دبي: كشفت دراسة أميركية نشرها موقع "ميدسكيب" عن أن أطباء الأورام الذين يعالجون الأمراض السرطانية هم الأكثر عرضة للإنتحار مقارنة بأي مهنة أخرى، وخاصة في مجال الطب.

ويعود السبب في هذه الظاهرة لأسباب إنسانية في المقام الأول، حيث تمتد علاقة طبيب الأورام مع المريض لفترات طويلة، مما يجعل التواصل الإنساني بينهما يتجاوز علاقة أي طبيب آخر في آي تخصص لا علاقة له بالأورام.

كما أن طبيب الأورام يجد نفسه مدفوعاً في كثير من الأحيان لمنح مريض السرطان عقاقير وعلاجات كيميائية لها آثار جانبية مؤلمة، وهو يدرك أن هذه العقاقير لا تساعد في الشفاء بل هي مجرد محاولات لإبقاء المريض على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة.

وتضيف الدراسة: "حينما يرتبط الطبيب &إنسانياً بالمريض لفترة طويلة تتطور العلاقة بينهما لتحمل جانباً عاطفياً وإنسانياً، وفي الوقت ذاته يرحل المريض عن الحياة ليشعر الطبيب المعالج بالحزن الذي قد يتطور إلى إكتئاب، ولا يعود ذلك للسبب العاطفي الإنساني فحسب، بل لشعور الطبيب أنه عاجز عن إنقاذ حياة المريض، وأنه منحه علاجاً يتسبب في شعوره بالالم قبل رحيله عن الحياة، كما أن امتداد ساعات العمل الممتدة لفترات طويلة تضاعف من حجم شعور طبيب الأورام بالحزن والإكتئاب، وأثبتت الدراسة أن الطبيبات العاملات في هذا التخصص أكثر عاطفة ومن ثم هن الأكثر تعرضاً لموجات الشعور بالاحباط والإكتئاب ومن ثم أكثر عرضة للإنتحار".

وقد ارتفعت نسب الإكتئاب بين أطباء الأورام من 3.9 % إلى 25% وخاصة خلال فترات التدريب والتأهيل قبل خوض غمار العمل بصورة مستقلة، ولا يمكن الفصل بين الجانب الإنساني والمهني في مجال الطب على وجه التحديد مهما بلغت احترافية الطبيب.

وقالت الدراسة إن نسبة 85% من أطباء الأورام ضحايا الإكتئاب لم يتلقوا علاجاً مناسباً، فيما خضع 6.7 % للعلاج بالعقاقير والعلاج النفسي.&& &