غزة: أطلقت عشرات الصواريخ من قطاع غزة السبت باتجاه إسرائيل التي ردت بغارات جوية وقصف مدفعي أوقعا&قتيلاً فلسطينياً وعدداً من الجرحى، في تصعيد جديد يهدّد التهدئة الهشّة بين الجانبين.

ويأتي التصعيد في حين تسعى حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة للحصول على تنازلات إضافية من إسرائيل في إطار وقف إطلاق النار.

وأعلنت إسرائيل أن نحو 200 صاروخ أطلقت من غزة حتى وقت متأخر من بعد ظهر السبت، باتجاه الدولة العبرية التي اعترضت دفاعاتها الجوية العشرات منها.&

وأكدت مصادر فلسطينية حصول القصف.

وأفادت الشرطة الإسرائيلية عن إصابة امرأة بجروح خطيرة جراء سقوط قذيفة في مدينة كريات جات، على بعد عشرين كيلومتراً من حدود قطاع غزة.

وقالت الشرطة إن رجلاً أدخل إلى المستشفى في مدينة عسقلان القريبة من الحدود مع غزة، وتحدثت عن إصابات أخرى من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وألحقت أضرار بمنزل قرب عسقلان وسقطت قذائف أخرى في أراض خلاء.

وأكّد الجيش الإسرائيلي أنه ردّ فوراً بغارة جوية استهدفت قاذفتي صواريخ في غزة، بينما قصفت دباباته وطائراته في وقت لاحق حوالى ثلاثين موقعاً عسكرياً تابعاً لحركة حماس الإسلامية وحركة الجهاد الإسلامي.

وقالت مصادر أمنية في غزة أن ثلاثة "مقاومين" أصيبوا بجروح وأن الطائرات الإسرائيلية استهدفت على الأقل ثلاث مناطق في القطاع، ومواقع عسكرية &وأراضيَ&زراعية ومنزلين.

وأكدت وزارة الصحة في غزة مقتل عماد محمد نصير (22 عاما)، كما أفاد مصدر طبي عن إصابة 11 شخصاً.

وأجرى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو مشاورات مع قادة أمنيين.&

بدورها، شددت حركة الجهاد الإسلامي الحليفة لحماس على أن "المقاومة تقوم بواجبها ودورها في حماية الشعب الفلسطيني والذود عنه ومستعدة للاستمرار في الرد والتصدي للعدوان إلى أبعد مدى (مكانا وزمانا)".

كما قال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم إن "هذا ليس فقط حق المقاومة في الدفاع عن شعبها... هذا واجبها المقدس في مقابل جرائم الاحتلال وحصاره".

وبدا بيان حركة الجهاد الإسلامي وتصريح الناطق باسم حماس بمثابة تبنٍ من الحركتين لعملية إطلاق الصواريخ.

ووزع الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي شريطاً مصوراً يظهر فيه مقاتلون يحملون قذائف ويهددون مواقع إسرائيلية رئيسية، بينها مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب.

وقال مصدر في الحركة إن مصر تبذل مساعيَ لتهدئة الوضع، مثلما فعلت في الماضي.

وأعلنت إسرائيل بعد ظهر السبت أنها بصدد إغلاق معابر البضائع والأفراد مع قطاع غزة وكذلك منطقة الصيد البحري حتى إشعار آخر، رداً على إطلاق صواريخ من القطاع المحاصر.

زيارة إلى القاهرة

ويأتي التصعيد في أعقاب اشتباكات وقعت الجمعة اعتبرت الأعنف منذ أسابيع بين الطرفين.&

وقتل أربعة فلسطينيين، اثنان منهم في غارة جوية شنها الطيران الإسرائيلي على موقع لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وسط قطاع غزة الجمعة، بعد إصابة جنديين إسرائيليين خلال اشتباكات اندلعت أثناء تظاهرات أسبوعية عند الحدود بين القطاع وإسرائيل.

