إسلام أباد: دعت منظمة العفو الدولية الإثنين إسلام أباد إلى إجراء تحقيق في مقتل ثلاثة ناشطين باكستانيين خلال مواجهات دامية بين قوات باكستانية ومتظاهرين في منطقة قبلية مضطربة قرب الحدود الأفغانية.

وكان الناشطون يشاركون الأحد في تظاهرة نظّمتها "حركة حماية البشتون"، التي أثارت قلق المؤسسة العسكرية الباكستانية منذ دخولها المشهد السياسي في بداية العام الماضي، وهي تنشط لوقف الإساءات المزعومة من قبل القوات الأمنية ضد أبناء إثنية البشتون.

وكان اثنان من أعضاء البرلمان يقودان التظاهرة عندما اندلعت مواجهات عند نقطة تفتيش أمنية في بلدة بويا في وزيرستان الشمالية.

قالت مسؤولة جنوب آسيا في منظمة العفو الدولية ربيعة محمود في بيان "يتعيّن على الحكومة الباكستانية أن تأمر فورًا بإجراء تحقيق مستقل وفعّال".

أضافت "إذا كانت التقارير حول قتل الجيش للمتظاهرين باستخدام الذخيرة الحية بشكل غير قانوني صحيحة، فسيكون ذلك انتهاكًا خطيرًا للغاية للقانون الدولي".

لا تزال الظروف المحيطة بالمواجهة ومسبّباتها غامضة، فالجيش الباكستاني أعلن أنّ النشطاء هم الذين هاجموا نقطة التفتيش، في حين ادّعى محسن دوار، زعيم حركة حماية البشتون وأحد عضوي البرلمان الذين شاركوا في التظاهرة، أنّ قوات الأمن أطلقت النار عليهم مباشرة بعد اجتيازهم الحاجز.

ويأتي الحادث بعد أشهر من التوترات المتصاعدة بين الجانبين وتحذير الجيش بشكل متكرّر لقادة الحركة بضرورة إنهاء انتقاداتهم للقوات المسلّحة في البلاد والتي تعتبر خطاً أحمر في باكستان.

تسعى الحركة إلى التعبير عن الغضب من الانتهاكات التي يُزعم أنها ارتكبت بحق البشتون، من حالات الاختفاء القسري إلى الاستهداف بالقتل. ويمثّل البشتون نحو 15 بالمئة من سكان باكستان، وهم ينتشرون بغالبيتهم في الشمال الغربي، ولهم وجود كبير في مدينة كراتشي الساحلية الجنوبية.

حادث الأحد وقع في وزيرستان الشمالية، حيث يعتقد أنّ الحركة تستمد الكثير من دعمها. وعانت هذه المنطقة من التطرّف في الماضي، وضغطت واشنطن على باكستان لسنوات للعمل ضد الجماعات الإسلامية المتمركزة هناك.

ونفذ الجيش عمليات متعددة في وزيرستان الشمالية وغيرها من المناطق القبلية، وشهد الأمن فيها تحسّنًا بشكل كبير في السنوات الأخيرة. مع ذلك فإنّ حركة حماية البشتون تقول إنّ هذه العمليات كان لها ثمن كبير بسبب الانتهاكات المزعومة التي رافقتها.