أطلقت أحزاب مصرية حملة لمقاطعة المنتجات التركية ومقاضاة الرئيس رجب طيب أردوغان، بينما انتقدته وزارة الخارجية بشكل مبطن، على خلفية هجومه على السيسي بسبب وفاة الرئيس السابق محمد مرسي في قاعة المحاكمة.

إيلاف من القاهرة: هاجمت شخصيات سياسية وأحزاب مصرية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وطالبت بمقاضاته دوليًا، ومقاطعة المنتجات التركية، بسبب موقفه المعادي لمصر، وتصريحاته&الأخيرة التي انتقد فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، على خلفية وفاة الرئيس السابق محمد مرسي في قاعة المحكمة.

ضرورة وطنية
أطلق حزب المصريين الأحرار، حملة "دافع عن بلدك"، لمطالبة الشعب المصري في أرجاء العالم بمقاطعة كل المنتجات والسلع والشركات التركية، بعد تزايد عداء القيادة التركية تجاه مصر وشعبها.

ودعا الحزب "الشعب المصري إلى التفاعل الجاد مع حملة المقاطعة لتكون رسالة شعبية إلى قيادة الدولة التركية"، مشيرًا إلى أنه "من منطلق وطني بات لزامًا علينا كمصريين مقاطعة المنتجات والشركات والسلع التركية كافة".

قال رئيس الحزب عصام خليل، في تصريحات تلقت "إيلاف" نسخة منها، إن "جموع المصريين يقدرون الشعب التركي الذي يتجرع المرارة من قمع قيادته الديكتاتورية، التي تتفنن في إيذائه، وإقحام بلادهم في معارك للدفاع عن الإرهاب وإغداق الأموال على جماعات إرهابية".

تدخل غير مقبول
وأدان تحالف الأحزاب المصرية، الذي يضم نحو 40 حزبًا سياسيًا، تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حول وفاة &مرسي، وقال إنه "يطلق أكاذيبه ضد مصر، وتصريحاته مرفوضة من قبل الشعب".

أضاف التحالف، في بيان، مساء الثلاثاء ، تلقت إيلاف نسخة منه، أن "تصريحات أردوغان بشأن وفاة محمد مرسي ما هي إلا استمرار لنهجه السافر في التدخل في الشأن المصري، والمزايدة غير المقبولة، وماهي إلا من وحي الخيال الوهمي له".

تساءل التحالف: "أين أردوغان من البيانات الصادرة من السلطات المختصة في مصر، وعلى رأسها النائب العام الذي أصدر التفاصيل الكاملة بشأن الوفاة التي حدثت أمام الجميع في قاعة المحاكمة، وبحضور&العديد من المتهمين من أتباعه في القضية نفسها، التي كانت تنظر، والخاصة بالتخابر؟".

فليلتفت إلى تحديات بلاده
تابع: "أردوغان الذي يروّج لسيناريوهات خبيثة بشأن الوفاة، ولا يدرك أن مصر دولة قانون وذات مؤسسات قوية قادرة على مواصلة دورها المنوط بها من دون الالتفات إلى مثل هذه الأكاذيب التي تروّج من قبل رئيس حوّل بلاده إلى سجون وساحة للإرهابيين وملجأ لقوى&الشر والظلام".

ودعا التحالف "أردوغان وأمثاله من الحكام أصحاب الهوى في طروحاتهم السياسية أن ينظروا إلى التحديات التي تواجه أوطانهم بدلًا من الاستمرار في المحاولات البائسة في تغيير الحقائق وبث الأكاذيب والفتن في البلاد المحيطة".

طالب التحالف الأحزاب المصرية من خلال لجانه النوعية القانونية بـ"مقاضاة رجب طيب أردوغان، وتقديمه إلى المحكمة الجنائية الدولية، بعد تطاوله على مصر، واتهامها&بأنها المسؤولة عن وفاة الرئيس المعزول، من دون أي سند أو دليل يمتلكه حول هذا الاتهام، وتجاوزه كل الخطوط الحمراء، والخروج عن كل الأعراف السياسية والدبلوماسية".

واعتبر حزب "مستقبل وطن"، تصريحات أردوغان، "تدخلات سافرة في الشأن الداخلي المصري، وخروجًا عن اللياقة السياسية، وكل الأعراف الدبلوماسية المعهودة".

