينفذوا العمليات".
وتشير الرسالة إلى طلب الإذن لتأسيس مكتب للعلاقات الخارجية لإدارة العمليات في أوروبا وغيرها من المناطق، وتضيف الرسالة: "قبل أن ينفذوا العمليات يرسلون لنا الأهداف إن كان التواصل آمنا، وإلا فلينفذوا. ولن نقصر معهم بما يحتاجون لمن أراد ذلك، ولكن الأمر يحتاج إلى واقعية ومصداقية".

ولفتت الصحيفة إلى أن "الطاجيكي" كان يعتزم تقديم خططه إلى لجنة أرسلها زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، لكن تم تأجيل الاجتماع بعد مقتل أحد الوسطاء، حيث يسأل في الرسالة، عن فرصة أخرى لتقديم الاقتراح.
البغدادي
ووفقا للصحيفة، يُعتقد أن البغدادي يقبع في مخبأ صحراوي سري مع "كبار أمرائه"، وليس في معقل "داعش" الأخير في قرية الباغوز، التي كانت مسرحاً للقتال العنيف في الأسابيع الأخيرة، والتي سقطت على يد قوات الأكراد المدعومين من الغرب.
وفي رسالتين أخريين تم إرسالهما إلى قادة "داعش" في العراق وسوريا من الكاتب نفسه، الذي على الرغم من أن اسمه يبدو أنه عراقي وليس طاجيكيا، يقدم أوراق اعتماده قائلا: إنه أصيب في اليد اليمنى والساق اليمنى ثم ساقيه، وتعهد بالولاء لداعش في عام 2013، ثم يقدم نفسه ورجاله.
وكتب في الرسالة: "نرسل لك، اقتراحنا، وهو إنشاء خلايا تماسيح"، مستخدما تعبيرا لا يستخدمه "داعش" على نطاق واسع ويبدو أنه يشير إلى قتلة يتوارون عن الأنظار تحت السطح، حيث يضيف: "سوف يقتصر عملهم على قتل أعداء الله وأخذ أموالهم وإرسالها إليك- إذا كنت تريد ذلك".
ولفتت الصحيفة إلى أن لديهم بالفعل طاقما جاهزا للعمل، بما في ذلك الفنيون والمتسللون عبر الإنترنت وليست لديهم أية أموال أو أسلحة.
ميزانية&
ووفقا للصحيفة، يظهر جدول بيانات ميزانية التنظيم لمجموعة تضم 65 مسلحا في دير الزور أنهم يدفعون 35 دولارًا شهريا، وتحصل زوجاتهم على المبلغ نفسه، بينما تحصل الأسر على 25 دولارا شهريا لكل طفل، ويتقاضى أحد المسلحين، الذي لديه 4 زوجات و10 أطفال، 425 دولارا شهريا، بينما تتقاضى زوجة أخرى 70 دولارا.
ورجحت الصحيفة أن دقة حفظ السجلات والتوافر الثابت للأموال حتى عندما كانت قوات التحالف تقصف "داعش" يعدان مؤشرا على أن التنظيم كان مستعدا تماما للهزيمة.
واختتمت بالإشارة إلى أن أحد تقارير الميزانية ربما يعطي فكرة عن سبل بقاء التنظيم، حيث يتم تخصيص 5 آلاف دولار للعمل السري، فيما تشير وثائق أخرى إلى أن أعضاء خلايا "داعش" النائمة يحاولون إنشاء شركات خاصة؛ لا سيما بشراء الناقلات وتجارة النفط لاستخدامها من أجل مراقبة أجزاء من الصحراء والسيطرة عليها.