القاهرة: توفي الرئيس المصري السابق محمد مرسي بعد ظهر الاثنين "أثناء حضوره جلسة محاكمة" في معهد أمناء الشرطة داخل مجمع سجون طرة بجنوب القاهرة، بحسب بيان للنائب العام.

واتهمت جماعة الاخوان المسلمين التي كان ينتمي اليها مرسي، السلطات المصرية بـ"قتله ببطء" في بيان بثته مساء الاثنين على موقع حزب الحرية والعدالة المنبثق عنها على الانترنت في بيان بعنوان "اغتيال الرئيس محمد مرسي".

في اشارة الى ظروف السجن القاسية التي تعرض لها مرسي، قال البيان "وضعوه في زنزانة انفرادية طوال مدة اعتقاله التي تخطت خمس سنوات، ومنعوا عنه الدواء وقدموا له طعاما سيئا ومنعوا عنه الأطباء والمحامين وحتى التواصل مع الأهل، منعوه من أبسط حقوقه الإنسانية، فقد كان الهدف قتله ببطء".

وأكد النائب العام المصري أن "النيابة العامة أخطرت بوفاة مرسي أثناء حضوره جلسة" محاكمته في القضية المتهم فيها بالتخابر مع قوى أجنبية.

وأوضح أن مرسي، الذي يعد أول رئيس منتخب ديموقراطيا في مصر، طلب الكلمة أثناء الجلسة وتحدث بالفعل "لمدة خمس دقائق وعقب انتهائه من كلمته رفعت المحكمة الجلسة للمداولة".

وأضاف البيان أنه أثناء وجود مرسي وباقي المتهمين "في القفص سقط مغشيا عليه ونقل على الفور الى المستشفى حيث تبين وفاته". وأكد البيان أنه "وصل متوفيا الى المستشفى في تمام الساعة الرابعة وخمسين دقيقة (14،50 تغ)".

وقال أحد محاميه، عبد المنعم عبد المقصود، الذي كان يحضر جلسة المحاكمة مع مرسي، إن "المحامين لا يستطيعون رؤية مرسي والمتهمين الآخرين داخل قاعة المحكمة لأنهم &يقفون في قفص زجاجي محاط بقفص آخر حديدي ولكننا علمنا ونحن في القاعة أنه سقط مغشيا عليه واشار الينا بعض السجناء الواقفين الى جواره بأيديهم بأنه لا يوجد نبض".

وأضاف عبد المقصود لفرانس برس "رأيته من بعيد بعد ذلك خارجا على نقالة من المحكمة".

أين سيدفن؟

وأكد عبد المقصود أن مرسي "كان يتحدث بطريقته العادية ولم يكن منفعلا بشكل خاص وعندما اغشي عليه تصورنا أنها غيبوبة سكري وسيفيق منها لأنه مصاب بالسكري".

وأوضح أن أبناء مرسي "يقولون أنه أوصى بأن يدفن في مسقط رأسه بمحافظة الشرقية (دلتا النيل)"، مضيفا "لكن القرار سيكون للسلطات وليس للأسرة التي لا تعرف بعد الى أي مستشفى نقل".

وتابع "ما يهمنا هو أن تتمكن أسرته من رؤيته وإجراءات الدفن".

وانتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش ظروف سجن مرسي. واعتبرت ساره لي ونتسون مديرة ادارة الشرق الاوسط في المنظمة أن وفاة مرسي "كانت متوقعة تماما بالنظر الى اخفاق الحكومة في تقديم الرعاية الطبية الملائمة له وعدم سماحها حتى بالزيارات العائلية" للرئيس السابق داخل السجن.

وقال عبد المقصود أن آخر زيارة قامت بها أسرة محمد مرسي له في السجن كانت "قبل تسعة اشهر تقريبا بينما كنت أنا آخر محامي زاره في نوفمبر 2017".

موت مبكر

وفي مارس 2018، حذر وفد من البرلمانيين البريطانيين اجروا تحقيقا حول احوال مرسي من أن ظروف سجنه "قد تقود الى وفاته مبكرا".

وعندما توفي، كان مرسي يحضر جلسة محاكمة في القضية، التي يواجه فيها اتهامات ب"التخابر مع قوى أجنبية" من بينها حماس وقطر.

وقد صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد في المحاكمة الاولى في يونيو 2015 الا أن محكمة النقض ألغت الحكم وأمرت باعادة المحاكمة.

وفي أول رد فعل على وفاته، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرسي بـ"الشهيد"، قبل أن يلقي خطابا في اسطنبول قال فيه "إن التاريخ لن يرحم أبدا الطغاة الذين أوصلوه الى الموت عبر وضعه في السجن والتهديد بإعدامه".

وكان الرئيس التركي من أبرز داعمي مرسي. وانقطعت العلاقات في شكل شبه تام بين تركيا ومصر منذ إطاحة الجيش بمرسي.

كما أعرب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن "بالغ الأسى" إثر وفاة مرسي.

ونعت حركة حماس مرسي مشيرة الى وفاته بعد "مسيرة نضالية طويلة قضاها في خدمة مصر وشعبها وقضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية".

ويعد مرسي، الذي تولى الرئاسة في العام 2012 بعد أكثر من عام من الثورة التي أطاحت سلفه حسني مبارك، اول رئيس انتخب ديموقراطيا في مصر.

وأطاح الجيش في الثالث من يوليو 2013 مرسي عقب تظاهرات ضخمة طالبت برحيله، وتم احتجازه ثم احيل الى المحاكمة في قضايا عدة.

وألغت محكمة النقض في نوفمبر 2016 حكما باعدامه في قضية اخرى تعرف بـ"الهروب من السجن" وقررت اعادة محاكمته.

وأطلقت عملية الإطاحة بمرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين حملة قمع واسعة قتل فيها مئات من أنصاره ومثلت ضربة موجعة للجماعة.

ومرسي ليس أول قيادي في جماعة الإخوان المسلمين يموت في السجن، إذ توفي المرشد السابق للجماعة مهدي عاكف في سبتمبر 2017، وفريد اسماعيل القيادي بالجماعة ووكيل لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان في مايو 2015.