لأول مرة، نشرت مجلة سبورتس إلاسترايتيد الرياضية الأميركية على غلافها صورة عارضة أزياء مسلمة ترتدي لباس السباحة الشرعي "البوركيني"، ما أثار جدلًا عل وسائل التواصل الاجتماعي.

إيلاف من بيروت: حليمة آدن، عارضة الأزياء الأميركية من أصول صومالية، هي أول امرأة مسلمة تظهر في مجلة "سبورتس إلاسترايتيد" (Sports Illustrated) الرياضية مرتدية ثوب السباحة الإسلامي أو ما يسمى "البوركيني"، بعدما ظهرت صورة آدن في إصدار المجلة السنوي الخاص بثياب البحر، بحسب تقرير نشره موقع بي بي سي.

مع وضد

بحسب التقرير، قالت آدن: "ينبغي أن تجد الفتيات اللاتي يرتدين الحجاب نساء يتطلعن إليهن في جميع المجالات".

أضافت: "نرى الآن نساء يعملن في السياسة، وسيدات أعمال، ومراسلات تلفزيون، وغيرهن ممن حققن نجاحًا في مجالات مختلفة، يرتدين الحجاب وهن يقمن بأدوار بارزة، وهذه هي الرسالة التي نحتاج إلى نشرها".

تابعت: "كانت الاستجابة مذهلة، وتشرفت جدًا بأن اتخذت مجلة سبورتس إلاسترايتيد هذه الخطوة".

وتُعد مجلة "سبورتس إلاسترايتيد"، التي نشرت من قبل صور غلاف لتايرا بانكس وبيونسيه، من المجلات التي يمثل الرجال أغلبية قرائها. وكانت هناك ردود فعل متباينة لنشر صورة العارضة بالبوركيني.

قال أحد المغردين على موقع توتير: "إذا كنت ترتدين الحجاب وتغطين بشرتك - بدافع الدين أو الحشمة - فهذا يتعارض تمامًا مع صورة في وضع جذاب جنسيًا".

علق آخر قائلًا: "كنت سأتفهم ذلك إذا نشرت الصورة في دليل مصور لعرض ثياب السباحة النسائية، لكن في مجلة تستهدف الرجال بالأساس، أرى أن ذلك يضيع الغرض من الحجاب".

في المقابل، أثار غلاف المجلة ردود فعل أكثر إيجابية على موقع انستغرام. فقال أحد مستخدمي الموقع: "يذهلني في كل عام الجهد الكبير الذي يبذل في العدد من أجل إرضاء أغلب القراء".

وقال آخر : "تجاوزي الحواجز يا فتاتي".

حق طبيعي

نشأت حليمة في مخيم للاجئين في كينيا، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة وهي في السابعة من عمرها، وارتدت الحجاب بعد فترة وجيزة. وهي وصفت حجابها بأنه تاجها، في لقاء أجرته معها بي بي سي في عام 2017، كما شرحت كيف يستجيب المصممون لحق المرأة في الاختيار، قائلة: "فاجئني عدم وجود عارضات أزياء محجبات، لا بد من أن يكون هذا طبيعيًا، وينبغي ألا يكون هناك فرق بينهن وبين باقي العارضات".

في العام نفسه، كانت آدن العارضة المحجبة الأولى التي تظهر على غلاف مجلة "ألور" المعروفة في الولايات المتحدة. وقالت ميشيل لي، رئيسة تحرير المجلة، لبي بي سي إن المجلة فخورة جدا بحليمة التي ظهرت على غلاف عدد يوليو 2017.

أضافت: "كانت الولايات المتحدة ولا تزال بوتقة الانصهار، وصورة الجمال الأميركي أضحت متنوعة جدًا اليوم. ولحليمة قصة مذهلة".

صممت أهيدا زانيتي، وهي أسترالية مسلمة، بوركيني حليمة. قالت زانيتي إنها استهدفت من هذا الثوب أن تسمح للنساء المسلمات بالمشاركة في حياة الشواطئ.

أضافت: "أردت أن أربي بناتي على حرية الاختيار".

ما زال البوركيني مثار جدل، خصوصًا في فرنسا، حيث تقترح السلطات في بعض المدن الفرنسية فرض حظر على ارتدائه، مبررة ذلك بأنه يتنافى مع قوانين العلمانية.

علقت زانيتي على ذلك بالقول: "ما الذي يحاولون التحكم فيه؟ لماذا لا يمنحونهن الحق في الخروج وممارسة حياتهن بأسلوب طبيعي".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "بي بي سي". الأصل منشور على الرابط:

http://www.bbc.com/arabic/art-and-culture-48100893