كشف النقاب اليوم عن تهيئة السلطات الإيرانية لوفد مخابراتي متخصص في عمليات الإرهاب تحت غطاء تجاري لإرساله إلى ألبانيا لاستهداف حوالى 3 آلاف لاجئ إيراني معارض يقيمون فيها.. بينما أكدت مصادر أمنية أوروبية إرسال إيران أخيرًا فرق إرهاب واغتيالات إلى دول القارة لتصفية معارضين لها.

إيلاف: أشار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في تقرير الاثنين تسلمت "إيلاف" نصه، الى انه في أعقاب طرد غلام حسين محمدي نيا، سفير نظام طهران في ألبانيا، ومصطفى رودكي، رئيس محطة مخابرات النظام في ديسمبر 2018 من هذا البلد، يتهيأ النظام حاليًا لإرسال عناصر متدربة من الحرس الثوري إلى هناك لتنفيذ عمليات اغتيال وتجسس تحت أغطية تجارية وصحافية لتنفيذ ضربات لعناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة، البالغ عددها حوالى ثلاثة آلاف شخص لاجئ في ألبانيا.

وأوضح المجلس ان المعلومات التي حصل عليها من الداخل الايراني تؤكد أن قوات الحرس قد جهزّت أخيرًا وفدًا إرهابيًا تحت غطاء نشاطات اقتصادية وتجارية لإرساله إلى ألبانيا.&

يرأس هذا الوفد غلام حسين كاظمي، من قادة قوات الحرس القدامى ومدير شركة مقاولة كبيرة باسم "آسيا كار باختر" في مدينة شيراز، وهي تابعة لمقر للحرس يسمى خاتم الأنبياء. وكان للشركة العديد من المهام والمشاريع في سوريا والمدير التنفيذي لهذه الشركة هو سعيد كاظمي، نجل غلام حسين كاظمي.

تعمل السلطات حاليًا لاستحصال سمات الدخول وتصاريح الإقامة لعناصر الوفد هؤلاء، الذين ينتمون الى قوة القدس ووزارة المخابرات الإيرانية في ألبانيا تحت اسم هذه الشركة، وتحت غطاء نشاطات استثمارية في بناء فيلات وعمارات سكنية هناك.

وكان فلاحيان، وزير المخابرات الايرانية السابق، قد اشار في وقت سابق الى ان "وزارة المخابرات لها غطاءات مناسبة للعمل لجمع المعلومات، سواء داخل البلاد او خارجها. نحن لا نرسل ضابط مخابرات، إلى ألمانيا أو الولايات المتحدة ليقول إنني من وزارة المخابرات. نحتاج الغطاء اللازم، وهو أعمال تجارية أو صحافية".

في هذا الشأن قالت قناة "ريبورت تي في" الألبانية أخيرًا: "منذ أوائل مارس عام 2018 &تراقب وترصد وكالات الاستخبارات ومكافحة الإرهاب الألبانية 10 أشخاص، يقال إنهم قادرون على تنظيم أنشطة إرهابية في ألبانيا، ورصد جميع المواطنين الإيرانيين الذين يدخلون اليها وأثناء إقامتهم فيها. تهتم وكالات إنفاذ القانون في ألبانيا بشكل خاص بالإيرانيين الذين قد تستخدمهم أجهزة الاستخبارات الإيرانية في محاولات لاختراق إجراءات حماية 3000 من مجاهدي خلق الإيرانيين اللاجئين في ألبانيا".

واوضح المجلس الايراني المعارض انه قد شدد مرارًا على ضرورة إفهام المجتمع الدولي ومؤسساته الرسمية لحكام إيران بأن أنشطتهم الإرهابية في أوروبا وفي جميع أنحاء العالم ستكون لها عواقب وخيمة.

شدد المجلس على انه نظرًا إلى الخطط الإرهابية لقوات الحرس ووزارة المخابرات الايرانية في ألبانيا وبلجيكا وفرنسا والدنمارك وهولندا والولايات المتحدة، وبعد اعتقال وترحيل الدبلوماسيين الايرانيين الإرهابيين، فإن إدراج قوات الحرس ووزارة المخابرات على قائمة الإرهابيين للاتحاد الأوروبي ومحاكمة ومعاقبة وطرد عملاء النظام الحاكم باسم الدين في إيران يصبح أمرًا ضروريًا بشكل مضاعف.

