يتحدث سياسيون لبنانيون عن معنى شهر رمضان المبارك، من خلال أمنيات يحملونها على الصعيدين الوطني والشخصي، وتمنوا العودة إلى الأصول والمبادىء الدينية خلال هذا الشهر الفضيل.

بيروت: حلّ شهر رمضان المبارك هذا العام على لبنان، فأي أمنيات خلال هذا الشهر الفضيل يحملها السياسيون على الصعيدين الوطني والشخصي؟

شهر الرحمة

يقول النائب السابق مصطفى علوش لـ"إيلاف" إن شهر رمضان هو أجمل أشهر السنة في مدينة طرابلس بالذات، وتتغير الحياة بشكل أساسي فيها، وكذلك العادات، وتصبح الأمور اكثر حميمية، ويأخذ الطعام بعدًا أبعد بكثير من معناه، من خلال جمع الأصحاب والأقرباء، لذلك هذا الشهر قد يكون الأجمل خلال السنة في طرابلس، وقد يكون شهرًا للرحمة والمغفرة للكثير من اللبنانيين.

القيم والأخلاق

النائب السابق اسماعيل سكرية يعتبر في حديثه لـ"إيلاف" أن رمضان "هو شهر العودة إلى الأصول برسالة الدين والمبادىء والقيم والأخلاق، وهذا ابتعدنا عنه كثيرًا في لبنان، وفقد رمضان الكثير من معانيه وتحول إلى فلكلور، ومجرد واجبات، وابتعد عن رسالته الأصلية وجوهره الحقيقي".

الأمنيات

خلال هذا الشهر المبارك، ما هي الأمنيات على الصعيدين الشخصي والوطني؟ يؤكد علوش أن السلام والاستقرار والأمن هي مطالب أساسية، والعودة إلى البلد الذي حلمنا به، والذي رغبنا بأن نتركه إلى أبنائنا.

هل يجب أن يشكل رمضان في لبنان دعوة للتهدئة والتسامح؟ يعتبر علوش أن كل الأيام يجب أن تكون كذلك وليس شهر رمضان حصريًا، ولكن بالتأكيد بدل الغضب وردات الفعل الذاهبة إلى المزيد من العنف على الأرض قد يكون هذا الشهر مدخلاً للتسامح والغفران.

عن الخطاب السياسي الذي يجب أن يكون أكثر عقلانية خلال هذا الشهر الفضيل، يقول علوش إن الخطاب السياسي المرتبط بأمور تتعلق بالوضع القائم من الاستحالة أن تكون&هناك إمكانية لعقلنته، والقضية لا تتعلق بالخيارات على الرغم من كون رمضان شهر التسامح والغفران، لذلك الحديث عن التسامح في هذا الوقت وتحسين نوعية الخطاب السياسي، فكأننا نتحدث عن الحكمة والعقل في مستشفى المجانين.

أما سكرية فيعتبر أن إيمانه اليوم بأن أي إصلاح في لبنان لا يبدأ إلا من الفرد، فقد "شبعنا خطابات وتنظيرات ومهرجانات ومناظرات، كلها أمور لا تؤدي إلى شيء، لأننا ابتعدنا عن المنطلقات الأخلاقية حتى في العامل&السياسي والاجتماعي، نتمنى أن يرجع الجميع إلى ضمائرهم، ودينهم، محاولين&أن يسألوا أنفسهم كيف يطبقون فعليًا رمضان الحقيقي في حياتهم".

ويلفت سكرية إلى أن الخطاب السياسي في رمضان يجب أن يكون أكثر عقلانية، وهي دعوة لا أحد يسمعها، على حد&تعبيره.

تفعيل الحوارات

هل يجب تفعيل الحوارات أكثر بين الفرقاء خلال هذا الشهر الفضيل في لبنان؟

يجيب علوش أن الحوارات بمجملها لن تؤدي إلى أي تغيير، فالأمور تديرها الآن اللعبة السياسية، والعنف أيضًا، والحوار بين اللبنانيين مهما كانت النيات صافية، لن يوصل إلى شيء في الوقت الحالي لأن الكل متمرس وراء الوضع الإقليمي، لذلك فإن الحوار سينفع بالتأكيد عندما تصل الأمور الإقليمية إلى خواتيمها.

يؤكد سكرية أن تفعيل الحوارات يجب أن يتم في شهر رمضان وفي كل أشهر السنة، لأن بالحوار وحده يمكن تهدئة الأوضاع في لبنان والمضي نحو بلد أكثر حضارة وأكثر قابلية للحوار والتفاعل والانفتاح على الفريق الآخر المختلف سياسيًا عنا.