نصر المجالي: بعد ستة أسابيع من معركة انتخابية في حزب المحافظين البريطاني صاحب الولاية البرلمانية حتى 2022، فاز بوريس جونسون بمنصب رئيس الوزراء خلفا لتيريزا ماي وحقق 92,153 صوتا من أصوات أعضاء الحزب، بينما حقق منافسه وزير الخارجية جيرمي هنت 46,656 صوتا.

وأعلنت النتئج ظهر الثلاثاء من مركز الملكة اليزابيث الثانية في محيط قصر ويستمنستر (البرلمان)، حيت كان التصويت انتهى الساعة 1600 بتوقيت غرينتش يوم الاثنين.&

وسيقود جونسون المتحدر من أصول شركسية تركية مسلمة تعود لبدايات القرن الماضي، وهو نائب في البرلمان منذ 2001 وكاتب صحافي ومحلل سياسي في صحف بريطانية شهيرة وعمدة سابق للعاصمة ووزير سابق للخارجية، الحكومة البريطانية للسنوات الثلاث المقبلة إذا لم يحصل أي شيء قد يؤدي الى اجراء&انتخابات برلمانية مبكرة.

امام الملكة

ويتولى جونسون منصب رئاسة الوزراء رسميا بعد ظهر يوم غد الأربعاء بعد لقاء مع الملكة في قصر باكينغهام حيث ستكلفه بتشكيل الحكومة حسب الاصول الدستورية المرعية، وذلك بعد استقبال الملكة مباشرة لتيريزا ماي التي تنحت بعد إخفاقها في إقناع البرلمان بالتصديق على الاتفاق الذي توصلت إليه للخروج من الاتحاد الأوروبي.

بوريس جونسون يصافح منافسه جيرمي هنت

وكان رئيس الحكومة البريطانية المنتخب استقال قبل نحو عام من منصب وزير الخارجية، الذي تولاه بعده منافسه جيرمي هنت.&

وترأست تيريزا ماي آخر جلسة لمجلس الوزراء اليوم الثلاثاء، قبل ان تلقي كلمة وداعية في البرلمان يوم الأربعاء، ثم تتوجه لقصر باكينغهام لتقديم استقالتها رسميا للملكة.&

محطات&

وفي الآتي بعض الأحداث الرئيسة، بعد تولي جونسون لمنصبه وصولا إلى يوم 31 أكتوبر 2019 وهو الموعد النهائي لـ(بريكسيت):&

24 يوليو: ستأخذ تيريزا ماي الجلسة الأخيرة لأسئلة رئيس الوزراء في مجلس العموم قبل الإدلاء ببيان موجز في داونينغ ستريت &وتتجه إلى قصر باكينغهام لتقديم استقالتها إلى الملكة. وفور ذلك، سوف يذهب خليفتها لرؤية الملكة، حيث ستكلفه تشكيل حكومة.

وسيلقي جونسون خطابًا خارج مقر 10 داونينغ ستريت في حوالي الساعة 5 مساءً ، قبل إجراء التعيينات القليلة الأولى لفريقه الوزاري الأعلى.

من 25 إلى 26 يوليو: يبدأ مجلس العموم عطلته الصيفية يوم الخميس. ويكون جونسون انتهى من تعيين وزرائه يوم الأربعاء، ويمكنه إلقاء خطاب رئيسي يوضح خططه، أمام المجلس.

والد بوريس جونسون وشقيقته وشقيقه خلال اعلان النتيجة&

24 أغسطس: قمة مجموعة السبع في بياريتز (فرنسا) وسيكون أول ظهور لرئيس الوزراء الجديد في قمة عالمية كبرى. وسيكون الرئيس الأميركي دونالد ترمب من بين قادة العالم في هذا التجمع، مما قد يتيح الفرصة للقاء الرئيس الأميركي المثير للجدل في محاولة لتسليط الضوء على أهمية العلاقة الخاصة واتفاق التجارة في المستقبل.

شهر سبتمبر: سيوفر اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك فرصة أخرى لرئيس الوزراء الجديد للظهور على المسرح العالمي ووضع رؤيته لمكانة بريطانيا في العالم.

مؤتمر الحزب

29 سبتمبر إلى 2 أكتوبر: مؤتمر حزب المحافظين السنوي في مانشستر، حيث سيكون التجمع اختبارًا رئيسيًا لقدرة زعيم حزب المحافظين الجديد على توحيد الحزب ويوفر منصة لاستخدام خطابه الختامي لمخاطبة الأمة.

17-18 أكتوبر: قمة الاتحاد الأوروبي. وهذا هو آخر اجتماع للجدول الزمني لقادة الاتحاد الأوروبي قبل أن تغادر المملكة المتحدة الكتلة - رغم أنه يمكن استدعاء اجتماع طارئ قبل ذلك أو بعده.

31 أكتوبر: الموعد النهائي للتوصل إلى صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وما لم يكن هناك تمديد إضافي، سيكون هذا آخر يوم للمملكة المتحدة كعضو في الاتحاد الأوروبي حيث ستغادر باتفاق أو من دون اتفاق.