رصد ارسال ايران عناصر الى دول اوروبية لتنفيذ عمليات اغتيال لمعارضيها
على الصعيد نفسه،&قالت صحيفة "ذود دويتشه تسايتونغ" الألمانية الخاصة، أبرز الصحف السياسية في البلاد ان "هناك كلمتين فقط تصنعان معًا أكبر قلق للأوروبيين حاليًا: إيران وإرهاب الدولة"، موضحة ان أجهزة الاستخبارات الأوروبية رصدت أخيرًا إرسال إيران فرق إرهاب واغتيالات إلى القارة الأوروبية، لتصفية معارضين لها، ما سيدفع دولها إلى التحلل من الاتفاق النووي.

واوضحت ان وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية كانت قد رصدت في الفترة بين 1979 و1994، تنفيذ إيران 60 محاولة اغتيال كاملة بحق معارضين للنظام، كثير منها وقع في أوروبا.

تساءلت الصحيفة "هل لا تزال إيران تتبع الأساليب نفسها؟"، قبل أن تجيب: "القلق يملأ العواصم الأوروبية، ووصل إلى المستشارية في برلين، بعدما تبيّن أن إيران أرسلت أخيرًا فرق موت واغتيالات إلى القارة لاغتيال المعارضين".

وتابعت ان "أجهزة الاستخبارات الاوروبية تعمل على فرضية أن إرسال تلك الفرق هو فقط البداية، وأن طهران تهدد أوروبا بموجة إرهاب جديدة". ونقلت عن مسؤول ألماني كبير لم تكشف اسمه قوله "إذا استمر النظام الايراني في استخدام هذا الأسلوب، سيكون من الصعب جدًا جدًا التزام أوروبا بالاتفاق النووي".

نقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية أخرى أن فرنسا والدنمارك أحبطتا في الفترة الماضية هجمات على معارضين إيرانيين، فيما تعتقد وكالات الاستخبارات الهولندية أن طهران أرسلت بالفعل أوامر لعناصرها في هولندا لبدء موجة اغتيالات، موضحة انه في ألمانيا، تعمل عناصر الاستخبارات الإيرانية على جمع المعلومات عن الأهداف المحتملة لفرق الاغتيالات، وفق المصادر عينها.

ووفق المصادر، فإن أجهزة الاستخبارات الأوروبية جمعت بالفعل معلومات، ووضعت على أساسها قائمة بالهجمات الإيرانية المحتملة، وأهمها هجمات تفجيرية، وإغتيالات في الشوارع، والتجسس على السياسيين، وهجمات قرصنة على الأوساط الأكاديمية والشركات ومراكز الأبحاث.

نقلت الصحيفة عن محققين أوروبيين أن الإيرانيين يركزون حاليًا على جمع المعلومات وتحديد الأهداف في أوروبا، سواء كانوا أشخاصًا أو مؤسسات، لمهاجمتها في حال اندلاع صراع عسكري مع الولايات المتحدة. وأضاف المحققون أن الأمر لم يتوقف فقط على المعارضين الإيرانيين، لكن يمتد أيضًا إلى منتقدي النظام الإيراني من الأوروبيين.&

واوضحت الصحيفة ان الإدعاء العام في ألمانيا يجري منذ ربيع 2018، تحقيقات مع 10 أشخاص من أفغانستان وتركيا وباكستان، يتبعون الحرس الثوري الإيراني، لقيامهم بالتجسس على أهداف محتملة في ألمانيا، ومعارضين إيرانيين تمهيدا لتصفيتهم.

يشار الى انه في ضوء المعلومات الحالية عن بدء إيران موجة إرهاب جديد في أوروبا والعواصم الغربية، تخطت الولايات المتحدة أخيرًا مرحلة الشك، وصنفت ميليشيات الحرس الثوري ووحدة القدس، منظمتين إرهابيتين، وجمدت حساباتهما البنكية، وفرضت عقوبات على مَن يتعامل معهما انطلاقا من أن "إيران تستخدم الإرهاب كأداة من أدوات الدولة".

وتؤكد مؤسسات أمنية أوروبية أن التحركات الإيرانية في القارة جاءت بموافقة القيادة العليا متمثلة في المجلس الأعلى للأمن القومي بقيادة الرئيس الايراني حسن روحاني في ضوء حركة المعارضة المتزايدة للنظام. وقالت مصادر حكومية ألمانية للصحيفة إن "الدول الأوروبية أرسلت تحذيرات واضحة إلى إيران بشأن هذه التحركات". &&