ودعا الحزب إلى أن يولي الرئيس التركي جهوده تجاه ما يحقق مصالح أنقرة في علاقاتها الدولية المتذبذبة، وانتشالها من عثرتها الاقتصادية، التي عصفت بشعبه تحت حكم حزب العدالة والتنمية، والتدخلات السافرة لأردوغان للإطاحة بالمعارضين وقمع الصحافيين والسياسيين والقضاة.

دعم الشعب أولى من الإخوان
وقال الحزب في بيان له: بدلًا من نهج أردوغان العدواني الذي ينتهجه حيال مصر منذ إسقاط نظام الإخوان الدموي، ودعم الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة، عليه توجيه ذلك الدعم إلى شعبه الذي يعاني من ديون دولته البالغة بحسب بيانات البنك المركزي التركي نحو 452.7 مليار دولار.

وهاجمت وزارة الخارجية المصرية أردوغان بشدة، ولكن تلميحًا وليس تصريحًا، في سياق الرد على مطالبة المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، بإجراء تحقيق مستقل في وفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي، في قاعة المحكمة.

ووصف حافظ تصريح المفوض السامي بأنه مسيّس، وهاجم أردوغان وتركيا بشكل مبطن، وقال: "تدرك مصر أن مثل هذا التصريح المسيّس الفج إنما يساير تصريحات مسؤولين بدولة وكيانات تستغل الحدث لأغراض سياسية وتتشدق باحترامها للديموقراطية وحقوق الإنسان، في حين لا تنمّ تصرفاتها أو ممارساتها إلا عن السعي نحو البقاء في السلطة باستخدام كل الوسائل الممكنة، مما جعلها دكتاتوريات مستبدة، وقامت بتحويل بلادها إلى سجون كبيرة يتم التلاعب فيها بنتائج الانتخابات وفرض إعادتها عنوة من دون سند، فضلًا عمّا تقوم به من زجّ عشرات الآلاف من المعارضين والمجتمع المدني في السجون من دون معرفة مصائرهم ومن دون أدنى محاسبة، والتنكيل بآلاف الموظفين وتشريدهم وسلب حريات المواطنين وتكميم الأفواه والتضييق على الحريات الاساسية من تعبير وتجمُّع وغيرهما. هذا، مع رعايتها للآلاف من عناصر الجماعات الإرهابية في المنطقة وتورطها في إزهاق الأرواح وسفك دماء الأبرياء بغية تحقيق مآرب سياسية وبحثًا عن النفوذ واستعادة وهم أمجاد التاريخ".

يخشون من جثمان!
وكان أردوغان قد هاجم مصر والسيسي أكثر من مرة بعد وفاة مرسي، وقال في كلمة ألقاها أمس الثلاثاء، عقب مشاركته في أداء صلاة الغائب على روح مرسي في إسطنبول: "مرسي سار إلى جوار ربه خلال جلسة المحاكمة، ولا شك في أنه تجب معرفة أسباب وفاته، فهل كان هذا مسارًا طبيعيًا أم إن هناك أمورًا أخرى؟ ، وهذا الأمر يطرح تساؤلات. وأنا لا أعتقد أن وفاة مرسي كانت طبيعية".

حمّل أردوغان السلطات المصرية بقيادة السيسي المسؤولية عن وفاة مرسي، موجّهًا انتقادات لاذعة إليها بسبب قرارها رفض السماح بدفن الرئيس السابق في مقبرة عائلته.

أضاف في هذا السياق: "السيسي واصل ظلمه، ورفض أن يدفن مرسي في قريته، كما كانت وصيته. هؤلاء قوم جبناء، لدرجة أنهم يخافون من جثمان مرسي!".

إحذروا أشباه السيسي
موجّهًا خطابه إلى الأتراك، قال: "لا تنسوا أن في هذا البلد أيضًا أشباهًا للسيسي، لذلك نحن مجبرون على أن نكون حذرين"، على حد تعبيره. كما اتهم أردوغان السيسي بـ"اغتصاب السلطة".

وكان الرئيس المصري السابق محمد مرسي، توفي عصر أول أمس الاثنين، أثناء محاكمته في تهم تتعلق بالتخابر، وتم دفنه في القاهرة من دون مراسم للجنازة.