الرياض: يبدأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، اليوم الأربعاء، زيارة رسمية إلى كوريا الجنوبية بناءً على توجيه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.&

وتستمر زيارة الأمير محمد بن سلمان حتى يوم الجمعة وذلك بدعوة رسمية من الرئيس الكوري مون جاي إن.

وصدر بيان من الديوان الملكي السعودي أمس، جاء فيه أنه "بناء&على توجيه خادم الحرمين الشريفين، وانطلاقاً من حرصه على التواصل وتعزيز العلاقات بين السعودية والدول الصديقة في المجالات كافة، واستجابة للدعوة المقدمة للأمير محمد بن سلمان من رئيس جمهورية كوريا مون جاي - إن، غادر ولي العهد السعودي أمس، متوجهاً إلى كوريا الجنوبية، حيث سيلتقي خلالها الرئيس الكوري الجنوبي وعددا من المسؤولين فيها، لبحث العلاقات الثنائية ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما سيرأس الأمير محمد بن سلمان وفد السعودية المشارك في قمة قادة دول مجموعة العشرين، المقرر عقدها بمدينة أوساكا في اليابان".

قصص النجاح تبدأ برؤية

ورحب الكوريون بولي العهد السعودي في العاصمة "سيول"، وسط تفاؤل كبير بأن تمهد زيارته إلى فصل جديد في العلاقة بين البلدين.

وأكملت العاصمة الكورية سيول ترتيباتها قبل أيام، وتزينت مبانيها بأعلام سعودية ولافتات ضخمة ترحب بالأمير محمد بن سلمان. وتضمنت اللوحات عبارات ترحيبية تقول&"دائماً ما تبدأ قصص النجاح برؤية"، في إشارة إلى "رؤية السعودية 2030".

وتعتبر زيارة الأمير محمد الأولى لولي عهد سعودي منذ 21 عاماً، وتحديداً عام 1998، حينما قام الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز - ولي العهد آنذاك - بزيارة البلاد الواقعة في شرق القارة الآسيوية.

توسيع التعاون الثنائي

وأفادت وكالة "يونهاب" بأن ولي العهد السعودي والرئيس الكوري "سيناقشان خلال محادثاتهما سبل توسيع التعاون الثنائي بين البلدين لتشمل قطاعات صناعية جديدة من ضمنها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والسيارات الصديقة للبيئة والصحة والدفاع".

وقال مسؤول كوري لـ"رويترز"، إن "الجانبين سيوقعان سلسلة من الاتفاقيات لتعزيز التعاون في مجالات تشمل الطاقة والخدمة العامة".

وتعتبر السعودية أكبر شريك تجاري لكوريا الجنوبية في الشرق الأوسط، والمصدر الأول للنفط الخام لرابع أكبر اقتصاد في آسيا، حيث استوردت سيول 101.5 مليون برميل نفط من الرياض في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2019 الحالي، وفقاً لبيانات شركة النفط الوطنية الكورية الحكومية.

وكان البلدان وقّعا في أكتوبر 2017، مذكرة تعاون "الرؤية السعودية الكورية 2030" لتكون العجلة التنفيذية لقيادة الشراكة الاستراتيجية بينهما، إذ ترتكز على تعزيز تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة من خلال تعزيز الروابط التجارية بين القطاع الخاص في البلدين، وزيادة برامج التعاون بين الحكومتين، وتوسيع نطاق التعاون المشترك بين البلدين إلى بلدان أخرى.

وأثمر الاجتماع الأول لجنة&الرؤية المشتركة التي تضم ممثلي الجهات والهيئات الحكومية ذوي العلاقة من البلدين، والتوافق على 40 مشروعاً ومبادرة مبدئية بين الرياض وسيول تحت "الرؤية السعودية الكورية 2030" لبدء أعمال الشراكة، حيث تتوزع المشاريع على خمس مجموعات، هي: الطاقة والتصنيع، والبنية التحتية الذكية والتحول الرقمي، وبناء القدرات، والرعاية الصحية وعلوم الحياة، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة والاستثمار.

علاقة وثيقة

وقال جو بيونغ ووك، سفير كوريا الجنوبية لدى السعودية، إن كوريا من الشركاء الاستراتيجيين في تنفيذ "رؤية السعودية 2030"، حيث ستعزز زيارة ولي العهد السعودي التعاون الجوهري بين البلدين في عدة مجالات.

وأضاف السفير ووك في حديث مع "الشرق الأوسط" من العاصمة الكورية سيول، أن زيارة ولي العهد إلى كوريا ذات أهمية كبيرة، حيث إنها أول لقاء بين رئيس كوريا وولي العهد السعودي، وسيشهد لقاؤهما مناقشات كثيرة في مجالات التعاون الثنائي وسبل تعزيز العلاقة.

وقال ووك: "حافظت سيول والرياض على علاقة وثيقة وتم تطويرها لأكثر من نصف قرن، حيث لعبت كوريا دوراً رئيسياً في تطوير البنية التحتية في المملكة، وكانت المملكة المزود الرئيسي للطاقة للنظام الاقتصادي الكوري".