فجّر انتخاب محافظ جديد لنينوى العراقية الشمالية موالٍ&لتنظيم تابع لإيران، أكبر تحالف سني عراقي، حيث تشرذم عبر اتهامات وطرد أعضاء بارزين وانشطار&وانقسامات تهدد بإقالة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.

إيلاف: بعد تحدي الحكومة المحلية لمحافظة نينوى للبرلمان والقضاء، اللذين قررا وقف عملية انتخاب المحافظ الجديد وعقد&اجتماع، تم خلاله انتخاب منصور المرعيد محافظًا جديدًا، وهو ينتمي إلى حركة العطاء، التي يقودها رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض الموالي لإيران بدعم من شخصيات سنية في تحالف المحور الوطني بزعامة رجل الأعمال الشيخ خميس الخنجر، الذي يمثل المحافظات السنية المحررة من تنظيم داعش، فقد أعلن عدد من قيادي المحور عن حله وإعادة الحياة إلى تنظيم تحالف القوى العراقية، الذي جمّد نشاطه لدى تشكيل تحالف المحور الذي تشكل من ممثلي المحافظات السنية المحررة لخوض الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في إبريل من العام الماضي، ثم انضوى بعدها إلى تحالف البناء الشيعي، الذي يضم قوى وشخصيات موالية لإيران ومرتبطة بها فكريًا وماديًا. &

حل المحور الوطني واستبعاد عدد من قيادييه
وأعلن تجمع نواب المدن والمحافظات المحررة في تحالف المحور عن حله وإعادة تشكيل تحالف القوى العراقية السني واستبعاد زعيم &المحور خميس الخنجر والقيادي فيه أحمد الجبوري.. وعقب ذلك أعلن تحالف المحورمن جهته إلغاء عضوية رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي وعدد آخر من أعضاء كتلته في التحالف وسعيه إلى مفاتحة التحالفات الأخرى بِشأن استبدال الحلبوسي من رئاسة مجلس النواب واختيار شخصية برلمانية، قال إنها أكثر اتزانًا لقيادة السلطة التشريعية.

يحتدم التنافس على منصب محافظ نينوى لأسباب سياسية وأمنية تهدف إلى سيطرة إيرانية على أكبر محافظة سنية عراقية، وأخرى مالية تتعلق بتخصيصاتها للإعمار، وما تدرّه منافذها الحدودية من أموال ضخمة واستراتيجية لموقعها الجغرافي.

انتخاب المحافظ يثير اتهامات برشى
فبعد ساعات من انتخاب عضو حركة عطاء المتحالفة مع إيران منصور المرعيد أمس محافظًا جديدًا لأكبر محافظة سنية في البلاد هي نينوى، قال رئيس كتلة الحل النيابية ضمن المحور محمد الكربولي في تغريدة على حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" وتابعتها "إيلاف" إنه حذر في وقت مبكر "من ضربة غادرة تستهدف تحالفنا السياسي من عناصر لا يكترثون إلا لمصالحهم، وان كانت تضيع في سبيلها محافظة كاملة بكل معاناة مواطنيها".

أضاف "اليوم وبعدما بيعت محافظة نينوى بتصويت فاضح لمرشح واحد بنسبة 100% فإننا وبعد التوكل على الله قررنا أن نطهر أنفسنا من العناصر الفاسدة وتشكيل تحالف القوى العراقية وحل المحور وعهدًا لن نتخلى عن أهل نينوى حتى نعيد إليهم حقوقهم".&

أحياء تحالف القوى العراقية السنية.. وقرار مضاد بإخراج الحلبوسي من المحور
وفعلًا تم الإعلان عن تحالف القوى العراقية ليضم 37 نائبًا وإخراج قادته خميس الخنجر وأحمد الجبوري أبو مازن منه، وذلك على خلفية انتخاب المحافظ الجديد، الذي قالوا إنه بمثابة بيع لأهل الموصل وتاريخها وتضحياتها.&

