إنفجر السجال بين حزبي "القوات" و"الكتائب" في الساعات الماضية من دون سابق إنذار بعد نحو أسبوعين على استيعاب السجال الذي اندلع بين الحزب "التقدمي الاشتراكي" وتيار "المستقبل".

إيلاف من بيروت: بعدما اتهم رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب "القوات" سمير جعجع بـ"الرضوخ لتسوية غير متوازنة"، قائلًا: "هما استسلما وخضعا. أمّا أنا فلا، وهذا هو سبب خلافي معهما"، جاء رد قاس ومطول من حزب "القوات"، الذي اعتبر أن الجميّل تخطى كل الحدود، وتمادى في تشويه الوقائع، داعيًا إياه إلى "الانصراف إلى ما يمكنه فعله لانتشال حزب الكتائب من الحضيض الذي أوصلته إليه سياساته ومواقفه الانفعالية وذات الخلفية الحاقدة".&

كلام الجميّل
وشددت مصادر "القوات" على أن "السبب الرئيس للسجال مع الكتائب هو كلام الجميل الذي استدعى منا إصدار بيان في إطار الدفاع عن النفس وإيضاح المعطيات والوقائع التي تم تشويهها"، لافتة إلى أن "قيادة القوات كانت ولا تزال تعتبر الكتائب مكونًا من المكونات السيادية، وبالتالي لا يجوز أن يضع نفسه خارج الحضن الذي يضم المستقبل والاشتراكي والقوات، خاصة أنه لا قدرة له انطلاقًا من حجمه ووضعيته على أن يخوض المواجهة منفردًا".&

محاربة الفساد
يؤكد النائب السابق إيلي ماروني (الكتائب اللبنانية) في حديثه لـ"إيلاف" أنه عندما "يكون الخطاب السياسي متقاربًا، والحزبان يتبنيان مشروع محاربة الفساد، والكتائب رائدة في هذا المجال، من الطبيعي يجب أن تتأسس جبهة معارضة قوية من القوات اللبنانية والكتائب لوقف الفساد والهدر في البلد، رغم الخلافات والتباينات التي حصلت، فلا نستطيع إكمال المسيرة في لبنان مع هذا المنحى الذي نشهده، خصوصًا مع وجود مؤشرات إلى عودة الأوضاع الإقتصادية والمالية المتدهورة في لبنان، فضلًا عن ملف السيادة والأمن الذي يشغلنا دائمًا، وهو هاجسنا الأول، لذلك يدنا ممدودة إلى كل الأحزاب الحليفة والصديقة التي نلتقي معها على كل هذه الأهداف، كما إننا كنا نسعى إلى اتفاق سياسي شامل، ونأمل أن تكون النوايا جيدة وأن نصل إليها".

الجامع
أما ما الذي يجمع فعليًا اليوم بين القوات والكتائب، بعد اهتزاز الأوضاع بينهما أخيرًا، فيشير ماروني إلى أن "منطق السيادة والإستقلال والحرية يجمعهما اليوم، وكذلك محاربة الفساد، وهما يملكان قواسم مشتركة عديدة، في الماضي حاربنا سوية دفاعًا عن لبنان، ولا نزال معًا في معركة بناء الدولة".
&