الرباط: أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم محادثات مع جاريد كوشنير المستشار السياسي للرئيس الاميركي، شملت تعزيز الشراكة الاستراتيجية العريقة والمتينة ومتعددة الأبعاد بين المغرب والولايات المتحدة، وكذا التحولات والتطورات التي تشهدها منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط.

وأقام الملك محمد السادس، مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن، بعد ذلك، بالإقامة الملكية بسلا، مأدبة افطار لكوشنير، الذي بدأ اليوم زيارة للمغرب.

حضر مأدبة الإفطار عن الجانب الاميركي، جايسون غرينبلات الممثل الخاص للمفاوضات الدولية، وعن الجانب المغربي المستشار الملكي عالي الهمة، ووزير الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة.

ويرافق كوشنر في زيارته الى المغرب ثم الاردن واسرائيل ذراعه الايمن جايسون غرينبلات وكذلك الممثل الاميركي الخاص لشؤون إيران في وزارة الخارجية براين هوك، كما أعلن مسؤول في البيت الابيض رافضا الكشف عن اسمه.

وقال غرينبلات في تغريدة على تويتر "شكراً لكم جلالة الملك على هذه الأمسية الخاصة وعلى مشاركة حكمتك"، مضيفاً أنّ "المغرب صديق هام وحليف للولايات المتحدة".

يذكر ان ‏ترمب أبدى منذ وصوله الى البيت الابيض رغبة في التوصل الى "اتفاق نهائي" بين الإسرائيليين والفلسطينيين على أمل أن ينجح حيث فشل كل أسلافه من الجمهوريين والديموقراطيين على حد سواء.

لكن المعادلة تبدو حساسة جدا، لان الفلسطينيين يقاطعون الادارة الاميركية منذ ان اعترفت واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر 2017.

ويأمل كوشنر في الحصول على تأييد قسم من الفلسطينيين عبر وعده بتنمية اقتصادية فعلية وهو مدرك انه بحاجة لدعم دول عربية حليفة للولايات المتحدة لتحقيق ذلك.

وسيزور كوشنر لاحقا اعتبارًا من 1 يونيو مونترو في سويسرا ثم لندن، حيث سيشارك في زيارة الدولة التي يقوم بها ترمب الى بريطانيا.

ومن المتوقع أن تكشف الولايات المتحدة في 25 و26 يونيو خلال مؤتمر المنامة عن الشق الاقتصادي من خطتها للسلام التي لم يكشف عن شقها السياسي بعد.

وأعلنت السلطة الفلسطينية أنها لن تشارك في هذا المؤتمر، فيما لا تزال الدول المشاركة غير معروفة باستثناء الامارات التي أكدت حضورها.

خطة محاطة بسرية تامة

المؤتمر الاقتصادي في البحرين الذي يحمل اسم "من السلام الى الازدهار" سيجمع الى جانب مسؤولين حكوميين، ممثلين عن المجتمع المدني وعالم الاعمال.

وأعلن البيت الابيض أن اجتماع المنامة فرصة "لتشجيع الدعم لاستثمارات ومبادرات اقتصادية محتملة يمكن ان تجعل اتفاق سلام ممكنا".

لكنّ الفلسطينيين أكدوا عدم مشاركتهم. وندد صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بالمحاولات الهادفة الى تشجيع "التطبيع الاقتصادي للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين".

وقال عريقات إن "محاولات تعزيز التطبيع الاقتصادي للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين هو أمر مرفوض. القضية لا تتجلى في تحسين الأوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني بل بتعزيز قدرة فلسطين على السيطرة على مواردها ومعابرها وحدودها وتجسيد سيادتها من خلال إنهاء الاحتلال".

كما قرر رجال الأعمال والاقتصاديون الفلسطينيون مقاطعة المؤتمر الاقتصادي في البحرين.

وأعلن رئيس المجلس التنسيقي للقطاع الخاص (بال تريد) عرفات منصور في مؤتمر صحافي في رام الله الثلاثاء ان المجلس "الذي يضم أكثر من 12 مؤسسة فاعلة في الاقتصاد الفلسطيني قرر عدم المشاركة في مؤتمر المنامة. العديد من رجال الاعمال الفلسطينيين تلقوا دعوات لحضور المؤتمر لكننا قررنا عدم المشاركة".

وأحاط كوشنر خطته بغموض شديد ووعد منذ عدة أشهر بأفكار جديدة، مؤكدا ان المقاربات التقليدية لم تتح التوصل الى اتفاق.

وفي إطار سعيه لتقديم مفاهيم جديدة، أصدر كوشنر في مطلع مايو أقوى إشارة من الإدارة الأميركية، إلى أن الخطة لن تقترح حل الدولتين الذي كانت الولايات المتحدة تؤيده في مفاوضات السلام.

ويعتبر الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.