في هذا السياق، أيضًا قرر تحالف المحور الوطني من جهته إلغاء عضوية رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي وعدد آخر من أعضاء كتلته ضمن التحالف. وقال في وثيقـة رسمية نشرتها وسائل إعلام محلية واطلعت على نصها "إيلاف" إن "إلغاء عضوية الحلبوسي من التحالف بسبب محاولاته تشتيت التحالف وعدم التزامه بالأطر والأهداف التي تشكل التحالف لأجلها".. مؤكدًا سعيه "إلى مفاتحة التحالفات والكتل الأخرى بشأن استبدال الحلبوسي من رئاسة مجلس النواب واختيار شخصية برلمانية أكثر اتزانًا لقيادة السلطة التشريعية في المرحلة المقبلة"، على حد قوله.

قلق برلماني
من جهتهم، أكد عدد من النواب السنة قلقهم الشديد لما جرى في جلسة مجلس محافظة نينوي "المشكوك في قانونيتها والتي تمخضت عن اختيار محافظ يلبي مصالح بعض الأطراف السياسية الداخلية والخارجية على&حساب المحافظة المنكوبة"، بحسب قولهم.

وأشار النواب فلاح الزيدان ولطيف الورشان ورعد الدهلكي وانتصار الجبوري وغيداء كمبش في بيان صحافي إلى أن "أولويات المحافظات التي حررت من تنظيم داعش الإرهابي هي إعادة إعمار المدن وعودة النازحين وإعادة تشكيل الحكومات المحلية فيها من خلال إبعاد الفاسدين وكل من تورط في إدخال الإرهاب إلى تلك المدن وبإرادة وطنية بعيدة عن أي تدخلات خارجية".

وأكد النواب دعمهم لخطوة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي القيادي في تحالف المحور "بإعادة تشكيل تحالف القوى العراقية الذي استبعد الأطراف المتورطة في الفساد والإرهاب والارتماء في الحاضنة الخارجية".. وأكدوا دعمهم لتحالف القوى العراقية الذي قالوا إنه "المظلة الوطنية التي نحن جزء منها من أجل أن تكون خير ممثل للمحافظات التي عانت من وطأة الإرهاب وكي تمد الجسور مع بقية شركاء الوطن من أجل تحقيق إصلاح وبناء حقيقي يلبي مطالب كل أبناء الشعب العراقي".

إكمال تغلغل إيران في محافظة نينوى
على ضوء هذه التطورات الخطيرة التي ستكون لها تداعيات على الأوضاع في محافظة نينوى ووحدة القوى السنية العراقية، فقد اعتبر محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي أن عملية اختيار النائب منصور المرعيد محافظًا لنينوى قد "أكملت تغلغل إيران في المحافظة".

وقال النجيفي "لم نعترض على شخص المحافظ، بل على مجلس المحافظة، الذي انتهت مدته القانونية، وهو مجلس فاسد غير مؤهل لتمثيل أهالي نينوى، واعتراضنا أيضًا على الجهات التي اشترت هذا المنصب مقابل مبالغ نقدية قُدمت إلى بعض أعضاء المجلس".

أضاف النجيفي في تصرح لوكالة روسيا اليوم، وتابعتها "إيلاف"، أن "إيران دخلت إلى المحافظة، ليس الآن، بل هي التي جاءت بالمحافظ المقال نوفل العاكوب وحمته، والمجموعة المدعومة من إيران متغلغلة في الموصل، واختيار منصور المرعيد يعد إكمالًا لتلك المسيرة المدعومة من إيران، برغم أن المرعيد أفضل من العاكوب على المستوى الشخصي، لكن الجهة الداعمة هي نفسها، ولم تتغير".

كان مجلس النواب قد صوّت في 24 مارس الماضي على إقالة المحافظ السابق نوفل العاكوب ونائبيه عبد القادر سنجاري وحسن العلاف على خلفية حادثة غرق عبارة مائية في بحيرة منطقة الغابات في مدينة الموصل عاصمة المحافظة ووفاة أكثر من 200 شخص من مستقليها، وسط دعوات إلى إقالة مجلس المحافظة. وجاءت الإقالة بطلب من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي على خلفية تهم بشبهات فساد وغرق العبارة السياحية في نهر دجلة.&

&
&