وخاضت إسرائيل وحماس منذ 2008 ثلاث حروب، بينما تسري مخاوف من اندلاع حرب رابعة.&

وساهم اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس رعته مصر والأمم المتحدة في تهدئة نسبية تزامنا مع الانتخابات التشريعية في إسرائيل في التاسع من ابريل.&

لكن إسرائيل &قلّصت الثلاثاء المنطقة التي تسمح لصيادي السمك قبالة شواطئ قطاع غزة المحاصر بالتحرك في إطارها، رداً على إطلاق قذيفة صاروخية من القطاع باتجاه الدولة العبرية.&

وسقطت القذيفة في البحر الأبيض المتوسط على بعد بضعة كيلومترات قبالة السواحل الإسرائيلية. وحمّل مصدر في الجيش الإسرائيلي حركة الجهاد الإسلامي مسؤولية إطلاق القذيفة من شمال غزة.

والخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي أن مقاتلاته قصفت مجمعا عسكريا تابعا لحماس بعدما أُطلقت بالونات محملة بمواد قابلة للانفجار عبر الحدود.&

وكثيرا ما يعلّق الفلسطينيون في غزة قنابل حارقة ببالونات ويطلقونها عبر الحدود في مسعى لإلحاق الأضرار بممتلكات إسرائيلية إذ تمكنوا في الماضي من إضرام النيران في مناطق زراعية واسعة في الجانب الاخر من الحدود.&

وبعد غارة الخميس، أفاد الجيش الإسرائيلي أن صاروخين أطلقا من غزة باتجاه إسرائيل ما تسبب بإطلاق صفارات الإنذار في مناطق بالجنوب.&

وفي مسعى لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار، غادر وفد من حماس بقيادة رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار القطاع متوجها إلى القاهرة الخميس لاجراء محادثات مع مسؤولين مصريين بشأن الهدنة.&

وسمحت إسرائيل بموجب اتفاق وقف إطلاق النار لقطر بتقديم مساعدات بملايين الدولارات إلى القطاع لدفع الرواتب وتمويل عمليات شراء الوقود للتخفيف من حدة أزمة الكهرباء.&

الحكومة ويوروفيجن

وقد يسهم عاملان في دفع إسرائيل للعمل على تهدئة الوضع سريعاً. فنتانياهو يخوض مفاوضات شائكة لتشكيل حكومته الجديدة بعد انتخابات ابريل، في حين تستعد إسرائيل لتنظيم مسابقة يوروفيجن الغنائية في تل أبيب بين 14 و18 مايو.

وتحتفل إسرائيل أيضاً الخميس باستقلالها. ومن جهة غزة، يبدأ الأسبوع القادم شهر رمضان.

ونظّم الفلسطينيون تظاهرات متكررة تخللتها مواجهات على طول الحدود بين غزة وإسرائيل على مدى أكثر من عام، مطالبين إسرائيل بتخفيف الحصار الذي تفرضه على القطاع.&

وقُتل 270 فلسطينيا على الأقل بنيران القوات الإسرائيلية منذ اندلعت التظاهرات التي عرفت ب"مسيرات العودة" في 30 مارس 2018، معظمهم عند الحدود. وقتل جنديان إسرائيليان خلال الفترة ذاتها.&

وتتهم إسرائيل حركة حماس باستخدام التظاهرات كغطاء لتنفيذ هجمات ضدها، وتعتبر طريقة ردّها ضرورية للدفاع عن حدودها وصد محاولات التسلل.&

وتوصلت نتائج تحقيق أممي صدر في نهاية فبراير إلى أن إسرائيل قد تكون ارتكبت جرائم ضد الإنسانية في ردّها على التظاهرات التي خرجت عند الحدود مشيرة إلى أن القنّاصين الإسرائيليين أطلقوا النار "عمدا" على مدنيين بينهم أطفال وصحافيون ومقعدون.&

وبينما رفضت إسرائيل نتائج التقرير، دعت حماس إلى محاسبة الدولة العبرية.&