بعد خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله و"الإرهاب" الذي ضرب طرابلس، عبّر سفراء وملحقون عسكريون معتمدون في لبنان عن قلقهم من عدم التزام "النأي بالنفس" في لبنان.

بيروت: رغم التطمينات التي ترد من هنا وهناك في كثير من الأحيان، إلّا أن قسمًا هامًا من هذه التطمينات تبدد، وكان قد نقلها مسؤولون دوليون إلى السلطات اللبنانية بشأن المحافظة على استقرار لبنان رغم الصخب العسكري في المنطقة، فخطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأخير بما تضمنه من مواقف عالية السقف بالنسبة لتصنيع الصواريخ وضرب المصالح السعودية والإماراتية والأميركية في لبنان والمنطقة،&أثار&إمتعاضًا كبيرًا لدى أصدقاء لبنان.

وقد عبّر سفراء وملحقون عسكريون معتمدون في لبنان عن قلقهم من هذا الكلام الذي لا يتوافق مع الوعود التي قطعها رئيسا الجمهورية والحكومة بشأن التزام الدولة اللبنانية القرارات الدولية ونأيها عن أي تدخّل في أي حرب تندلع في المنطقة، وأضافوا أن هذه الإزدواجية تضعف الموقف اللبناني في هذا الظرف الدقيق وتعرّض أمنه للخطر.

النأي بالنفس

فما مدى صمود اتفاق "النأي بالنفس" في لبنان بوجه التصعيد الإقليمي والدولي، وفي وجه "الإرهاب" الذي ضرب منطقة طرابلس؟

يؤكد النائب السابق مصطفى علوش لـ"إيلاف" أن الإجابة على هذا السؤال أعطتها الحكومة اللبنانية، من خلال تماسكها وصمودها، لكن لا شك أن الوضع قد يجبر بعض الأطراف في لبنان أن تشارك ولو عن طريق الإعلام في ما يحدث في المنطقة، وإلا ستفقد دورها، وبالأخص حزب الله، ويشير علوش إلى ضرورة الإنتظار لإعطاء فرصة أكبر لتحصين مبدأ النأي بالنفس.

تحصين

وردًا على سؤال هل يمكن العمل على تحصين مبدأ النأي بالنفس في لبنان في وجه التطورات الإقليمية والمحلية خصوصًا بعد ما&جرى في طرابلس؟ يجيب علوش أن لا شك أن بعض الأطراف ستستعمل هذا القرار حتى تخرج عن التفاهمات ومبدأ الإستقرار، خصوصًا أن الأمر محرج بالنسبة لها ألا تتدخل، وستتحدث في الإعلام وتقاتل مع المزيد من الكلام عن الصمود والمقاومة، لكن عمليًا لن يؤدي ذلك إلى أي تداعيات على الداخل اللبناني.

كلام نصرالله

حول تقييم كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأخير وهل صحيح أنه أعاد الوضع في لبنان الى التشنج؟ يرى علوش أن حديث نصرالله لا يمكن خلاله العتب على أحد في تصريحاته، والكلام الذي قاله نصرالله يوضع في إطار الظهور الإعلامي والظاهرة الصوتية ليس إلا.

وضع لبنان

ولدى سؤاله أي كفة ترجح في لبنان الإلتزام بالنأي بالنفس أم التماهي مع الأحداث الإقليمية؟ يلفت علوش إلى أن لا خيار للبنان إلا اعتماد مبدأ النأي بالنفس لكن في المقابل رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري سيسير بين النقاط وفي حقل من الألغام للحفاظ على مبدأ النأي بالنفس، وعلى الحكومة اللبنانية على الأقل ان تلتزم بهذا الموضوع، بغض النظر عن وجود أطراف داخل الحكومة اللبنانية، تقوم بغير ذلك.

ظاهرة صوتية

ويلفت علوش إلى أن كل المؤتمرات التي حصلت وتحصل تبقى ظاهرة صوتية ستكون هناك خطابات كبرى وكلام كبير، ولكن بالنهاية كل دولة ومنظومة في أي قمة لديها مصالحها وهواجسها ومشاكلها وسوف تعود إليها وتبقى القضية الفلسطينية عالقة في الخطابات.
&