سيرة ذاتية

يشار الى ان جونسون، الشهير بشعره الذهبي كصديقه الرئيس الأميركي مولود العام 1964 لأبوين بريطانيين في نيويورك، لذلك كان يحمل جنسيتين قبل تخليه العام الماضي عن الأميركية.&

جونسون يلقي كلمة&

وفقا لتقارير عن سيرة بوريس جونسون الذاتية، فإنه أكبر 4 أبناء لأبويه ستانلي جونسون وشارلوت فاوست، وأخ غير شقيق لابن وبنت من أبيه.

وكان الأب ستانلي جونسون Stanley Johnson المولود في 1940 بمقاطعة كورنويل &Cornwall بأقصى الجنوب الغربي البريطاني، تزوج حين كان عمره 23 من شارلوت، وبعد طلاقه منها تزوج جينيفر كيد Jennifer Kidd الأم منه لجوليا وماكسيميليان. أما شارلوت، المولودة في 1942 بمدينة أوكسفورد، فاقترنت بعده في 1988 ببروفسور أميركي اسمه نيكولاي وال، توفي بالسرطان في 1996 في لندن، وتركها أرملة معتلة منذ 1989 بالباركنسون، ولها موقع باسمها تشارلوتجونسون واهل Charlotte Johnson Wahl لمن يرغب بمعرفة المزيد عنها. كما لزوجها الأول موقع باسمه أيضا.

الجد الأكبر

يذكر أن الجد الأكبر لبوريس جونسون، هو تركي أبا وأما ومسلم بامتياز، بل فيه شيء أيضا من دم الشركس بأواخر القرن التاسع عشر.

وكان ستانلي، والد بوريس جونسون، هو ابن التركي الأصل عثمان كمال Osman Kemal المولود في لندن، والذي غيّر اسمه باضافة اسمين آخرين، فأصبح عثمان كمال وينفريد جونسون Osman Kemal Winifred Johnson الوارد بسيرته أنه الابن الوحيد للتركي علي كمال Ali Kemal الذي كان في مرحلة ما أحد وزراء الداخلية بالسلطنة العثمانية.

وكان موقع (العربية.نت) أورد مجموعة في وقت سابق عن تاريخ اسرة جونسون أوردها موقع "ويكيبيديا" المعلوماتي، بعد ترجمته لمعلومات كانت ذكرتها صحيفة Demokrat Haber التركية.

وطبقا لما اوردته الصحيفة التركية، فإن الجد الأكبر لبوريس جونسون، علي كمال، ولد في 1867 بحي السليمانية في اسطنبول باسم علي رضا، وكان صحافيا وناشرا وشاعرا "يكتب مقالات وقصائد يوقعها باسم كمال علي" فانسحب عليه الاسم الفني وبقي معروفا به طوال حياته.

كما ورد ان علي كمال كان كثير الترحال، يغادر ويعود إلى تركيا سريعا، وأقام مدة بباريس، كما في القاهرة، وبعد زواجه في لندن عاد عام 1908 إلى تركيا، وغادرها فجأة لتسلمه تهديدات بالقتل، ثم رجع في 1912 ثانية إليها، ولم تمر 6 أشهر إلا ونفته السلطات العثمانية إلى النمسا، لما كان يكتبه من مقالات معارضة بصحيفة أسسها باسم "اقدام".

وزير داخلية&

وكان علي كمال، المولود من أم شركسية مسلمة من جبال القوقاز بروسيا ذلك الزمان، وزيرا للداخلية مدة 3 أشهر فقط بحكومة "الصدر الأعظم" في السلطنة العثمانية، دامات محمد فريد، وقضى شنقا أثناء "حرب الاستقلال التركية" التي امتدت من 1919 إلى 1923 وجاءت بكمال أتاتورك زعيما على ما أصبح تركيا فيما بعد، واعتاد السفر الدائم لتمضية عطلاته في الخارج.

رحلة فزواج

وفي إحدى رحلاته المتكررة إلى سويسرا، تعرف إلى سيدة انكليزية من أصل سويسري ووقع بحبها من أول لقاء على ما يبدو، وكان اسمها وينفريد برون Winifred Brun فتزوجها بيوم يعيد الذاكرة إلى هجمات 11 سبتمبر 2001 بواشنطن ونيويورك، ففي مثل ذلك اليوم من 1903 عقد قرانه عليها في حي "بادنغتون" القريب من حديقة "هايدبارك" في لندن، وكان زفافا عائليا من طرف واحد، أي أفراد عائلتها وهو فقط، ونرى في صورة وجدتها "العربية.نت" مؤرشفة بالانترنت شيئا من ذلك الزفاف، وفيه يبدو علي كمال مع شقيقتي عروسه الجالسة على الكرسي، وأم ابنه الوحيد عثمان كمال.

ولم يمتد العمر طويلا مع الجد الأكبر لبوريس جونسون، فحين كان بعمر 55 سنة في 4 نوفمبر 1922 تم خطفه وهو يقص شعره لدى حلاق بفندق في اسطنبول، ومضى به خاطفوه إلى القسم الآسيوي من المدينة، ومنه إلى العاصمة أنقرة، ليمثل أمام محكمة بتهمة الخيانة، وتحالفه مع الانجليز ضد الاستقلاليين، وفي الطريق إليها بعد يومين هاجمه تابعون لقائد الجيش التركي الأول ذلك الوقت، وانهالوا عليه ضربا ورجما، ثم سحلوه وعلقوه على شجرة وأعدموه.