القدس: تتزايد احتمالات عودة الإسرائيليين إلى مراكز الاقتراع على الرّغم من أنّ الانتخابات العامة الأخيرة أجريت الشهر الماضي، وذلك مع قرب انقضاء المهلة المعطاة لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لتشكيل ائتلاف حكومي وتعثّر مفاوضات التأليف.

ونتانياهو الذي سيواجه نكسة كبرى في حال فشله في التوصّل لاتّفاق يتيح له تشكيل ائتلاف حكومي قبل انقضاء مهلة تشكيل الحكومة التي تنتهي ليل الأربعاء، قال في الكنيست إنّه لا يزال هناك وقت لتجنّب اجراء انتخابات "غير ضرورية" جديدة.

وجاءت كلمة نتانياهو بعيد اتّخاذ البرلمان الإسرائيلي الاثنين خطوة أولى باتجاه إجراء انتخابات جديدة بموافقة النواب، في تصويت تمهيدي، على قانون حلّ الكنيست.

ويجب أن يصوّت البرلمان على هذا النصّ ثلاث مرّات إضافية كي يتم إقراره وبالتالي إجراء انتخابات جديدة.

وكان نتانياهو فشل في وقت سابق في إقناع أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرّف، بالقبول بتسوية تتيح التوصّل لاتّفاق، فيما أكّد حليفه الرئيس الأميركي دونالد ترمب دعمه لرئيس الوزراء الإسرائيلي.

وكتب ترمب، الذي يزور اليابان حالياً، على تويتر "آمل أن تسير الأمور على ما يرام بالنسبة لتشكيل ائتلاف إسرائيلي ونتمكّن أنا وبيبي (لقب نتانياهو) من مواصلة جعل التحالف بين أميركا وإسرائيل أقوى من أي وقت مضى. أمامنا الكثير لنفعله!".&

وبرفضه التنازل عن مطلب رئيسي، تسبّب وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان بفشل التسوية.

ويسعى ليبرمان إلى ضمان الموافقة على مشروع قانون يهدف إلى جعل الخدمة العسكرية إلزامية لليهود المتشدّدين أسوة بغيرهم من اليهود الإسرائيليين.

وستشكّل إعادة إجراء انتخابات جديدة بفاصل أشهر، سابقة في إسرائيل، مع ما قد يرافق ذلك من شلل سياسي مكلف وطويل.

وحمّل نتانياهو ليبرمان مسؤولية ما آلت إليه الأمور، وهو ما رفضه وزير الدفاع السابق.

وقال نتانياهو في كلمة أمام البرلمان "لا داعي لجرّ البلاد إلى انتخابات غير ضرورية ستكلّف الكثير من المال وتشلّنا جميعاً لنصف سنة أخرى".

قضية مبدأ

من جهته، قال ليبرمان إنّه قدّم تنازلات وإنّه ليس مستعداً لتقديم المزيد، مؤكّداً أنّه جاهز لخوض انتخابات جديدة إذا اقتضى الأمر.

ويشغل حزب ليبرمان "إسرائيل بيتنا" خمسة مقاعد في البرلمان يحتاج إليها نتانياهو لتشكيل ائتلاف حكومي.

وقال ليبرمان للصحافيين "إنها مسألة مبدأ"، واصفاً عدم قدرة نتانياهو على تشكيل حكومة بأنّها "فشل هائل وغير مسبوق".

ويعتبر التحاق اليهود المتشدّدين بالخدمة العسكرية قضية بالغة الحساسية في إسرائيل ويواجه مشروع القانون معارضة من الأحزاب اليهودية المتشدّدة التي تشغل 16 مقعداً في البرلمان، والتي يريد نتانياهو أن يشركها في ائتلافه.

وفي انتخابات أبريل، فاز حزب الليكود بقيادة نتانياهو وشركائه من اليمين المتطرف والأحزاب الدينية بـ65 من أصل 120 مقعداً يتألّف منها الكنيست وقد كلّف بالتالي تشكيل الحكومة العتيدة وتولّي رئاستها لولاية خامسة. وإذا نجح في ذلك سيصبح نتانياهو رئيس الحكومة لأطول فترة في تاريخ إسرائيل.

في الوقت نفسه يواجه نتانياهو احتمال توجيه القضاء اتهامات إليه بالاحتيال واستغلال الثقة وتلقّي رشى.

والأسبوع الماضي، قرّر المدّعي العام الإسرائيلي أفيخاي ماندلبليت تمديد الموعد النهائي لجلسة الاستماع الرسمية لنتانياهو في قضايا الفساد الملاحق بها حتى أكتوبر.

وتفيد تقارير بأن نتانياهو يريد إقرار تشريع في الكنيست الجديد يمنحه الحصانة ويجنّبه الملاحقة القضائية.

وإذا لم يتمكّن نتانياهو من تشكيل ائتلاف حكومي بحلول ليل الأربعاء يمكن للرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين أن يمنحه مهلة جديدة لأسبوعين في حال اعتبر أنّه الوحيد القادر على تأليف حكومة.

كما يمكن للرئيس الإسرائيلي أن يكلّف نائباً آخر تأليف حكومة.

ويقول محلّلون إن نتانياهو يفضّل إجراء انتخابات جديدة وعدم ترك الأمر بيد ريفلين الذي قد يختار شخصاً آخر.

كما يمكن لنتانياهو المضي بخيار تشكيل حكومة أقليّة.